هناك من يحاول جاهدا إخفاء الشيب، وخاصة عند ظهوره في وقت مبكر. ويمكن التصرف بطريقة تؤخر ظهوره أصلا، إذا انتبهنا إلى غذائنا كما تؤكد بعض الدراسات. وأول ما تتوجه إليه الأنظار هو السكر المصنّع والمُحليات، وذلك لأنها تمنع الجسم من استغلال فوائد فيتامين “ي”، وبالتالي تقل كميات البروتين التي يحصل عليها الجسم، ويحصل الشعر على تغذية أقل.
الملونات الصناعية الموجودة في بعض الأطعمة كالمعجنات والبسكويت وبعض المشروبات، إذا تناولناها بكميات كبيرة يمكن أن تسبب مشكلة للشعر وتعجّل ظهور الشيب.
وأيضا تناول كميات كبيرة من البروتين الحيواني يعتبر سيئا للشعر، لأن الجسم يحول الكمية الزائدة منه إلى حمض البول (حمض اليوريك).
وعموما، يبقى التقدم في العمر السبب الأساسي لظهور الشيب. ولذلك تفسير علمي مفهوم يكمن في تراجع إفراز الجسم لمادة الميلانين، وهي المادة المسؤولة عن لون الشعر الأصلي. فعندما تتوقف خلايا الشعر عن إفراز مادة الميلانين، يفقد الشعر لونه الأصلي ليتجه نحو اللون البيض أو الرمادي.
وتكون هذه العملية تدريجية في البداية، حيث يتحول لون الشعيرات إلى اللون الرمادي أو الأبيض، ليشمل ذلك مع مرور الوقت كل الشعر. وعادة ما تكتسي منطقة الصدغ بالشيب أكثر من غيرها، وكذلك اللحية عند الرجال، لكون الشعر في هذه المناطق أقصر ويتساقط بسرعة أكبر، بحسب ما نقل موقع “بونته” الألماني.
بيد أن البعض يبدأ في فقدان لون شعره الأصلي في سن مبكرة، وهو ما يعرف بظاهرة “الشيب الأبيض”. ويعود ذلك إلى عدة أسباب، منها ما هو وراثي وما هو عضوي، كالأمراض الهرمونية، مثلاً، بالإضافة إلى النقص الشديد في العناصر الغذائية والضغوط النفسية المزمنة والتوتر والإجهاد، ما ينتج عنه تقلص في الخلايا الجذعية المسؤولة عن لون الشعر. علاوة على تأثير التدخين والمشروبات الكحولية وتناول بعض الأدوية والصدمات.
ويرى خبراء أنه لا توجد وصفات سحرية لتفادي ظهور الشيب في سن مبكرة، لكن هناك بعض النصائح التي يمكنها الحيلولة دون ظهوره مبكراً، ومن بينها المواظبة على تغذية صحية ومتوازنة والابتعاد عن أسباب الاجهاد والتوتر النفسي المزمن قدر الإمكان، بالإضافة إلى مراجعة الطبيب بانتظام لمعالجة الاضطرابات الهرمونية في حال وجودها.
المصدر: dw.com