كان بريان وانسنك أحد أبرز الباحثين في التغذية بأميركا وأكثرهم احتراما. نشر العديد من الكتب التي حققت أعلى مبيعات، كما نشر مئات الدراسات، وعمل مسؤولا كبيرا بالتغذية في وزارة الزراعة الأميركية في عهد بوش الابن، وشارك في إعداد “موجهات التغذية” الأميركية ذائعة الصيت.
وهو مؤسس معمل براند لاب بجامعة كورنيل حيث اجتذب اهتمام الناس بدراساته التي أظهرت أن تغييرات سلوكية طفيفة يمكنها التأثير على طرق الناس في تناول الطعام، وأوضح أن الصحون الواسعة تدفع الناس إلى أكل كميات أكبر من الطعام لأنها تجعل الكميات تبدو أصغر، وأن الأطفال يأكلون خضروات أكثر عندما تكون لديها أسماء تنبض بالحيوية مثل “بازلاء القوة”.
لكن عمل الدكتور وانسنك بجامعة كورنيل قد وصل إلى نهاية مؤسفة هذا الشهر، حيث أعلنت الجامعة أن تحقيقا استغرق عاما كاملا كشف أن وانسنك مارس سلوكا أكاديميا مسيئا في أبحاثه وتدريسه بما في ذلك تزوير المعلومات البحثية، وأنه قدم استقالته، وجاء إعلان الجامعة بعد يوم واحد من إلغاء المجلة الطبية المحكمة “جي أي أم أي” ستا من دراسات وانسنك بسبب أسئلة عن “مصداقيتها العلمية”، كما أن هناك سبع دراسات أخرى سابقة له قد تم إلغاؤها لاسباب مماثلة.
وقال رئيس تحرير المجلة هاوارد باوشنر إن حجم سوء السلوك الذي حدث من وانسنك لا مثيل له، إذ إن هناك ملايين المؤلفين للأبحاث العلمية، لكنْ هناك قليل جدا ممن يتم إلغاء دراساتهم.
واعترف وانسنك بارتكابه أخطاءً مطبعية، وأخطاء في الأرقام، وبعض الأخطاء الإحصائية في أوراقه، لكنه دافع عن أعماله، قائلا إنه لا شيء مما اعترف به من أخطاء قد غيّر النتائج الرئيسية في أي من أوراقه، مشيرا إلى أنه فخور بكل هذه الأوراق، وأنه على ثقة بأن جهات أخرى ستعيد إنتاجها.
وفي هذه الأثناء، قال بعض الخبراء إنهم يخشون أن هناك مشكلة أوسع في أبحاث الصحة والغذاء بشكل عام، وقد سبق أن أكد منتقدون أن الأبحاث في هذه المجالات تفتقر للمصداقية.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز التي أوردت هذه المعلومات، إن ما يشير إليه الخبراء من عدم مصداقية في البحث وكتابة التقارير هو أحد أسباب ظهور عناوين متناقضة عن التغذية. ففي أحد الأيام نجد أن الجبن والقهوة تحمي القلب من الأمراض والسرطان، وفي يوم آخر نجد العكس.
المصدر: نيويورك تايمز