شنت وسائل إعلام تركية ومعارضون على مواقع التواصل الاجتماعي هجوماً غير مسبوق على زوجة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «أمينة»، على خلفية نشر أخبار مدعمة بصور ومقاطع فيديو لقيامها بشراء مقتنيات من أحد أسواق العاصمة البولندية وارسو بقيمة وصلت إلى أكثر من 50 ألف دولار.
الخبر الذي لم يتم التأكد منه من مصادر مستقلة، نشره عدد كبير من الصحف التركية اليومية والمواقع الإخبارية التي قالت إن زوجة الرئيس قامت بجولة تسوق لمدة ساعتين في أحد الأسواق المشهورة في العاصمة البولندية والمتخصصة ببيع القطع الأثرية والمزخرفة، في الوقت الذي كان فيه أردوغان يلقي خطاباً في قمة حلف شمال الأطلسي «الناتو» التي انعقدت هناك.
وأوضحت هذه المصادر أن «أمينة» اشترت مقتنيات قديمة وبعض الأثاث والزخارف بقيمة وصلت إلى 147 ألف ليرة تركية (أكثر من 50 ألف دولار أمريكي)، حيث ظهرت زوجة الرئيس في عدد كبير من الصور التي تم التقاطها لها وهي تقوم بالتسوق ويقوم بمساعدتها عدد كبير من المساعدين وطاقم الأمن التركي وبحماية من الشرطة البولندية.
ويظهر في أحد مقاطع الفيديو حراس السيدة الأولى في تركيا وهم يقومون بنقل المشتريات إلى سيارة نقل كبيرة لم تتسع لبعض قطع الأثاث الكبيرة المزخرفة، الأمر الذي دفعهم إلى تفكيكها لقطع أصغر لكي تتسع لها سيارة النقل التي ستوصلها إلى الطائرة الرئاسية العائدة إلى العاصمة أنقرة.
ولفتت الصحف إلى أن أمينة دفعت مبالغ طائلة مقابل طاولة وكرسي أثري، كما دفعت مبلغا كبيرا مقابل طقم أدوات مطبخ قديم، حيث قالت وسائل الإعلام التركية إنها نقلت هذه البيانات والتفاصيل عن الصحافة البولندية التي صورت وكشفت تفاصيل جولة التسوق الرئاسية.
وتظهر أمينة أردوغان في مقاطع الفيديو في نهاية جولة التسوق وهي تغادر المكان بعدد من السيارات الرئاسية السوداء يرافقها عدد من سيارات النقل بيضاء اللون وسيارات الحراس وأخرى للشرطة المحلية.
وعلى هاشتاغ (وسم) «أمينة تتسوق والشعب يدفع» هاجم آلاف الأتراك بشكل غير مسبوق زوجة الرئيس، مطالبين بمزيد من الشفافية وصرف هذه الأموال على الفقراء والمحتاجين والتعليم بدلاً من البذخ في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، على حد تعبيرهم.
وكتب أحد المغردين على «تويتر»: «التسوق 147 ألف ليرة، راتب الرئيس 32 ألف ليرة، راتب المُدرس 3 آلاف ليرة، متوسط الأجور 1300 ليرة»، ولفت آخر إلى أن المبلغ الذي تم التسوق به هو إجمالي راتب 100 شهر لموظف تركي متوسط الدخل.
وكتب آخر على الوسم الذي غرد عليه أكثر من 17 ألف شخص حتى الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش: «15 دقيقة تسوق للسيدة الأولى بحاجة إلى راتب عام كامل لثمانية مدرسين أتراك»، فيما وصف آخرون ذلك بالتبذير و»لا يتوافق مع الإسلام».
وعمل مغردون آخرون على نشر صور عائلات فقيرة، معتبرين أن مئات آلاف الأسر التركية لا تجد قوت يومها، في حين تقوم زوجة الرئيس بالتسوق بعشرات آلاف الدولارات. كما نشر بعض المغردين مقطع فيديو سابقا للسيدة الأولى وهي تقوم بالتسوق من أحد المعارض في العاصمة البلجيكية ويقوم عدد من الحارسات الشخصيات بإغلاق مدخله أمام باقي المتسوقين.
وطوال الأشهر الماضية، تواصل الجدل السياسي والاجتماعي في تركيا، على خلفية بناء أردوغان قصرا جديدا للرئاسة في العاصمة أنقرة بكلفة وصلت إلى 650 مليون دولار، وشراء طائرة رئاسية بـ 179 مليون دولار، وسط اتهامات متواصلة من المعارضة للرئيس بـ»تبذير أموال الدولة».
وتقول مصادر تركية (غير رسمية)، إن القصر الجديد تبلغ مساحته 200 ألف متر مربع، ويحتوي على 1000 غرفة، حيث تزيد مساحته 30 مرة عن البيت الأبيض «قصر الرئاسة الأمريكي»، كما أنه أكبر من قصر «فرساي» الأشهر في فرنسا.
وقبل أسابيع، غصت مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا بالانتقادات لعائلة الرئيس بالتزامن مع حفل زفاف «سمية» ابنة أردوغان، إلى ابن أحد أكبر رجال الأعمال في البلاد، الذي عقد في اسطنبول وشارك فيه ستة آلاف شخص من كبار المسؤولين ورجال الاقتصاد والفن والرياضة.
كما يشغل حالياً «بيرات البيرق» زوج ابنة أردوغان الأخرى «إسراء» منصب وزير الطاقة والموارد الطبيعية. ويعتبر أحد كبار المتنفذين في حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، في حين يواجه ابنه الآخر بلال اتهامات قديمة باستغلال نفوذ عائلته لبناء ثروة اقتصادية كبيرة.
المصدر: صحيفة القدس العربي