اِنهُ الفراغُ الحكوميُ، الذي يملؤهُ اللبنانيونَ بالمزايداتِ والاشتباكاتِ التي تتعدى السياسيةَ منها الى حدودِ الحرائقِ الوطنية.. اِنهُ الفراغُ الحكوميُ زمنَ الضياعِ الاقتصادي، فتصبحُ الشائعاتُ تتحكمُ بالاستقرارِ الوطني..
ولانَ الحكمةَ واجبٌ زمنَ الوقوفِ على الجُرُفِ الهاري، ولا تَرَفَ للمزايداتِ والعودةِ بالبلادِ قروناً الى الوراء، فاِنَ الحكومةَ اليومَ قبلَ الغدِ ضرورةٌ وطنية. فهل في مقياسِ القيمينَ مؤشرٌ على حجمِ الخطرِ المُحدِقِ الذي يتهددُ البلاد؟ وهل يرمي البعضُ بعضاً من حمولةِ احلامهِ المتورمةِ، بل اوهامهِ الاستراتيجيةِ لكي تَمشي سفينةُ الوطنِ اَمَلاً بالوصولِ زمنَ امواجِ المِنطقةِ المتلاطمة؟
لا مؤشرَ لدى ذاكَ البعضِ الى تغيُرٍ في الموقفِ المدعومِ خارجياً على اقلِ تقدير، فيما التقديراتُ الوطنيةُ فَرَضَت على التيارِ الوطنيِ الحرِ والحزبِ التقدمي الاشتراكي قراراتٍ حزبيةً لنُوابِهِم والمسؤولين، ومحازبيهم والمناصرينَ بوقفِ السِجالات، واعتمادِ التهدئةِ الاعلاميةِ بينَ الحزبينِ حمايةً للسِلمِ الاهلي .. وحمايةً للاقتصادِ الوطنيِ والامنِ الاجتماعيِ فاِنَ الواقعَ يتطلبُ استراتيجيةً وطنيةً زمنَ المؤشراتِ الاقتصاديةِ التي تَزدادُ سوءا، والتي لا يُنكِرُها ايٌّ من المسؤولين، واِن قاربوها بموازينَ مختلفة.
اما ميزانيةُ العامِ الفين وتسعةَ عَشَرَ فعلى وسائطِ التأويل، ما اضطُرَّ وزيرَ المال علي حسن خليل الى التوضيحِ بألاّ ضرائبَ جديدةً في مشروعِ الموازنةِ الجديدة، واَنَ الحديثَ عن زيادةٍ على البنزينِ غيرُ مطروحٍ إطلاقاً.
في الاقليمِ اصدارٌ جديدٌ لوزيرِ الخارجية القطري السابق، العارفِ بعمقِ الازمةِ السورية، حَسَمَ فيهِ بانتصارِ الرئيس ِ بشار الاسد، وبقربِ هزيمةِ المسلحينَ في ادلب.. وهي المحافظةُ السوريةُ الحاضرةُ اليومَ في سوتشي الروسية بين الرئيسينِ فلاديمير بوتن ورجب الطيب اردوغان بسيناريوهاتٍ مَهما تقاربَت او تباعدت، فاِنَ نتيجتَها اَنَ ادلب ستعودُ الى كَنَفِ الدولةِ السوريةِ بقوةِ جيشِها، او باستسلامِ المسلحين..
المصدر: قناة المنار