لطالما شكل سبب انتشار الأورام السرطانية بسهولة تامة موضوعا محيرا بالنسبة للعلماء لعقود من الزمن.
والآن، وجدت دراسة أجرتها كلية لندن الجامعية أن الأورام تدفع بالأوعية الدموية بقوة 200 مرة، مقارنة بقوة الخلايا العادية.
ويُعتقد أن هذا يرجع إلى وجود عدد أكبر من المستقبلات على أسطح الخلايا السرطانية، ما يسمح لها بالتجمع معا والعمل كوحدة واحدة قوية.
وقال الباحثون إن منع هذه المستقبلات قد يساعد في منع انتشار السرطان في الجسم.
ولاختبار قوة كل من الخلايا السليمة والسرطانية، ابتكر الباحثون جهازا يشبه لوح الغوص المجهري. وتم قياس قوة الخلايا بمقدار انحناء “لوح الغوص”، عندما تعرض للدفع من قبل الخلايا.
وأظهرت النتائج أن خلايا سرطان الثدي تدفع بقوة تفوق قوة الخلايا السليمة، بنحو 200 مرة.
ويعتقد أن الخلايا السرطانية تتجمع معا وتشكل شبكة تلتصق بجدران الأوردة والشرايين، ما يولد قوة تسمح للأورام باختراق نقاط الضعف في الأوعية الدموية.
وقال الباحث في الدراسة، الدكتور جوزيف ندييرا: “عندما أجرينا القياسات أدركنا أن قوة الخلايا السرطانية كانت أعلى بكثير. وهذا يسمح لها بالانتقال من الثدي إلى العظام، أو أي جزء آخر من الجسم”.
وتغطي المستقبلات التي تستجيب لهرمونات ومواد مختلفة في الدم، جميع الخلايا، مؤدية إلى تنسيق سلوكها عندما تتجمع معا.
ويعتقد أن الأورام أقوى بسبب وجود المزيد من هذه المستقبلات على أسطحها. كما يقول الباحثون إن حجب المستقبلات يمكن أن يقلل من قوة الورم على جدران الأوعية الدموية، ما قد يبطئ أو يمنع انتشار السرطان.
ويمكن أن تنتشر الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى من الجسم، عندما تتفكك أجزاء من الورم في مجرى الدم أو الجهاز اللمفاوي.
وقالت البروفيسورة، كارين فوسدن، كبيرة علماء أبحاث السرطان في بريطانيا: “الخلايا السرطانية لا تعيش بمفردها، فالأورام هي مجتمعات معقدة للغاية من أنواع مختلفة من الخلايا، تتواصل مع بعضها البعض وتؤثر على سلوك بعضها البعض”.
واستطردت موضحة: “تؤثر هذه التفاعلات على الطريقة التي تتطور بها السرطانات وتنتشر إلى أعضاء أخرى، لذا يمكن أن يساعد فهم المزيد حول هذه العلاقة في إيقاف السرطان ضمن مساراته”.
ونُشرت الدراسة في مجلة Nature Communications Biology.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: ديلي ميل