أكد مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، جون بولتون، أن قضايا الأمن والرقابة على التسلح تصدرت لقاءاته مع كبار المسؤولين الروس في موسكو، خلال اليومين الماضيين.
وفي مؤتمر صحفي عُقد في مقر وكالة “إنترفاكس” الروسية، الثلاثاء، استعرض بولتون الحجج التي طرحتها الإدارة الأمريكية لتبرير توجهها نحو الانسحاب من المعاهدة المبرمة بين موسكو وواشنطن، في العام 1987، حول القضاء على الصواريخ النووية المتوسطة والقصيرة المدى.
وجدد بولتون موقف لإدارة ترامب القائل إن الولايات المتحدة هي وحدها التي التزمت ببنود هذه المعاهدة حتى الآن، بينما كانت روسيا تنتهكه. وأضاف أن المعاهدة قد “عفا عليها الزمن”، ناهيك عن كونها “لا تشمل جميع الأطراف المعنية”.
مع ذلك فقد ذكر المسؤول الأمريكي أن الولايات المتحدة لم تعلن بعد انسحابها من هذه المعاهدة بصورة رسمية.
كما أكد بولتون أن واشنطن لم تتخذ قرارا نهائيا بشأن نشر الصواريخ الأمريكية في أوروبا بعد انسحابها من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.
وفي رد على سؤال صحفي حول هذا الموضوع، قال بولتون: “ما زلنا بعيدين من هذا القرار. إن قرارنا (بشأن الانسحاب من معاهدة عام 1987) له علاقة بتلك الانتهاكات التي ارتكبتها روسيا وفقا لرأينا”، مضيفا: “نحن نعلم أن روسيا غير متفقة مع هذا الرأي”.
وفي سياق متصل، أقر مستشار الأمن القومي بأن الظروف ليست مهيأة في الوقت الحالي لتطبيق سريان هذه المعاهدة على دول ثالثة، كما تتمناه الإدارة الأمريكية.
وجاء المؤتمر الصحفي لبولتون بعيد لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي سبقته مشاورات أجراه مع وزير الدفاع، سيرغي شويغو. وأمس الاثنين، التقى بولتون أيضا كلا من أمين مجلس الأمن الروسي، تيقولاي باتروشيف، ووزير الخارجية، سيرغي لافروف.
وفي 20 أكتوبر، أعلن الرئيس دونالد ترامب، عن عزمه انسحاب بلاده من المعاهدة بسبب “الانتهاكات” الروسية. مع ذلك فقد أبدى الرئيس الأمريكي استعداد واشنطن لعقد معاهدة جديدة مع كل من موسكو والصين حول الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، في حال تعهدهما بالتخلي عن تطوير هذا النوع من الأسلحة.
ووصفت موسكو هذه الخطط الأمريكية بالخطيرة، فيما واجه إعلان ترامب انتقادات من قبل بكين وبرلين، بينما أعربت لندن عن دعمها لواشنطن، أما الناتو فحمّل روسيا المسؤولية عن قرار ترامب.
المصدر: وكالات