أبرزت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين 15-10-2018 مسألة الحدث الذي سيطر على المشهد الدولي والإقليمي،وكان التهديد المتبادل بين واشنطن والرياض ومحليا ارتفاع منسوب الإيجابية في الحديث عن قُرب إعلان التشكيلة الحكومية، حيث ثمة تعويل على لقاء الثلاثاء بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، في أن يكون تمهيدياً قبل إعلان الحكومة نهاية الأسبوع.
البناء:
اليوم معبر نصيب قيد العمل… وقريباً معابر العراق… وإدلب تنتظر خطوة تركية حاسمة
الرياض تردّ على واشنطن: لن نتردّد بمصالحة إيران وحزب الله وحماس
بري يقود حملة برلمانية لحماية حقوق الفلسطينيين… والحكومة “حيص بيص”
كتبت صحيفة “البناء” تقول: بينما تواجه معضلة تنفيذ التزاماتها في تفاهمات سوتشي مع نهاية مهلة إقامة المنطقة المنزوعة السلاح اليوم، بعدما أعلنت جبهة النصرة رسمياً رفضها سحب السلاح الثقيل والخروج من المنطقة، تستثمر سورية نجاحاتها العسكرية جنوباً وشرقاً في معارك تحرير درعا والبادية بتفاهمات مع الأردن والعراق ذات طابع اقتصادي وسياسي في آن، تعني التسليم الدولي والإقليمي بانتصار سورية، وتفتح شرايين الحركة الاقتصادية التي هدفت الحرب لإغلاقها في سياق خطط حصار سورية ودفعها للاختناق.
الحدث الذي سيطر على المشهد الدولي والإقليمي، كان التهديد المتبادل بين واشنطن والرياض، حيث لم تمرّ تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعقوبات قاسية على الرياض إذا ثبت تورطها في قضية اختفاء وربما قتل جمال الخاشقجي، كشفت النيويورك تايمز طبيعة العقوبات التي تنتظر الرياض، دون وقف مبيعات السلاح، كما قال ترامب، حيث قالت النيويورك تايمز، إن الطريق هو مطالبة العائلة المالكة بتنحية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي وصفته بـ “المجنون” و”الفاسد”. وجاء الرد السعودي عالي السقف بصورة أكدت أن الأمر أكبر بكثير من قضية الخاشقجي، حيث خرج بيان عن مصدر سعودي رسمي وتابع من ورائه ما نقله الكاتب تركي الدخيل عن مصادر صنع القرار في الرياض، والحصيلة تلويح سعودي بقلب الطاولة، اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً واستراتيجياً، وهذا أول تهديد من نوعه في تاريخ العلاقات السعودية الأميركية، حيث تضمّنت لائحة الإجراءات التي أشار الدخيل إلى أنها أكثر من ثلاثين خطوة جرى بحثها، التوقف عن تصدير كمية النفط التي يحتاجها السوق العالمي وترك الأسعار تصل إلى ما فوق المئتي دولار للبرميل، واستبدال تسعير النفط السعودي من الدولار إلى اليوان الصيني، وفي السياسة الذهاب لمصالحة إيران وحزب الله وحركة حماس، وعسكرياً واستراتيجياً الذهاب للتسلّح من روسيا والصين، ومنح الروس قاعدة عسكريّة في تبوك شمال غرب السعودية.
الحدث السعودي الأميركي لا يزال في بداياته، والسؤال الذي يطرحه المعنيون يتصل بمدى ثبات القيادة السعودية على موقفها، لأن مثل هذا السقف العالي مثير للاستغراب، ويرجّح كونه تلويحاً لعدم الإحراج بالتصعيد، طلباً لتفاوض ضمني تسعى الرياض لإطلاقه مع واشنطن، عبر عن الرغبة به سفير السعودية في واشنطن الأمير خالد بن سلمان، بإشادته بالتروّي الأميركي في قضية الخاشقجي، وماذا لو كان الأمر في واشنطن يجري على خلفية الشعور بأن الرياض قد فشلت في كل الملفات وخصوصا في ورطة العصر، التي صارت حبراً على ورق بلا شريك فلسطيني تعهّد السعوديون بتأمينه، بموازاة تقدّم مكانة تركيا لاحتلال المقعد الموازي لإيران في النظام الإقليمي، على حساب المكانة السعودية. فهل تمضي السعودية بتحويل تهديداتها إلى أفعال؟ وأي مشهد إقليمي ودولي سيكون عندها؟ وما سيكون عليه حال الأميركي والإسرائيلي إذا انقلبت السعودية؟ وهل ستُترك لتفعل ذلك أم أننا سنكون على موعد مع تحرّكات أميركية إسرائيلية داخل السعودية للإمساك بدفة الحكم بخطط استخبارية كتلك التي أودت بحياة الملك فيصل بن عبد العزيز عقاباً على دوره في قطع ضخ النفط إلى دول الغرب ومشاركته سورية ومصرفي حرب تشرين 1973؟
لبنانياً، تستمر المراوحة في الشأن الحكومي مع تسريبات متضاربة حول التقدم وعدم التقدم في حلحلة العقد المستعصية، وباتت الحكومة الموعودة مع نهاية المهلة التي حدّدها الرئيس المكلف بتشكيلها سعد الحريري، أقرب لحال الضياع ما يجعل وصف مصادر على صلة بمفاوضات التشكيل للحال الحكومية بـ”حيص بيص” في إشارة لفوضى المعلومات والاتصالات، بينما بقي المهم لبنانياً ما قام به رئيس مجلس النواب نبيه بري من سعي لتحشيد موقف عربي وإسلامي برلمانياً لحماية الحقوق الفلسطينية وفي مقدّمتها حق العودة ومستقبل القدس، تمهيداً لانعقاد مؤتمر رؤساء برلمانات العالم في إطار الاتحاد البرلماني الدولي.
رغم الأجواء التشاؤمية التي تخيّم على تصريحات ومواقف القوى السياسية والتي توحي أن المفاوضات الحكومية عادت الى نقطة الصفر، تشدّد مصادر مقربة من دوائر التأليف لـ”البناء” أن تأليف الحكومة لن يتأخر، مشيرة الى ان الامور ستتوضح الأسبوع المقبل مع عودة رئيس المجلس النيابي نبيه بري من سويسرا.
وبالتوازي مع الاتصالات المحلية لتأليف الحكومة، فإن فرنسا تبدي مخاوفها من التأخير في التشكيل لما لذلك من انعكاسات سلبية على الاوضاع الاقتصادية. وأعلنت السفارة الفرنسية في بيان، عقب زيارة الموفد الفرنسي بيار دوكان الى بيروت أن “باريس تقوم بمساعٍ حثيثة من أجل لبنان، بالتحديد لأن لديها كلّ الثقة بقدرته على الإصلاح ومواجهة التحديات المستقبلية”. وقالت إن “الالتزامات التي تعهّدنا بها خلال مؤتمرات “سيدر” وروما وبروكسيل إنما هي خير دليلٍ على إرادتنا بتعميق شراكتنا مع هذا البلد الذي يشكّل بالنسبة إلينا محاوراً أساسياً ونموذجاً للعيش المشترك في المنطقة. فرنسا متمسّكة باستقرار لبنان وستبقى بالتالي دائماً إلى جانبه”.
وتشير مصادر مطلعة لـ “البناء” الى أن فرنسا تبدي قلقها غير المبرّر من التأخير في تشكيل الحكومة الذي من شأنه أن يؤخر مساهمات الدول المانحة التي شاركت في مؤتمر سيدر وروما 2 بالكثير من الاستثمارات التي تهم لبنان، مشيرة إلى ان باريس تحث الجميع على تأليف حكومة لما لذلك من انعكاسات إيجابية على المساهمة في دعم لبنان وجيشه. ولفتت المصادر إلى ان الرئيس الفرنسي أكد لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال اجتماعهما على هامش القمة الفرنكوفونية، حرصه على حسن العلاقات بين البلدين وعلى ضرورة حماية الاستقرار في لبنان، لافتاً إلى أن تطبيق مقررات سيدر يستدعي من المعنيين الاتفاق على تأليف الحكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري، لا سيما أن الكثير من الإصلاحات التي نصّ عليها سيدر تتصل بما ستقوم به الحكومة المرتقبة.
إلى ذلك، أجرى الرئيس المكلف سعد الحريري اتصالاً هاتفياً برئيس الجمهورية مهنّئاً ايّاه بسلامة العودة، بعد مشاركته في القمة الفرنكوفونية، مشيداً بالكلمة التي ألقاها أمام القمة والتي تعبّر عن رسالة لبنان في تعزيز حوار الحضارات.
وأكد الرئيس المكلف أمس، تضامنه مع المملكة العربية السعودية في مواجهة الحملات التي تستهدفها، وقال: “إن المكانة التي تحتلها السعودية في المجتمعين العربي والدولي يضعها في مصاف الدول المركزية المؤتمنة على استقرار المنطقة ونصرة القضايا العربية، والحملات التي تنال منها تشكل خرقاً لهذا الاستقرار، ودعوة مرفوضة لجر المنطقة نحو المزيد من التطورات السلبية”.
وبانتظار أن يلتقي الرئيس المكلف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، بعدما كان التقى وفوداً قواتية واشتراكية، علماً أن أي لقاء جديد بين الرئيس عون والرئيس الحريري لم يحدد موعده بعده، تشير مصادر قيادية في تيار المستقبل لـ”البناء” أن تسريبات الاسماء التي طرحت، بعضها منطقي ويقترب من الحقيقة نحو 80 في المئة، وكذلك الحال بالنسبة لبعض الحقائب علماً أن البعض الآخر ليس دقيقاً، مشيرة في الوقت عينه الى كلام الرئيس المكلف أن التسريبات تستند الى اجتهاد.
ولفتت المصادر إلى أن الأمور ليست جاهزة بعد، والأجواء الإيجابية التي أحاطت بلقاء رئيس الجمهورية بالرئيس المكلف جرى تبديدها من بعض الفرقاء لا سيما في ظل الجدل بين التيار الوطني الحر والقوات على مستويات عالية، معتبرة ان من يتحمل المسؤولية هو من لديه إمكانية التسهيل، والتيار الوطني الحر هو المكون الأساس القادر على التسهيل، في حين أن إطلالات الوزير جبران باسيل الاخيرة لم تبشر بالخير وعقدت الأمور، قائلة بعدم الشراهة على ما يسميه تكتل لبنان القوي حقه، يسهل التأليف بسرعة قياسية. ورفضت المصادر ربط التأخير في التأليف بتشكيل الحكومة في العراق، فهذا الربط ليس دقيقاً ولا مؤشرات توحي أن الحكومة مرتبطة بالتطورات العراقية.
وأكد الوزير باسيل أول أمس في ذكرى 13 تشرين، أن الردّ على محاولات عرقلة الحكومة سيكون بتشكيلها بما يعكس بالحد الأدنى نتائج الانتخابات الأخيرة، لكن العمل الأصعب علينا ليس في التشكيل بل في الأداء وما ينتظره من عرقلةٍ معروفة منذ الآن، حيث سيكون ردّنا عليها المزيد من الكفاءات في وزرائنا وإنتاجية أكثر في عملنا”. وأكد أننا مصرّون على حكومة وحدة وطنية لنتحمّل متّحدين المسؤولية، وليس ليدخلها أحد استفادةً للسياسة والخدمات، ويعارضها من الداخل ليستفيد شعبياً وانتخابياً… وتابع: مصرّون على حكومة الوحدة حتّى بشقّ النفس شرط أن لا ينشّق البلد.
ولفت الى اننا نريد الحكومة البارحة ونحن ندفع الثمن غالياً من رصيدنا لتأخيرها، ومن يعقها فهو من يحاول إقحام الخارج في تأليفها، لا بل استجرار الخارج والاستقواء به لفرض مطالبه المضخّمة التي لا تعكس لا تمثيلاً نيابياً ولا شعبياً ولا هي حق بمطلق الاحوال.
ورأى عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب عدوان “أننا حتى هذه اللحظة لم نتبلغ رسمياً حصولنا على موقع نائب رئاسة مجلس الوزراء”. ونفى “ما يتم تداوله في الاعلام من حقائب وزارية للقوات”، واضاف: “لا نقبل به ونريد أربع حقائب وزارية ونيابة رئاسة الحكومة”. وشدّد عدوان على أن “اذا كانت التشكيلة الحكومية مخالفة لرغباتنا يمكن أن نكون خارجها ونتحول معارضة”. وقال: “رئيس التيار الوطني الحر هو المعرقل طبعاً، ويأخذ دور الرئيس المكلّف”.
في المقابل، أكدت مصادر تكتل لبنان القوي لـ”البناء” أن التصعيد المستمر من حزب القوات مرده الإملاءات الخارجية التي يتلقاها وتدعوه الى عرقلة تشكيل الحكومة، لا سيما أن حصة القوات المطروحة متوازنة الى حد كبير، في حين انها تواصل وضع العصي امام الطريق الحكومي، متوقفة عند الجهود القواتية التي تبذل لتشويه الحقائق وتخطي الدستور ونتائج الانتخابات النيابية.
وعطفاً على التباين العوني – القواتي، كان لافتاً الخلاف بين التيار الوطني الحر وتيار المردة على حقيبة الأشغال. وبينما أكد النائب اسعد درغام أن لا حكومة ما دامت وزارة الأشغال للمردة، ونحن مصرّون على نيل هذا المنصب، لغياب الخطط الخاصة بالنقل التي كان يجب أن يضعها الوزير الحالي، بدلاً من استخدام المال العام لأهداف انتخابية، مؤكداً “أننا نختلف مع المردة في الأداء الحكومي”، كان لافتاً انزعاج نواب من تكتل لبنان القوي من أداء زملائهم في التكتل عينه. واشارت مصادر عونية بارزة لـ”البناء” الى ان عدم إسناد حقيبة الأشغال الى تيار المردة لا يعني على الإطلاق انها ستؤول الى التيار الوطني الحر، لافتة الى ان المطلوب تهدئة الأجواء بدل التصعيد والتهويل الذي لن يؤدي الى نتيجة.
وعلى خط الحقائب الدرزية التي قيل إن حقيبتين حسمتا لصالح اللقاء الديمقراطي على أن الوزير الدرزي الثالث حسم لشخصية تحظى بإجماع الرئيس عون والرئيس المكلف والرئيس بري والنائب وليد جنبلاط، غرّد رئيس كتلة ضمانة الجبل طلال أرسلان عبر حسابه على “تويتر” قائلاً: “خلافاً لما يُشاع عن حلحلة ما يُسمى بالعقدة الدرزية فإن هذا الموضوع لا يزال عالقاً بانتظار أن يتم اختيار أحد المرشحين من اللائحة التي عرضناها. وما عدا ذلك مجرّد تكهّنات”.
من ناحية أخرى، تجتمع اللجان المشتركة غداً الثلاثاء بدعوة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، لانتخاب أمين سر وثلاثة مفوضين عملا بأحكام الفقرة الثانية من المادة 44 من الدستور والمادة 3 من النظام الداخلي، وانتخاب اعضاء اللجان النيابية عملاً بأحكام المادة 19 من النظام الداخلي. ويرأس الجلسة نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي لوجود الرئيس نبيه بري في سويسرا.
أمنياً، دوّى مساء أمس، انفجار بين الحلوسية والزرارية، عند مجرى الليطاني، بالتزامن مع تحليق طائرات استطلاع معادية، تبين أنه ناتج عن إقدام إحدى هذه الطائرات على تفجير جهاز تجسس شرق بلدة الحلوسية، عند مجرى النهر. وسرعان ما شهدت المنطقة تحليقاً للطيران الحربي المعادي. وعلّق الناطق باسم قوات الـ”يونيفيل” الدولية اندريا تننتي، بالقول: “اليونيفيل تنظر في الموضوع بالتعاون الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية”.
الأخبار:
لقاء عون الحريري الثلاثاء : تأليف الحكومة قبل نهاية الأسبوع؟
كتبت صحيفة “الأخبار ” تقول : يرتفع منسوب الإيجابية في الحديث عن قُرب إعلان التشكيلة الحكومية. ثمة تعويل على لقاء الثلاثاء بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، في أن يكون تمهيدياً قبل إعلان الحكومة نهاية الأسبوع. لا يُلغي ذلك شبح العقبات، التي من الممكن أن تكون بالمرصاد لأي تطورات.
اجتماع حكومي جديد سيُسجّل، يوم الثلاثاء، بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة المُكلّف سعد الحريري. هذا ما أكّدته مصادر في التيار الوطني الحر لـ”الأخبار”، مُضيفةً أنّ “البلاد تتجه نحو تأليف حكومة فيما لو استكمل عون والحريري مشاوراتهما، بنفس الجوّ الإيجابي الذي عبّر عنه رئيس الحكومة خلال مقابلته التلفزيونية على الـ”ام تي في” قبل قرابة عشرة أيام”.
في الإطار نفسه، تتحدّث مصادر مُطلعة على مسار الحكومة عن أنّها “قد تُبصر النور نهاية الأسبوع الحالي”. سبب التفاؤل أنّ الحريري ”وصل إلى اقتناع بضرورة حلّ كلّ العقد، وعدم التوقف عند اعتراضات بسيطة، مثل رفض القوات اللبنانية الحصول على وزارة التربية، ففي نهاية المطاف ليس بإمكانه انتظار الجميع إلى ما لا نهاية”. العرقلة الوحيدة حالياً، بحسب المصادر، هي تولّي تيار المردة لحقيبة الأشغال، “التي يرفض رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحرّ إسنادها إلى المردة. لكن هذه العقدة قابلة للحل بالتفاهم بين عون والحريري”. وعلى العكس من بقية القوى السياسية، “لا يستطيع الحريري السير عكس إرادة الرئيس عون، وإلا فإنّ الأخير قد لا يوقّع على التشكيلة”. وقالت المصادر إنّ كلام الوزير جبران باسيل “التصعيدي”، خلال كلمته في ذكرى 13 تشرين، “تصفية حسابات مع القوات اللبنانية، وليس موجهاً ضدّ تشكيل الحكومة”. وبعد أن ارتفعت الأجواء “المُبشّرة” بقرب التأليف، إن كان من قبل تيار المستقبل أو التيار الوطني الحرّ، علّق رئيس مجلس النواب نبيه برّي بأنّه مستعد لقطع زيارته إلى جنيف والعودة إلى لبنان، في حال حصل ذلك. فيما اعتبرت مصادر التيار العوني أنّه “إذا ثبّت لقاء الثلاثاء الاتفاق على الحصص، فسيُطلب من مختلف الكتل تسمية وزرائها، مع احتمال أن تتألف الحكومة نهاية الأسبوع”.
أما حزب القوات اللبنانية، فينتظر ما سينتج عن لقاء عون ــ الحريري. وبعد أن رفضت معراب الحصول على 4 وزارات، من بينها منصب نائب رئيس الحكومة ووزارات التربية والثقافة والشؤون الاجتماعية، أكدّت مصادرها أنّ الحريري “تسلّم تصوراً جديداً، نُصرّ فيه على الحصول على حصّة لا تقلّ عن تمثيلنا في الحكومة الحالية. ننتظر جواباً من الرئيس عون على طرحنا الجديد”. وعلّقت مصادر “القوات” على كلام باسيل الأخير المُتعلق بالذهاب إلى تأليف حكومة بهدف إحراج من لا يريدها، بأنّه “إشارة إلى اقتناعه بعدم قدرته على فرملة اندفاعة التأليف التي ظهرت الأسبوع الماضي”.
مُستجدات الساعات الأخيرة قد تكون بلا قيمة، في حال بقي كلّ فريق غير راضٍ عن حصته ونوعية الحقائب التي سينالها، لا سيّما أنّه “في الشكل”، لم يفكّك أيّ من الألغام المزروعة على درب التأليف. هناك حصة القوات، التي يعتبر كُثر، وأبرزهم التيار الوطني الحرّ، أنّها ”مبالغ فيها”، إضافةً إلى تمثيل النائب طلال أرسلان الذي أكّد أمس أنّ “العقدة الدرزية لا تزال عالقة”. وما بينهما، لم يتّضح بعد مصير توزير أحد النواب السنّة المُقرّبين من فريق 8 آذار. كلّ ذلك يترافق مع تحذيرات دولية من استمرار التأخر في تأليف الحكومة، وآخرها الضغوط المُمارسة من باريس بوجوب “الاستفادة” من نتائج مؤتمر “باريس 4″، بحجة تجنيب لبنان الخطر الاقتصادي، والكلام المتشائم لموفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بيار دوكان خلال لقائه، يوم الجمعة، عدداً من الصحافيين.
بالنسبة إلى برّي، غالبية المعطيات المتوافرة تُشير إلى أنّه “لا جديد”. قال ذلك على هامش أعمال الجمعية العامة الـ139 للاتحاد البرلماني الدولي في جنيف، حيث يُشارك رؤساء المجالس والوفود البرلمانية العربية. ورأى برّي أنّ الجوّ الفرنسي الذي عبّر عنه دوكان يوم الجمعة مع الإعلاميين مغايِر لما سمِعه منه خلال لقائه به في عين التينة.
اللواء:
فائض التوتُّر يطيح ب مهلة الـ10 أيام.. والتأليف ينتظر! الحريري يعلن التضامن مع السعودية.. و”القوات” تتهم باسيل بالعرقلة
كتبت صحيفة “اللواء ” تقول : الشيء الثابت ان المساعي لتأليف الحكومة قائمة على قدم وساق، على الرغم من “فائض” التوتر السياسي، سواء على لسان رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، أو سواه من السياسيون، الذين يمترسون تحت رمال واكداس صناديق الاقتراع، التي بعضها جيء به إلى المجلس الدستوري على خلفية الطعن من هذا المرشح الخاسر أو ذاك ليعلنوا على الملأ ان تمثيلهم يخولهم الحصول على هذه النسبة من الوزارات، وهذه النوعية من الحقائب..
والشيء الثابت، في ضوء ما يجري ان الرئيس المكلف سعد الحريري بات مطلباً إقليمياً ودولياً لتأليف الحكومة، وسط اشتداد أزمة قيد التشكل تتعلق ببرنامج الحكومة، وبالعلاقات اللبنانية – السورية، في ضوء القرار الأردني – السوري المشترك بإعادة فتح معبر نصيب، صلة الوصل، والمعبر الحيوي البري للبضائع والمنتوجات اللبنانية إلى العالم العربي وافريقيا.
المعلومات تلتقي عند ان الرئيس المكلف سيزور بعبدا اليوم، مع انتهاء مهلة الايام العشرة التي حددها في اطلالته التلفزيونية الخميس في 4 ت1 الجاري.
ورجّح مصدر مطلع ان يحمل معه مسودة حكومة، تراعي الأسس التي اعتمدها لجهة ان تكون هناك حكومة وحدة وطنية، تبدو مطلوبة في هذه المرحلة، للشروع بإجراءات اقتصادية وإدارية ومالية تبدو ضرورية لوضع مقررات “سيدر” موضع التنفيذ، حفاظاً مع ما تعتبره فرنسا مكاسب للبنان، لا يجوز الاطاحة بها..
ولم يستبعد مصدر مطلع ان تأخذ المشاورات الجارية بعض الوقت، مشيراً إلى تعقيدات ما تزال تعترض الحكومة، وستؤدي إلى استمرار تأخيرها، ما لم يُبادر رئيس الجمهورية إلى الحد من معايير باسيل، التي تؤثر سلباً على جهود التأليف.
واعتبر المصدر أن ما يجري في المنطقة من شأنه ان يعطي الفرصة للنفاذ إلى الخروج من المأزق الحالي، وعدم البقاء في دائرة التأثر سلباً أو إيجاباً بالمناخات السياسية والاقتصادية الضاغطة على العلاقات والنظام الإقليمي – الدولي في الشرق الأوسط.
وفي هذا الاطار، اكد الرئيس الحريري تضامنه مع المملكة العربية السعودية في مواجهة الحملات التي تستهدفها، وقال في تصريح له اليوم: أن المكانة التي تحتلها السعودية في المجتمعين العربي والدولي يضعها في مصاف الدول المركزية المؤتمنة على استقرار المنطقة ونصرة القضايا العربية، والحملات التي تنال منها تشكّل خرقاً لهذا الاستقرار ودعوة مرفوضة لجر المنطقة نحو المزيد من التطورات السلبية.
إنتهاء مُهلة الأيام العشرة
سياسياً، انتهت أمس، مهلة الأيام العشرة التي كان الرئيس المكلف سعد الحريري قد حددها لولادة الحكومة العتيدة، من دون ان تطرأ أية حلحلة على مساعي إخراج التشكيلة الحكومية من عنق الزجاجة، وبدا ان كل المساعي والجهد والاتصالات التي حصلت خلال الأيام العشرة، ومنها ضخ أجواء تفاؤلية لم يكن لها ترجمة فعلية على أرض الواقع بعد، بفعل الخلافات المشحونة بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” والتي يبدو انها تجاوزت الصراع على الحصة الحكومية، بحيث باتت تحتاج إلى تفاهم جديد بين الطرفين يتجاوز “تفاهم معراب” حول “تقاسم جبنة السلطة” إلى تكريس حالة من المصالحة المسيحية الحقيقية، إذا ارتؤي لهذا العهد الذي جاء بتسوية سياسية شاركت فيها “القوات” مع تيّار “المستقبل” ان ينطلق حقيقة، وان يحقق طموحاته بالاصلاح والتغيير، والا فإنه سيبقى أسير التجاذبات والمماحكات حول الاحجام والحصص، حتى ولو نجح الرئيس المكلف في تأليف حكومة، بتركيبة وسطية “بالتي هي أحسن” أو “أفضل الممكن”، فلن تستطيع هذه الحكومة ان تنتج في ظل استمرار “النكد السياسي” الذي يطبع العلاقات بين أطرافها.
وفي تقدير مصادر سياسية، ان رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل لم يكن موفقاً بالمطلق في ان يصوب معظم خطابه في احتفال التيار بذكرى 13 تشرين 1990 باتجاه “القوات” ويلصق بها أبشع النعوت والصفات إلى حدّ اتهامها بالاغتيال السياسي للعهد، من خلال تشبيه 13 تشرين 1990 الذي كان هدفه اغتيال العماد ميشال عون بـ13 تشرين 2018، رغم ان العماد عون أصبح رئيساً للجمهورية، ويحتاج إلى التفاف جميع اللبنانيين حوله، باعتباره الأب الذي يجمع ولا يفرق، يصون ولا يبدد، يحمي الكل بحكم كونه حامي الدستور ورئيس البلاد، لا ان نضعه طرفاً أو جزءاً من صراع سياسي بين شقيقين.
وبحسب هذه المصادر، فإنه إذا كان باسيل يريد تعبئة المنتسبين الجدد إلى التيار وعددهم بحسب قوله يبلغ 5 آلاف منتسب، من خلال تجييشهم ضد خصمه السياسي، فإن ذلك يفترض ان لا يكون من خلال إقحام رئيس الجمهورية في هذا الصراع، فضلاً عن توريط رئيس الحكومة المكلف في جانب آخر منه، بحيث يؤدي ذلك إلى تعطيل كل مساعي تأليف الحكومة.
وتساءلت: كيف يتوازى إصرار باسيل على الإتيان بحكومة وحدة وطنية وقوله ان التسوية التي أجراها التيار مع تيّار “المستقبل” لم تعد كافية، وما هو المطلوب من الرئيس الحريري، لكي تتحوّل التسوية إلى تساو في الحكم وبالمسؤولية في مواجهة الفساد، بحسب قول باسيل، وهل يكون ذلك بإعلان الطلاق مع “القوات”؟ وبإتهامه بالتقصير حيال الفساد.
ثم ما معنى قوله ان المصالحة مع “القوات” لن تكون كافية إذا لم نعززها بشراكة عادلة بالحكم؟ وكيف تكون هذه الشراكة، إذا كان الطرف الثاني في هذه المصالحة “مجرم حرب في ميليشياته” في 13 تشرين 1990، وهو اليوم “مجرم سلم بفساده وكذبه؟”، بالإضافة إلى اتهامه باعاقة تأليف الحكومة من خلال إقحام الخارج، لا بل استجرار هذا الخارج والاستقواء به لفرض مطالبه المضخمة التي لا تعكس لا تمثيلاً نيابياً ولا تمثيلاً شعبياً؟، وهو ما ردّ عليه لاحقاً رئيس “القوات” سمير جعجع، معتبراً نتائج الانتخابات الطلابية التي جرت في ثلاث جامعات بأنها عينة صغيرة عن التمثيل الشعبي التي تمثله “القوات”، داعياً الوزير باسيل الذي سماه بالاسم إلى ان يسمع ذلك.
وخلصت إلى القول بأنه ولكن في حال تجاوز الرئيس المكلف الخلاف بين “التيار والقوات” – وهو خلاف يتجاوز موضوع تشكيل الحكومة الى الصراع على الشارع المسيحي والسلطة وصولا الى رئاسة الجمهورية لاحقا- وانجز تشكيل الحكومة، فإن استمرار هذا الصراع قد ينعكس سلبا على عمل الحكومة الجديدة لاحقا تعطيلا وعرقلة وكيدية سياسية تعيق انطلاقة الحكومة والعهد بالشكل الذي يتمناه كلّ من الرئيسين عون والحريري.
لقاء جديد في بعبدا
على كل حال، فإن نهاية الأسبوع لم تحمل أي جديد على صعيد مسار تأليف الحكومة، باستثناء الاتصال الهاتفي الذي اجراه الرئيس الحريري بالرئيس عون مهنئاً اياه بسلامة العودة من يريفان بأرمينيا، بعد مشاركته في القمة الفرنكوفونية، مشيداً بالكلمة التي ألقاها عون امام القمة، والتي قال الحريري انها “تعبر عن رسالة لبنان في تعزيز الحوارات”.
واكتفت مصادر قصر بعبدا لـ”اللواء” بالتأكيد انه جرى بالاتصال الهاتفي الاتفاق على عقد لقاء بينهما هذا الأسبوع، من دون ان تشاء إضافة إلى معطيات عن الملف الحكومي بانتظار اللقاء.
ونفى مصدر مقرّب من الرئيس الحريري صحة ما تمّ تداوله من تسريبات في بعض الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي حول تشكيلات مفترضة للحكومة والتي ذهب البعض إلى حدّ وضع أسماء مرشحين للحقائب موزعاً هذه الحقائب على الفرقاء السياسيين، وأكد المصدر ان الرئيس المكلف لم يصل في مشاوراته حتى الآن إلى مرحلة طرح الأسماء وجوجلتها.
إلى ذلك، أفادت بعض المعلومات ان الرئيس عون تداول خلال الرحلة الجوية من بيروت إلى أرمينيا ذهاباً واياباً مع مستشار الحريري الوزير الدكتور غطاس خوري في ملف التشكيل والمقترحات الممكن ان ترسو عليها التشكيلة قبل الاجتماع المرتقب بين الرئيسين.
وأكدت هذه المعلومات ان الصيغة التي يعدها الحريري باتت شبه منجزة وستعرض على الرئيس عون قريباً، رغم الجو السياسي المشحون نتيجة تصاعد الخلاف والسجالات والحملات بين “التيار” و”القوات” والذي يوحي بعدم الاتفاق على الحصص وتوزيع الحقائب، وهو أمر يجعل القرار بيد الحريري حصراً من أجل دوزنة التركيبة الحكومية بما يضمن التوازن الذي يرتئيه فيها.
وفي السياق، اعرب عضو تكتل لبنان القوي النائب ادغار طرابلسي عن اعتقاده لـ”اللواء” ان الملف الحكومي اصبح في المربع الاخير ولم يعد الى المربع الأول متوقعا انفراجات في الايام المقبلة.
ونفى النائب طرابلسي وجود اي نية “للتيار الوطني الحر” بالعرقلة واصفا هذا الاتهام بالباطل وقال انه يدعم تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن.
وعما اذا كان التيار يتمسك بحقيبة الاشغال العامة اوضح ان التيار يملك رؤية في هذا القطاع ولا يمكن ان يحرم من حقائب خدماتية ويحصل غيره من هو اقل حجما عليها. ولفت الى ان التيار متمسك بمعايير تأليف الحكومة ومرن في توزيع الحقائب على ان يكون هذا التوزيع عادلاً. وسأل ما المانع من حصول التيار على الاشغال او اي حقيبة توازيها أهمية؟.
تجدر الإشارة إلى ان النقاش بات محصوراً حالياً حول عدد من الحقائب الخدماتية والاساسية التي يريدها اكثر من طرف (الاشغال والتربية والعدل والشؤون الاجتماعية والصحة)، لا سيما القوى المسيحية الثلاث التي ستشارك في الحكومة، “التيار” و”القوات” و”المردة”، فيما تؤكد مصادر مقربة من الرئيس نبيه بري ان ما سمي العقدة الدرزية باتت شبه محلولة لكن ربطا بحل عقدة التمثيل المسيحية.
واتهم نائب رئيس حزب “القوات” النائب جورج عدوان قال: القضية كلها الآن بيد الرئيس عون.
واعتبر عدوان ان الوزير باسيل هو المعرقل.. ودوره الذي يأخذه لا يخدم رئيس الجمهورية، ولا تأليف الحكومة.
المصدر: صحف محلية