تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاربعاء 17-4-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
أميركا تهدّئ إسرائيل: لا مصلحة في ردّ «متناسب»
تتواصل الاتصالات الإقليمية والدولية على أكثر من خط، وخصوصاً مع دولة الاحتلال وإيران، في ظلّ التهديدات الإسرائيلية بالردّ على الهجوم الذي شنّته طهران على أهداف في الكيان، ليل السبت – الأحد، وما يفتح عليه احتمال تنفيذها من تصعيد عسكري إقليمي واسع، لا يبدو حتى الآن، أن الولايات المتحدة تدعمه، وهو ما أشار إليه «البيت الأبيض» صراحة، أمس، عندما قال إن «الرئيس جو بايدن لا يريد توسّع نطاق الصراع أو تعميقه»، على رغم أن البيان نفسه أشار إلى أن «الرد على إيران من عدمه، هو قرار إسرائيلي».
وإذ تشدّد واشنطن على دعمها لإسرائيل مقابل ما وصفته بـ«الاعتداء الإيراني» عليها، إلا أن الاتصالات التي لم تتوقّف بين دول المنطقة، تشي بمساعٍ أميركية لتجنّب انفلاش الصراع العسكري، بعدما بقي محصوراً على مدى نحو أكثر من 6 أشهر، في قطاع غزة، مع قتال محدود على الجبهة الشمالية للكيان.
ويدعم هذا التقدير، ما نقله موقع «أكسيوس» الأميركي، عن إخبار وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مجموعة من الزعماء اليهود الأميركيين، أمس، أن «المزيد من التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إسرائيل»، وبعثه بالرسالة نفسها في اتصال هاتفي مع الوزير الإسرائيلي، بيني غانتس، أول من أمس، بحسب الموقع.
وفي هذا السياق أيضاً، كانت مكالمة هاتفية بين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ونظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، بحثا فيها «آثار هجمات إيران»، حيث أكّد الأول للثاني «دعم بلاده للدفاع عن إسرائيل والحفاظ على الاستقرار».
وقبل ذلك، كان قد بحث الوزير الأميركي نفسه، مع نظيره الكويتي، الهجوم الإيراني، مؤكداً على أن «الولايات المتحدة لا تسعى للتصعيد، لكنها ستواصل الدفاع عن إسرائيل».
وفي واشنطن، كانت قد جرت مباحثات بين رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، وبايدن، تمحورت في جانب كبير منها حول احتمالات التصعيد في المنطقة.
وبحسب معلومات «الأخبار»، فإن «السوداني يلعب دوراً أساسياً في تبادل الرسائل غير المباشرة بين واشنطن وطهران»، وهو يبذل جهوداً متواصلة منذ ما قبل الردّ الإيراني، للوصول إلى «توافق غير مباشر بين الإيرانيين والأميركيين، للحؤول دون توسّع التصعيد في المنطقة».
كما أنه أبلغ المسؤولين الأميركيين الذين التقاهم أن «طهران لا ترغب في توسيع الصراع، وعلى واشنطن أن تمارس مزيداً من الضغوط على إسرائيل لدفعها الى تبنّي الموقف نفسه».
يبدو أن دولاً عربية تحاول، عبر التواصل مع واشنطن وتل أبيب، تجنّب توسع المعركة
ويأتي ذلك فيما يسود اعتقاد لدى الأميركيين، بحسب ما نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول أميركي، أن «إيران سترد على أي ضربة إسرائيلية كبيرة ومعلنة على أراضيها»، وأنه «سيكون من الصعب للغاية عندها، تكرار النجاح الذي حقّقناه في إحباط هجوم إيران، وإسرائيل تعرف ذلك».
وانطلاقاً من الرؤية نفسها، طالب «وزراء في الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، بالتمهّل في الردّ على إيران، وانتظار تشكيل حلف في المنطقة ضدها».
وبحسب ما نقلت «هيئة البث الإسرائيلية» عن مصدر مطّلع، فإن «ضغوطاً دوليةً كبيرة، تمارس على إسرائيل من أجل منعها من الردّ على إيران»، وإنه «يتمّ طرح مبادرة لفرض مزيد من العقوبات على طهران كبديل للرد الإسرائيلي».
كذلك، أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن «وزيري خارجية بريطانيا وألمانيا سيزوران إسرائيل من أجل الضغط عليها لعدم الرد على إيران».
ويبدو أيضاً أن دولاً عربية أخرى تحاول، عبر التواصل مع واشنطن وتل أبيب، تجنّب توسع المعركة، لما سيكون له من تداعيات خطيرة وكبيرة على عموم المنطقة.
وفي هذا السياق، كشفت قناة «كان» العبرية، أن إسرائيل أبلغت بعض الدول العربية، بأن «ردّنا على إيران لن يعرّضكم للخطر في حال وقوعه»، وذلك في أعقاب تعبير هذه الدول عن مخاوفها من اعتبارها متعاونة مع الكيان.
وعلى المقلب الإيراني، أشار الرئیس إبراهیم رئيسي، خلال اتصال هاتفي مع أمير قطر، تميم بن حمد، إلى أن «عملية (الوعد الصادق)، تمّت بنجاح بهدف معاقبة المعتدي»، محذّراً من أن «أقل عمل ضد مصالح طهران سيقابل برد هائل وواسع النطاق ومؤلم ضدّ جميع مرتكبيه».
واعتبر رئيسي أن «القضية الراهنة الأهمّ في المنطقة، وحتى العالم، هي استمرار الإبادة الجماعية الوحشية ضد الفلسطينيين في غزة».
ووصف قصف إسرائيل للقنصلیة الإیرانیة في دمشق بأنه «مؤشّر إلى يأس الکیان بسبب عدم تحقيق أغراضه في مهاجمة غزة».
في المقابل، اعتبر وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، أن «إيران فشلت في الهجوم علينا، وستفشل في ردع إسرائيل»، مضيفاً أن «أجواء الشرق الأوسط مفتوحة أمام طائراتنا، وأي عدو سيقاتلنا سنعرف كيف نضربه أينما كان».
وتابع أن «الإيرانيين لن يتمكّنوا من تطبيق معادلة ردع مختلفة ضدّنا».
ويأتي ذلك فيما اجتمع مجلس وزراء الحرب، للمرة الثالثة، لاتخاذ قرار بشأن الردّ على إيران، بحسب ما أفاد به مصدر إسرائيلي صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، مشيراً إلى أن «إسرائيل تعتقد أنه لا يوجد أي ضرر في إبقاء إيران في حالة تخمين من خلال تأخير الرد المحتمل»، مضيفاً أن الرد قد يكون «داخل إيران أو خارجها».
لكنّ مسؤولاً إسرائيلياً قال لوسائل الإعلام العبرية إن «احتمال توجيه ضربة انتقائية كبيرة إلى إيران، يتضاءل مع مرور الوقت»، في حين أشار مسؤول آخر إلى أن «مجلس الحرب يأخذ في الاعتبار مخاوف واشنطن من المبالغة في الرد».
انزعاج فرنسي من سعي أميركا للتفرّد بإدارة ملفات لبنان: باسيل يسرّع التقارب مع بري
التصعيد الإسرائيلي جنوباً مع استئناف العدو عمليات الاغتيال بعد تكثيف المقاومة عملياتها النوعية، واستعادة الساحة الداخلية بعض الزخم السياسي عبر حراك اللجنة الخماسية التي عاودت لقاءاتها مع القوى السياسية، تقاسما المشهد اللبناني أمس.
غير أن اللافت ما نقلته مصادر بارزة عن السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون بأن إدارتها «قرّرت التعامل بجدية كبرى مع الملف اللبناني، وأن دور واشنطن سيكون رئيسياً في المرحلة المقبلة، بعدما تركت الأمر طيلة الفترة الماضية مرة للفرنسيين وأخرى للقطريين، ما يعني طي الصفحة الماضية التي تولّت فيها باريس والدوحة إدارة الملف اللبناني».
وبحسب المصادر، فإن هذا الموقف «أزعج الفرنسيين ودفعهم إلى التواصل مع الأميركيين لحفظ دور باريس من خلال صياغة ورقة عمل مشتركة بين الطرفين، إلا أن الأميركيين رفضوا الطلب الفرنسي، وأكدوا أن الملف هو في عهدة المبعوث الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين الذي سيزور لبنان عندما يتم التوصل إلى هدنة في غزة لاستكمال مشاوراته التي بدأها قبل أشهر».
وبناءً على هذه المعطيات، أتت زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان لواشنطن لمناقشة الملف اللبناني مع المسؤولين الأميركيين، واجتماعه مع هوكشتين.
ومن إشارات الإصرار الأميركي على تسلّم زمام الأمور، وفقَ المصادر، ما سمعه لودريان من المسؤولين الأميركيين عن أن «واشنطن تراقب مسار الأحداث في غزة وتترقب إمكانية التوصل إلى هدنة في أقرب وقت ممكن، وفي سياق موازٍ تعمل على تحضير الأرضية في ما يتعلق بلبنان، وإذ تحقق ذلك فإن هوكشتين سيزور لبنان لاستكمال التفاوض مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والقوى السياسية الأخرى».
إلى ذلك، التقى سفراء الولايات المتحدة وفرنسا ومصر والسعودية وقطر، أمس في دارة السفير المصري في بيروت علاء موسى، عدداً من الكتل النيابية من بينها «التوافق الوطني» الذي يضمّ النواب فيصل كرامي وحسن مراد وطه ناجي وعدنان طرابلسي ومحمد يحيى، وكتلة «تجدد» و«التغييريون» و«الطاشناق».
وفي انتظار استكمال اللجنة اجتماعاتها، أكّدت مصادر متابعة أن اللقاءات «تدخل في إطار استئناف اللجنة حراكها الذي بدأته قبل شهر رمضان من حيث الشكل».
أما في المضمون، فثمة إجماع على «أن النقاشات لم تشِر إلى أن ثمة حلحلة ما»، رغم تأكيد أعضاء اللجنة على أن «التطورات الخطيرة في المنطقة تحتّم على لبنان تحصين نفسه داخلياً من خلال إعادة تكوين السلطة بدءاً من رأسها عبرَ انتخاب رئيس للجمهورية».
وبحسب المصادر، فإن مواقف الكتل النيابية لم تتبدل وهي تتقاطع حول 3 لاءات: قوى ترفع لا كبيرة للحوار باعتباره يكرس عرفاً جديداً بالتوافق على اسم الرئيس قبلَ انتخابه، وقسم آخر لا يمانع حواراً لا يرأسه رئيس المجلس النيابي نبيه بري باعتباره طرفاً، وقسم ثالث يرفع لا ضد الدعوة إلى جلسات مفتوحة لمجلس النواب بسبب الخلاف على كونها متتالية أو مفتوحة. وفي المقابل يصر حزب الله وحلفاؤه على أن يترأس بري الحوار، في حال انعقاده وهو شرط لا بحث فيه.
بري وباسيل
وفي سياق موازٍ لحراك «اللجنة الخماسية»، ارتفع منسوب الحديث عن التقارب بين بري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل. وهو تقارب بدأ قبلَ شهر، من خلال زيارات بدأ بها النائب غسان عطالله. وأولى ترجمات هذا التقارب بدأت في انتخابات نقابة المهندسين التي فازَ بها مرشح التيار فادي حنا بدعم من الثنائي حزب الله وحركة أمل.
وقالت مصادر مطّلعة إن «التقارب بين باسيل وبري قطع شوطاً كبيراً، ولن يقف عند عتبة انتخابات النقابة، بل سيتظهّر قريباً في مجلس النواب خلال التمديد للمجالس البلدية في ظل تعذّر إجراء الانتخابات»، وهذا ما عبّر عنه باسيل في كلامه أمس عندما قال: «يقولون لنا سراً: نعلم أن لا انتخابات ولكن تعالوا نصوّت ضد التمديد، يعني تعالوا ندخل الفراغ والمجهول والفوضى. نحن نختار استكمال العمل البلدي والاختياري وتسيير المرفق العام بدل الفراغ والكذب على الناس».
لمس باسيل في «المهندسين» حاجته إلى الثنائي والأخير لن يسمح بتحجيم التيار لمصلحة القوات
وبحسب المصادر، فإن التقارب قد يتعدى التنسيق على الملفات بالقطعة ويصل إلى حد التفاهم على الرئاسة، إذ «لمس باسيل في الآونة الأخيرة، رغم كل مواقفه العالية ضد الثنائي، أنه بحاجة إليه، ولولا التحالف معه لما كانَ حظي بمقعد النقابة، ومثله الثنائي الذي لا يزال ينظر إلى باسيل باعتباره الطرف المسيحي الذي يمكن الاتفاق معه، وهو الخيار الأفضل الموجود ولا يمكن السماح مهما بلغ الخلاف بتحجيمه أو كسره لمصلحة الآخرين ولا سيما سمير جعجع».
ومع أن الاتفاق على «المرشح الذي يدعمه الثنائي لا يزال غير ممكن، إلا أن هذا التقارب أو التنسيق يهدف أيضاً إلى دعم مرشح ثالث قريب من فريق 8 آذار في حال أُقفلت الأبواب نهائياً في وجه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي لا يزال حتى الآن الرقم الأول لدى حزب الله وحركة أمل، وهما ليسا في وارد التخلي عنه».
وبينما يُنقل عن باسيل قوله إنه في موازاة الجمود الذي يحكم علاقته مع حزب الله هذه الفترة، فإنه يجد إمكانية للتفاهم مع الرئيس بري، ومن خلاله مع النائب السابق وليد جنبلاط.
وحسب المراقبين، فإن العلاقة بين بري وباسيل «قطعت شوطاً، ومرّت في اختبار أول ستليه اختبارات أخرى في المرحلة المقبلة، والجو أقل شحناً عما كانَ عليه في السابق»، ويمكن تلمّس ذلك من خلال حديث باسيل الذي أكّد «أننا نتكل على حكمة بري بمساعدة لبنان» في معرض حديثه عن العدوان الإسرائيلي والحرب، رغمَ أن موقف باسيل في ما يتعلق بوحدة الساحات لا يزال عالي السقف ضد ما يقوم به حزب الله، وهو ما دفع بري إلى الردّ على كلام باسيل عن الفصل بالقول: «هيدي بتزبطش».
لبنان في قائمة المتغيّرات الأميركية بعد الردّ الإيراني
ثمّة متغيّر أميركي في مواكبة تطورات الشرق الأوسط عبر العودة بقوة الى الساحة.
ورغم الاتصالات الجارية بين واشنطن وطهران، عبر سلطنة عمان وغيرها، يتحدّث الأميركيون عن شروط لعبة جديدة مع إيران، من ضمنها لبنان
بما أن القوى السياسية سلّمت بأن لا دور لها في ما جرى في الأيام الأخيرة من تحوّل في الشرق الأوسط، فقد انصرفت الى معركة نقابة المهندسين والاحتفال بها بديلاً من انتخابات رئاسة الجمهورية، ومقايضتها بالتمديد للبلديات.
ومع أن لبنان في عين العاصفة، لم يظهر أنه معنيّ فعلاً بما جرى، منصرفاً الى متابعة تعليمات الدول الأوروبية لرعاياها في لبنان وجداول رحلات شركات الطيران الغربية من بيروت وإليها.
رغم ذلك، ظلّت بعض الأوساط على تواصل مع دوائر غربية لرصد ما يمكن أن يرتدّ على لبنان من تأثيرات التحول الأخير، بعيداً عن الاصطفاف بين طرفين يتناقضان في رؤيتهما لحقيقة الرد الإيراني ونتائجه.
وما خلصت إليه من معلومات وقراءات أوروبية وأميركية يتمحور حول الآتي:
تعاملت بعض الدول مع الرد الإيراني بأنه صرف النظر عن غزة وعما يمكن أن تحضّر له إسرائيل لرفح، وأنه كان يفترض بحلفاء إيران التنبّه لذلك، بغضّ النظر عن الاحتفالية بالرد على إسرائيل.
وتعتبر هذه الدول أن الرد الإيراني نقطة تحوّل أساسية تشبه 7 تشرين الأول، لجهة أنها أعادت تجميع القوى الغربية – وبعض العربية – إلى جانب إسرائيل، بما في ذلك الأمم المتحدة.
ورغم أن إيران وحلفاءها، وحماس في المقدمة، كانت تتعامل مع الدول الغربية عموماً على أنها تغطي إسرائيل بالمطلق، إلا أن أصواتاً غربية ومنها حكومات فاعلة كانت تدين ما تقوم به إسرائيل في ردّها المفرط على الفلسطينيين وتجويعهم وحصارهم.
لذلك، ترى هذه الدول أن الردّ الإيراني أعاد حشد هذه الدول مجدداً وراء إسرائيل، وسيكون من الصعب إعادة عقارب الساعة الى الوراء لجهة تزخيم متجدد للحشد ضد إسرائيل في ما قد تقدم عليه من الآن وصاعداً. وهنا يدخل العامل الأميركي على الخط وما يعني لبنان.
كلام أميركي عن أن شروط اللعبة وبنود الاتصالات المستمرة مع طهران تبدّلت
هناك فصل تام بين ما جرى بين إسرائيل وإيران، وبين ما يجري بين إسرائيل وحزب الله، حيث المعركة لا تزال مستمرة.
ولا تبدي إسرائيل أي نية لوقفها، لا بل إن ما رشح هو العكس تماماً.
ما تغيّر هو أن الولايات المتحدة، في دخولها على خط حماية إسرائيل عسكرياً، أعادت تفعيل دورها في المنطقة في شكل أوسع على طريق اتصالاتها الجارية مع إيران.
فخطوط التواصل عبر عُمان أو غيرها، أصبح لها بعد ليل السبت معيار مختلف، يتعلق بمواجهة النفوذ الإيراني في مناطق توسّعه.
فكما أن إيران أرادت من خلال ردّها إثبات نفوذها في منطقة تنشط فيها بقوة في العقود الأخيرة، كذلك تتجه الولايات المتحدة الى إعادة فرض نفوذها في المنطقة التي كانت قد تخلّت عنها في مفاصل عدة، وستصبح في الاتصالات الجارية أكثر تشدداً في مواجهة النفوذ الإيراني بعدما دخلت إسرائيل على الخط مباشرة.
من هنا، تردّد كلام أميركي عن أن شروط اللعبة وبنود الاتصالات المستمرة تبدّلت، ولم تعد تجري تحت وقع الانتخابات الأميركية حصراً أو إيقاع الحرب على غزة بالمنحى التطبيعي الذي كانت تتخذه في أسابيعها الأخيرة.
ما اعتبرته واشنطن تهديداً لأمن إسرائيل، يعيد في دوائرها الى الواجهة وجود حليف واحد في منطقة الشرق الأوسط يمكن للولايات المتحدة الركون إليه، الأمر الذي يجعل واشنطن متيقّظة في شكل فاعل حيال ما كان يطرح على طاولة التفاوض. ولأن لبنان واحد من هذه الملفات الأساسية، لم تعد اللعبة مفتوحة ومرهونة بشروط متبادلة حيال أي تسوية أو ترتيب يطاوله.
كلّ ما قد يقال عن تنشيط اتصالات وتفعيل القرار 1701 وما يدور من ترتيبات حيال وضع الجنوب سيكون له مفعول آخر مختلف بعد الرد الإيراني.
وكذلك الأمر في ما يتعلق بملف رئاسة الجمهورية، إذ لم يعد لبنان ورقة للتفاوض بالمطلق من دون احتساب أوراق الربح والخسارة.
وما كان يعدّه حزب الله وإيران حتى الآن أوراقاً رابحة في الصراع مع إسرائيل منذ 7 تشرين الأول، لم يعد ينظر إليه من المنظار ذاته، ولا يشكل ورقة ضغط على أيٍّ من الدول التي تتحرك على خط لبنان، وخصوصاً الولايات المتحدة.
وهذه المتغيّرات ستكون في صلب أيّ نقاش حول وضع الجنوب ورئاسة الجمهورية، سواء مع إيران أو بين الدول التي تتحرك لرعاية ما يمكن الاتفاق عليه حيال أيّ ترتيب للوضع اللبناني.
وبقدر ما أن الرد الإيراني وما فتحه من مخاطر وانتظارات من إسرائيل، أشاح النظر عن غزة ورفح، أصبح لبنان من ضمن المتغيّرات التي تريد واشنطن إعادة الإمساك بها. لكن هذا لا يعني تسريعاً لأيّ نشاط رئاسي أو أمني جنوبي، لأن الوقت لم يحن بعد، ولا تزال الطريق طويلة أمام لبنان والمنطقة.
اعلام العدو: لا وقت لإسقاط مسيّرات حزب الله
بعد كمين الضهيرة الإثنين، عانى جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس، من فعالية مُسيّرات حزب الله، الأمر الذي دقّ ناقوس الخطر في إسرائيل، حيث أبرزت وسائل إعلام العدو مسألة أنه في مواجهة حزب الله لا وقت لإنشاء تحالف واسع لاعتراض المُسيّرات بل حتى صفارات الإنذار لا تدوّي.وقد شنّ حزب الله أمس هجوماً جوياً بمُسيّرات انقضاضية على دفعتين، استهدفت منظومة الدفاع الصاروخي في بيت هليل في إصبع الجليل عند الحدود مع لبنان، فأصابت منصات القبة الحديدية وطاقمها وأوقعت أفراده بين قتيل وجريح.
وأقرّ المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن طائرتين مُسيّرتين مفخّختين قادمتين من الأراضي اللبنانية انفجرتا في منطقة بيت هليل، حيث لم يتم تفعيل أي إنذار في المنطقة. وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن سقوط عدد من الإصابات. وقالت القناة 12 العبرية إن ثلاثة فرق إطفاء عملت على إخماد حريق اندلع في المكان. فيما رأت وسائل إعلام أخرى أن «انفجار المُسيّرتين الانتحاريتين التابعتين لحزب الله يذكّرنا أنه بوجه حزب الله لا وقت لإنشاء تحالف لاعتراض المُسيّرات، بل حتى صفارات الإنذار لا تدوّي».
وأقدم العدو أمس على تنفيذ عمليات اغتيال بواسطة طيرانه الحربي والمُسيّر، مستهدفاً مقاومين في قرى بعيدة عن الجبهة، مثل عين بعال والشهابية. وأعلن الحزب استشهاد ثلاثة من مقاوميه هم إسماعيل يوسف باز من بلدة الشهابية، ومحمود إبراهيم فضل الله من بلدة عيناثا في جنوب لبنان، ومحمد حسين مصطفى شحوري من بلدة الشهابية. ونعت حركة أمل الشهيد حسين قاسم كرشت من بلدة حناويه، إثر العدوان على بلدة عين بعال.
وفي وقت لاحق على عمليات الاغتيال، قصفت المقاومة مجدداً قاعدة بيت هليل، ومقر قيادة الفرقة 146 في جعتون، ومقر قيادة اللواء الشرقي 769 في كريات شمونة بصواريخ الكاتيوشا، ومقر وحدة المراقبة الجوية في ميرون بالأسلحة الصاروخية والمدفعية.
وتحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن وقوع أضرار في البنية التحتية والممتلكات جراء سقوط صواريخ في كريات شمونة، وقالت إن أكثر من 5 صواريخ أصابت المكان بشكل مباشر.
واستهدف حزب الله تجمّعاً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع بركة ريشا وثكنة زبدين في مزارع شبعا، وموقع السماقة في تلال كفرشوبا، إضافة إلى موقع البغدادي.
وعاد الوضع المأزوم في الشمال ليحتل حيّزاً واسعاً في وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي نشرت استطلاعاً للرأي أظهر أن 40% من مستوطني الشمال الذين نزحوا عن منازلهم بسبب المعركة مع حزب الله لن يعودوا نهائياً إلى هناك. وقالت إن المجتمع في الشمال يعاني من تفكك الأطر الإجتماعية بعد توزيع النازحين عن المستوطنة الواحدة على عدة مناطق، وانهيار الشركات بسبب صعوبات العمل، إضافة إلى دمار وأضرار كبيرة لحقت بالمباني والبنى التحتية، وضرب القطاع التعليمي حيث يغيّر الطلاب مدارسهم كل بضعة أشهر.
وفي السياق، طالب رئيس مجلس «المطلة» عند الحدود مع لبنان «بشيء واحد: إعادتنا إلى منزلنا، أنا أدخل منزلي كلص في الليل. نحن لسنا شعباً حراً في بلدنا، أعرف 10 عائلات انفصلت بسبب الإخلاء، هذه كارثة».
اللواء:
مسار جديد في التصعيد جنوباً.. والخماسية تُطلق خطة «الإنعاش الرئاسي»
بري يستبق جلسة التمديد البلدي بهجوم على جعجع ومعاكسة لباسيل.. وخطة أمنية لبيروت
قفز الوضع الميداني الى الواجهة من جديد بعد ظهر امس مع ارتفاع عدد الغارات الاسرائيلية المعادية على القرى الحدودية والبعيدة نسبياً عن الحدود باستهدافات سيارات المدنيين والمنازل الآمنة من عين بعال الى الشهابية وياطر والمنصوري، مما استدعى ضربات انقضاضية عبر المسيّرات على مواقع الاحتلال ومراكزه العسكرية وقواعده الجوية واللوجستية من كريات شمونة الى ميرون وهلل وغيرها.
بالتزامن، عاد الاهتمام السياسي الى الملفات الداخلية الساخنة، سواء منها الاستحقاقات القريبة، او التي تحتاج الى تحضير، فضلاً عن الملف الامني وارتباطه على نحو او آخر بملف النزوح السوري.
وأشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» إلى ان انطلاقة مشاورات اللجنة الخماسية للوصول إلى نقاط مشتركة من شأنها خرق المشهد الرئاسي لاسيما أن طروحات تم تداولها من كتلة تجدد حول الدعوة إلى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وفي حال تعذر الوصول إلى نتيجة في الدورة الأولى، يتم الانتقال إلى جلسة حوار في البرلمان.
وأفادت هذه المصادر أن الحركة الرئاسية لا تزال تستدعي سلسلة اتصالات ومشاورات، على أن الأساس يبقى التفاهم على آلية لإنجاز الاستحقاق في حين ان المدخل لها بالنسبة إلى قوى المعارضة هو المسار الدستوري من خلال جلسة الإنتخاب.
ورأت أنه لا يمكن الحديث عن أي تقدم في هذا الملف قبل انتهاء مشاورات اللجنة الخماسية وبلورة الطرح أو الخيار الذي يمكن أن يتم التفاهم عليه.
وشددت مصادر ديبلوماسية على ان حركة سفراء اللجنة الخماسية تجاه المسؤولين والاطراف السياسيين المعنيين بحل أزمة الانتخابات الرئاسية، ستتواصل في الايام المقبلة، للوقوف على آراء وتوجهات هؤلاء جميعاً، واستخلاص القواسم المشتركة في ما بينهم، والانطلاق منها للمرحلة المقبلة، التي ينتظر ان تشهد حركة داخلية وخارجية بالتزامن بينهما، للبدء بتنفيذ خلاصة ما تمَّ التوصل اليه لحل ازمة الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس للجمهورية.
ووصفت المصادر اجواء اللقاءات التي تعقدها اللجنة، تباعا مع الأطراف السياسيين، بأنها مشجعة خلافا لما يروجه البعض، واعتبرت استمرار الاجواء والمناخات المؤاتية لحراك اللجنة الخماسية، سيؤدي بالنهاية الى تحقيق اختراق ملموس في ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، برغم الاجواء المشدودة نحو ما يجري في الجنوب اللبناني، في ظل الاشتباكات المسلحة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، لاسيما وأن حراك اللجنة بالداخل اللبناني، يواكبه حراك بالخارج، لتنسيق الجهود والمساعي المتواصلة، في سبيل التوصل إلى اتفاق بين جميع الاطراف لتسهيل حل ازمة الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس للجمهورية، ولفتت الى زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان لواشنطن مؤخرا ولقائه مع المستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين المكلف بمتابعة ملف الانتخابات الرئاسية، وتهدئة الاوضاع المتدهورة جنوبا والسعي للتوصل إلى تفاهم بين إسرائيل وحزب الله، لزيادة التنسيق بينهما بخصوص هذين الملفين، وتحديد مسار التحركات والجهود التي ستبذل بهذا الخصوص خلال المرحلة المقبلة.
واعتبرت المصادر ان كل ما يروج عن افتقاد اللجنة لأدوات الضغط المطلوبة لحل ازمة الانتخابات الرئاسية في لبنان، ليس صحيحا، وانما على عكس ذلك تماما، ولاسيما بوجود سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في اللجنة الخماسية، وهي الدولة الوحيدة التي بامكانها لعب دور مؤثر، من خلال علاقاتها الاقليمية والدولية، وبالتنسيق مع باقي أعضاء اللجنة ومن بينها فرنسا والسعودية وقطر التي تربطها علاقات جيدة مع طهران، في سبيل التوصل إلى اتفاق لحل ازمة الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس للجمهورية في المرحلة المقبلة.
وفي حين اطلقت اللجنة الخماسية من دارة السفير المصري علاء موسى في دوحة الحص دينامية جديدة لمقاربة الاستحقاق الرئاسي، عبر لقاءات مع كتل نيابية، مؤيدة او متباعدة مع المرشحين المعلنين للرئاسة، سواء النائب السابق سليمان فرنجية المدعوم من الثنائي الشيعي وقوى 8 آذار، او الوزير السابق جهاد ازعور او سواه من المرشحين المقترحين او المنتظرين.
قفزت الى الضوء الجلسة النيابية التي من المتوقع ان تجدد موعدها اليوم في اجتماع هيئة مكتب المجلس النيابي في عين التينة بدعوة من الرئيس نبيه بري، للبحث في اقتراح قانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية التي يؤيدها التيار الوطني الحر، ويعارض التمديد لها حزب «القوات اللبنانية» والاحزاب المؤيدة لموقفه.
بري يطلق المواقف الحاسمة
واستبق بري اجتماع هيئة مكتب المجلس، باطلاق مواقف حاسمة بوجه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، من دون ان يوفر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
ورداً على جعجع في ما خص الانتخابات البلدية، قال الرئيس بري: لن تحصل انتخابات بلدية من دون الجنوب، وبده يستوعب جعجع: «مش مستعد افصل الجنوب عن لبنان»، مضيفاً: الخطورة في كلام جعجع هو عن الفدرالية، وهذا يعني اننا ما نزال «في حالات حتماً».
وفي معرض الرد على باسيل، رأى بري: جبران في «كتابه» يريد ان يفصل جبهة الجنوب عن غزة وهيدي ما بتزبطش، مشيراً الى ان «وحدة الساحات قائمة شاؤوا أم أبوا».
واعتبر الرئيس بري ان «قواعد الاشتباك تغيرت» وأهم نتيجة للسجادة العجمية انها قالت لإسرائيل «زمن الاول تحول».
الخماسية: منهجية تحرك جديدة
واطلقت اللجنة الخماسية على مستوى السفراء العنان لتحرك جديد على مستوى الملف الرئاسي.
واستضاف السفير المصري في لبنان علاء موسى سفراء المجموعة الخماسية، مع عدد من النواب والكتل النيابية منزله بدوحة الحص.
وحضر الاجتماع سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري وقطر الشيخ سعود عبد الرحمن آل ثاني والولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون والفرنسي هيرفي ماغرو.
وبعد الاجتماع، تبدأ الخمساية بدءاً من اليوم جولة على المرجعيات والقيادات السياسية والحزبية ومن بينهم المرشح الرئاسي سليمان فرنجية.
وقال موسى ان الخماسية التمست جدية وايجابية في التعاطي مع الملف الرئاسي، من دون ان تفضل التباين في وجهات النظر.
واعتبر سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري ان المسعى جدي لتمهيد انتخاب الرئيس، وهناك الكثير من التفاؤل والدفع باتجاه انجاز الملف.
ومن هذه الكتل، كتلة التوافق الوطني، التي اكد باسمها النائب فيصل كرامي ان «ثقة الخماسية بالرئيس نبيه بري كبيرة جداً».
وحضر عن «التوافق» الى كرامي النواب حسن مراد وطه ناجي وعدنان طرابلسي ومحمد يحيى.
واكد نواب كتلة «تجدد» فؤاد مخزومي، اشرف ريفي واديب عبد المسيح بعد لقائهم سفراء اللجنة الخماسية، «أننا لن نقبل برئيس من العهد السابق بعد أن تحول لبنان من سويسرا الشرق الى بلد الكبتاغون».
وأضافوا: «لم يتم طرح أسماء ولكن المواصفات التي عُرضت ترضينا، ونحن بدورنا طرحنا تخريجة لا تتعارض مع الدستور».
وعلى الأثر، أعلنت كتلة «تجدد» في بيان، «توضيحاً لما نشرته بعض وسائل الإعلام تفسيراً لكلام احد نواب الكتلة، عن مبادرة للكتلة تضمنت دعوة النواب لعقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وفي حال عدم حصول ذلك في الدورة الأولى ينتقل النواب إلى حوار ونقاش يرأسه رئيس المجلس النيابي، أن النائب الزميل كان يتحدث عن مجرد التشاور بين الجلسات».
وأكدت الكتلة أن «ما ورد لجهة قبولها بطاولة حوار يرأسها الرئيس نبيه بري، لم تطرحه ولا يمثل موقفها المنسجم مع القناعات والثوابت المعلنة في بياناتها الأسبوعية، والذي ينص على التمسك بالدستور ورفض الأعراف الهجينة، وعلى الدعوة لجلسات بدورات متتالية وغير مشروطة لانتخاب الرئيس، والذي يتم تنسيقه بالتشاور مع قوى المعارضة، فاقتضى التصويب تلافياً لأي اجتهاد».
باسيل: المشاركة بالتمديد
في المواقف، ربط النائب باسيل المشاركة بالجلسة التي يعتزم المجلس النيابي عقدها للنظر باقتراح قانون بالتمديد للمرة الثالثة للمجالس البلدية، والاختيارية بمدى جهوزية او عدم جهوزية وزارة الداخلية لاجرائها، على الرغم من اصدار قرارين في ما خص عملية الاجراء بدءاً من 12 ايار المقبل.
وقال باسيل:«نحن لن نتخّذ موقفاً قبل الاجتماع رسمياً مع وزير الداخلية للنظر فعلاً بجهوزيته وسنرسل له وفدا نيابيا قبل جلسة المجلس النيابي لنحدّد موقفنا. اذا الوزارة جاهزة، فالتيار سيشارك ولن يمدّد للبلديات»، مشيراً الى اننا «نختار استكمال العمل البلدي والاختياري وتسيير المرفق العام بدل الفراغ والكذب على الناس».
وفي اطار التنسيق مع حزب الكتائب اوفد جعجع النائب غسان حاصباني الى النائب سامي الجميل حيث جرى البحث بالتنسيق بين الحزبين لا سيما في ما خص الانتخابات البلدية والاختيارية التي تعارض «القوات» اجراءها.
المولوي: خطة أمنية لبيروت
الى ذلك، كشف وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي من دار الفتوى، حيث التقى المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، عن العمل على «خطة امنية لفرض النظام اكثر في بيروت، والمناطق التي تشهد بعض الفوضى مع الحفاظ على مصالح المواطنين في الظروف الصعبة».
وحول النزوح السوري، قال: الموضوع تعالجه الحكومة بالاتصالات الدبلوماسية مع الاتحاد الاوروبي والمجتمع الدولي ككل.
وقفة احتجاجية
على صعيد التحركات من اجل الودائع، دعا تحالف «متحدون» جميع المودعين ومحاميهم الى «وقفة احتجاجية اليوم الاربعاء ظهراً امام قصر العدل، والطلب من هيئة التفتيش القضائي القيام بدورها الرقابي دون إبطاء».
ونقل عن المحامي جورج ابو خاطر بعد التعرض للمودعين امام مصرفي الاعتماد اللبناني واللبناني للتجارة (BLC) في انطلياس: «لو أن القضاء اللبناني قام بدوره لما اضطر أي مودع مظلوم مقهور مسلوب الحقوق للجوء إلى الشارع».
وأكد البيان انه «لم يبقَ لأصحاب الحقوق المودعين سوى تصعيد تحركاتهم ضد المصارف وبيوت أصحابها وعائلاتهم، وهذا ما حصل البارحة واليوم وسوف يستمر حتى تتحقق لهم العدالة الواجبة التطبيق».
وفي السياق اقتحم المودع بسام عقيل شيخ حسين فرع بنك فدرال في الحمرا، لتنفيذ قرار قضائي، صدر لصالحه باسترجاع ما تبقى من وديعته.. بعد ان سبق واقتحم المصرف في آب 2022.
الوضع الميداني
ميدانياً، شهد الجنوب في ساعات ما بعد ظهر أمس تصعيداً قوياً، اذ اغارات الطائرات المعادية على عين بعال والشهابية، حيث استهدفت اكثر من سيارة، الامر الذي ادى الى سقوط شهيدين نعاهما حزب الله، وهما اسماعيل يوسف باز (الشهابية) ومحمد حسين شحوري (الشهابية) الى شهيد ثالث هو محمود ابراهيم فضل الله (من بلدة عيناتا) وله دور قيادي في المحور الساحلي باتجاه الناقورة.
وسرعان ما رد حزب الله على الاعتداءات على بلدتي عين بعال والشهابية، باستهداف مقر وحدة المراقبة الجوية في ميرون بالاسلحة الصاروخية والمدفعية، كما قصف مقر قيادة الفرقة 146 في ميرون بصواريخ الكاتيوشا.
بالمقابل، انقضت مسيرتان تابعتان لحزب الله على بيت هلل (يقصف للمرة الاولى) حيث اصاب طاقم الموقع بين قتيل وجريح حسب بيان المقاومة.
واعلن الجيش الإسرائيلي ان مسيّرتين مفخختين عبرتا الأراضي اللبنانية باتجاهنا وانفجرتا في بيت هلل والحادث قيد التحقيق. اما القناة 12 الإسرائيلية فاشارت الى سقوط 3 إصابات طفيفة جراء انفجار طائرة مسيرة في منطقة بيت هلل شمال إسرائيل قرب الحدود مع لبنان.
من جهته، اعلن حزب الله أنه شن هجوماً جوياً بمسيرات إنقضاضية على دفعتين إستهدفتا منظومة الدفاع الصاروخي في بيت هلل وأصابت منصات القبة الحديدية وطاقمها وأوقعت أفراده بين قتيل وجريح.
البناء :
واشنطن وتل أبيب: شراكة استراتيجية في الخسائر… وارتباك في خيارات الردّ
زمن الردع الإيراني يفرض إيقاعه وقلق أميركي إسرائيلي من تبعات المواجهة
المقاومة تستهدف القبة الحديديّة مرّتين وتشعل النيران فيها… وغارات انتقاميّة
كتب المحرّر السياسيّ
دخل الأميركيون والإسرائيليون في مرحلة الحسابات الدقيقة لمخاطر ومكاسب الرد وعدم الرد على عملية الردع الإيرانية ليل 14 نيسان، ردًّا على الغارة الاسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، حيث كل من الخيارين محفوف بمخاطر أقلّها التسليم بموازين جديدة تكون لإيران اليد العليا فيها على مستوى المنطقة، وما لذلك من انعكاسات على مكانة «إسرائيل» الإقليمية وهي في قلب حربها الخاسرة على جبهات غزّة ولبنان، واستطرادًا على النفوذ الأميركي في المنطقة التي تمثل «إسرائيل» القويّة المهيمنة قاعدته الرئيسية. وبالمقابل فإن الرد يفتح الباب لمواجهة تبدو إيران جاهزة لخوضها وقد أعدت لها عدتها، رغم تأكيدها أنها لا تسعى إليها لكنها لا تخشاها، وحتى منتصف ليل أمس، كانت المعادلة المعلنة تقوم على أن القرار يعود لـ «اسرائيل» وأن واشنطن تحترم ما سوف تقرره تل أبيب وأنها تلتزم بحماية «اسرائيل»، مهما كان قرارها، بينما تحت الطاولة يستمر التشاور الأميركي الإسرائيلي على مستوى الخبراء لبلورة جواب يتيح ردًّا لا يؤدي الى المواجهة المفتوحة او الى رد إيرانيّ أشد قسوة، وهذا ما ظهر في تردّد مجلس الحرب في كيان الاحتلال تجاه بلورة قرار واضح.
إيران دخلت مرحلة الاستعداد لفرضيّات الرد الإسرائيلي، عبر إجراءات دفاعية لحماية الأجواء الإيرانية، وتحصين المنشآت النووية والعسكرية والصناعات الحساسة، وبالتوازي الإعداد لردّ قالت إنه سوف يكون سريعًا وفوريًّا على أي استهداف إسرائيلي لأي من المصالح الإيرانية داخل إيران وخارجها، مجددة التأكيد أن هذا الرد سوف يكون عشرة أضعاف الردّ الذي سبق، والذي أرادته إيران محدودًا ومحددًا عقابًا على استهداف القنصلية، لكن الجديد كما يقول المسؤولون الإيرانيون هو أن زمن احتواء الضربات قد انتهى، وقد أدّى مهمته في اتاحة الوقت اللازم لبناء القدرات اللازمة لمواجهة كبرى من جهة، وتمكين محور المقاومة وقواه من امتلاك الجهوزيّة اللازمة لأي منازلة مقبلة.
على جبهة لبنان، صعّدت المقاومة عملياتها، فاستهدفت القبة الحديدية مرتين في قاعدة بيت هلل، وأشعلت الحرائق فيها، وردّت قوات الاحتلال بغارات انتقامية في دبعال والشهابية كانت حصيلتها أربعة شهداء، وكان رد المقاومة استهداف قاعدة ميرون للمراقبة الجوية وقيادة اللواء الشرقي 769 في كريات شمونة.
برزت في الأيام الماضية تحرّكات محلية وغربية من أجل حل أزمة النازحين السوريين، بعد الصرخة اللبنانيّة التي حذّرت من خطر استمرار النزوح. وتقول أوساط سياسية بارزة لـ «البناء» إن هناك حراكًا لبنانيًّا رسميًّا يعمل من أجل تنظيم الوجود السوري في المرحلة الأولى بالتوازي مع الاتصالات التي يجريها رئيس الحكومة مع المجتمع الدولي ومع قبرص من أجل إيجاد معالجة هذه المعضلة.
وثمة تعويل محلي على تبدّل في موقف الاتحاد الأوروبي في مؤتمر بروكسل الذي سيعقد نهاية شهر أيارالمقبل للبحث في الوضع في سورية وفي أزمة النزوح. هذا سوف يترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وفد لبنان إلى مؤتمر بروكسل، وسوف يعقد لقاءات مع رؤساء الوفود وأبرزهم رئيسة الاتحاد الاوروبي والرئيس الفرنسي.
يتحرّك السفراء بدءًا من اليوم في جولة جديدة باتجاه مرجعيات وكتل وقوى سياسية وحزبية من بينها المرشح الرئاسي سليمان فرنجية ورئيس حزب الكتائب. وعقد في دارة السفير المصري علاء موسى، لقاء لسفراء الخماسية. وقال موسى: الكلام عن أن الخماسيّة تروّج لطرح برّي غير صحيح أو منطقيّ. فنحن نستخلص الإيجابيات من كل الطروحات بما فيها «الاعتدال» من دون تبنٍّ تام أو ترويج لأي منها.
وحضرت أيضاً الكتل النيابية للمشاركة في اللقاءات المرتقبة بينها وبين السفراء وهي «التوافق الوطني» و»التغييريين» والطاشناق.
وافادت مصادر نيابية لـ «البناء» أن هناك حراكًا جديدًا من الخماسية ودفعًا من أجل تفاهم اللبنانيين على انتخاب رئيس. واعتبرت المصادر أن أعضاء الخماسية لم يقدموا أفكارًا جديدة إنما اللقاءات خصصت لاستمرار الآراء، مع تركيز المصادر على أهمية الحوار من أجل إنقاذ البلد.
وكان النائب أديب عبد المسيح جدّد طرح فكرة ما بين «مبادرة الاعتدال» وصيغة الرئيس نبيه بري تقوم على أن نأتي إلى المجلس بدعوة لانتخاب رئيس ونخرج بعد الدورة الأولى من دون رفعها لإجراء حوار برئاسة بري، ثم ندخل مجدداً الى الدورة الثانية لاستئناف الجلسة ويحصل ذلك على مدى ٧ دورات.
على خط آخر، ردّ رئيس مجلس النواب نبيه بري على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وقال: «جبران «في كتابه» يريد أن يفصل جبهة الجنوب عن غزة «وهيدي ما بتزبطش». وأضاف: «وحدة الساحات قائمة «شاؤوا أم أبوا».
كما ردّ على رئيس حزب القوات سمير جعجع فقال: «لن تحصل انتخابات بلدية من دون الجنوب وبده يستوعب جعجع «مش مستعدّ أفصل الجنوب عن لبنان». وأضاف: «الخطورة في كلام جعجع هو عن الفدرالية. وهذا يعني أننا ما نزال في «حالات حتماً». وشدّد بري على أن قواعد الاشتباك تغيرت وأهم نتيجة للسجادة العجميّة أنها قالت لـ«إسرائيل» «زمن الاول تحوّل».
إلى ذلك الغليان جنوبًا على حاله. وأمس، شنّت طائرة مسيّرة إسرائيلية بعد الظهر غارة على بلدة عين بعال استهدفت سيارة أدّت إلى سقوط شهيد وإصابة شخصين.
أيضاً، سجل قصف مدفعيّ لبلدة الخيام. وأطلقت مواقع الجيش الإسرائيلي المتاخمة لجبل اللبونة رشقات نارية ثقيلة باتجاه أطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة. وأغار الطيران الحربيّ قرابة منتصف الليل على منزل من ثلاث طبقات في بلدة حانين ما أدّى إلى تدميره بالكامل. وفي المقابل، أعلن حزب الله أنه شنّ «هجوماً جويّاً بمسيرات انقضاضيّة على دفعتين استهدفتا منظومة الدفاع الصاروخي في بيت هيلل وأصابت منصات القبة الحديديّة وطاقمها وأوقعت أفراده بين قتيل وجريح». وتحدثت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، من مؤسسة عامل عن «ضرورة العمل المشترك، من أجل مصلحة لبنان، والنظر بالملفات الإنسانية على اعتبار أنها أولوية»، مؤكدة أن «الأمم المتحدة ستساند كل الجهود الرامية إلى تهدئة الأوضاع وتطبيق القوانين والقرارات الدولية ومن بينها القرار 1701، وأن هناك الكثير من الدول في مجلس الأمن التي تنوي تعزيز صمود لبنان ودعمه وأنها تسعى من أجل تحقيق ذلك».
واستقبل رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في دارته في البياضة، فرونتسكا. ووفق بيان عن «التيار»، شرح النائب باسيل مبادرته الأخيرة المتمحورة حول تطبيق القرار 1701 وأهميتها، في ظل التطورات الأخيرة في جنوب لبنان وفي المنطقة. كما أوضح لها آخر التطورات المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي.
وعلى صعيد أمني آخر، أكد وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي أن «القوى الأمنية تقوم بجهد كبير لكشف الجرائم بأسرع وقت»، مضيفًا «نقوم بفرض النظام أكثر فأكثر في بيروت». وأضاف، بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان: في ملف النزوح السوري أكد المفتي دريان على أهمية عودة النازحين السوريين إلى بلادهم بأمان وتطبيق الإجراءات القانونية.
وشددت السفيرة الاميركية ليزا جونسون على «المضي قدمًا في تنفيذ المشاريع المعلوماتية الهادفة الى تطوير عمل قوى الأمن الداخلي، والتي تساعد على مكافحة الجريمة في جميع أشكالها، وكذلك على الحد من الاستهلاك الورقيّ، وسرعة إنجاز المعاملات. كما أكدت من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي التزام الولايات المتحدة الأميركية الدائم بدعم قوى الأمن الداخلي، للاستمرار في تحمل مسؤولياتها، وللحفاظ على الأمن والاستقرار».
المصدر: صحف