وجدت دراسة أمريكية جديدة أن الجلوس لفترة طويلة جدا يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على الذاكرة، ويجعلنا أكثر عرضة للنسيان.
وسأل الباحثون الذين درسوا العلاقة بين السلوك الخامل وعمل الدماغ، المشاركين الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و75 عاما، عن مدى طول فترة جلوسهم يوميا، قبل مسح أدمغتهم.
ووجدت الاختبارات، التي لم تقيمّ وظيفة الذاكرة بحد ذاتها، أن أولئك الذين قضوا وقتا أطول في الجلوس (بين 3 إلى 15 ساعة في اليوم)، كان لديهم فصوص صدغية أرقّ نسبيا، وهي جزء من الدماغ مرتبط بالذاكرة والتعلم.
ويتقلص حجم هذه الفصوص بشكل طبيعي مع التقدم في السن، ولكن الباحثين في جامعة كاليفورنيا، حذروا من أثر هذا التقلص على التراجع المعرفي لدى البالغين في منتصف العمر وكبار السن.
وتوصل الباحثون إلى أن متوسط حجم الفص الصدغي كان أصغر بنحو 10%، لدى الأشخاص الذين جلسوا مدة 15 ساعة في اليوم، إما خلال فترة زمنية واحدة أو فترات متقطعة، مقارنة بأولئك الذين يقضون 5 ساعات من وقتهم أو أقل وهم جالسين.
وتقول الدكتورة تارا سوارت، عالمة الأعصاب في كلية King’s College بالعاصمة البريطانية، لندن، إن هذه الدراسة تضيف إلى مجموعة الأدلة المتنامية، التي تربط بين النشاط البدني وصحة الدماغ، مع تحديد السلوك المستقر كعامل سلبي رئيسي.
وتجدر الإشارة إلى أن الخمول ارتبط مرارا وتكرارا بالعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب والسكري والضعف الإدراكي. كما تظهر الدراسات أن عدد الساعات التي تقضيها في الجلوس، يتناسب مع زيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.
وتعد دراسة جامعة كاليفورنيا، التي نشرت في مجلة PLOS One، هي أول دراسة تظهر أن عدد ساعات الجلوس يرتبط بمناطق الأرق في الدماغ، ما يؤدي إلى تطور فقدان الذاكرة أو حتى الخرف.
وتفسر نتائج الدراسة سبب انخفاض احتمال إصابة الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام، بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك مرض الشريان التاجي والنوبات القلبية.
المصدر: روسيا اليوم