أكد أمين سر مجلس الشعب السوري خالد العبود أن المشهد في الجنوب السوري “مخيف لإسرائيل”، متوقعاً أن يُطرح ملف الجولان المحتل على طاولة المفاوضات في المرحلة المقبلة. وقال العبود في مقابلة مع وكالة سبوتنيك “قدمت “إسرائيل” بعد العدوان على سوريا تقرير موقف يقول إن سوريا السابقة لم تعد موجودة ويجب أن نساهم بجزء من هذه الفوضى لضمان مصالحنا، إلا أنهم فوجئوا بأن العمود الفقري للجيش السوري لم يزل موجودا، وأن السوري رتب له تحالفا ميدانيا كبيرا، يضم الإيراني، وحزب الله، والقوات الرديفة”.
وأضاف العبود “فوجئ الإسرائيلي بأن هناك زحفا لهذه القوات باتجاه الجنوب، وأن خارطة الميدان السابقة وقواعد الاشتباك اختلفت اليوم، حاول أن يضغط باتجاه الأميركي الذي قال له علانية إنه ليس بمقدوره إيقاف هذه الخارطة المتمددة للسوري وحلفائه، وذهبوا باتجاه الروسي الذي قال لهم إن هذه الخارطة الميدانية والعسكرية والاستخباراتية الموجودة، وأنتم من دفعتم السوري لكسر القواعد وهذه القوات هي التي تواجه الإرهاب على مستوى الوطن، وأي قدم له ذريعة حقيقية وموضوعية”.
وأكد العبود “الإسرائيلي استفاق على أن هناك كمًا هائلا من القوات السورية تذهب باتجاه الجنوب، ولم يستطع الأميركي إيقافها، كما أن الروسي لا يستطيع فعل ذلك”، متابعا “الاستدعاء الأميركي للإسرائيلي لواشنطن، هو تحديدا لدراسة هذا الموضوع، وفي تقديري هناك ضغط سوري مركب باتجاه الجنوب؛ لإعادة الحديث عن الجولان السوري المحتل من أجل استعادته، وهذا الملف سنجده على الطاولة في المرحلة المقبلة، وستتحدث عنه وسائل الإعلام”. وكان رئيس هيئة الأركان الصهيوني غادي إيزنكوت وصل إلى الولايات المتحدة، أمس الأول الخميس، للقاء قائد القوات الأميركية المشتركة جوزيف دانفور؛ للتباحث في قضايا عسكرية ذات اهتمام مشترك تتعلق بمجمل التحديات الإقليمية في الشرق الأوسط إلى جانب قضايا أخرى.
ولفت العبود إلى أنه “قلت سابقا عبر منبركم إن معركة الإسرائيلي الآن على قواعد اشتباك جديدة، وفوجئ البعض، وقلت إن الهدف القادم للإسرائيلي هو كيف سيثبت قواعد اشتباك عام 1974، ويمكن أن يوضع ملف الجولان على طاولة المفاوضات من أجل إعادة وضع قواعد اشتباك جديدة على مستوى الإقليم”. وإجابة عن سؤال حول احتمالات احتكاك الجيش السوري وقوات العدو بعد الوصول للشريط الفاصل بين الحدود السورية والجولان السوري المحتل، قال العبود “من الممكن أن يحدث هذا الاحتكاك الذي لن يكون بسبب الأهداف الاستراتيجية المتمثلة في منع الجيش السوري أو إسقاط أهدافه الاستراتيجية؛ لأن “إسرائيل” غير قادرة على فعل ذلك”. وأضاف العبود أن كيان العدو”يحاول الخروج من هذا المفصل، ولكن من الممكن أن نجد هذا الاحتكاك للتأخير والتعطيل مثلما فعل الأميركي عندما تقدم الجيش السوري باتجاه البادية، وعندما تقدم الجيش العراقي باتجاه الحدود السورية العراقية، حيث حاول أن يعطل”. وشدد العبود على أنه “لا الإسرائيلي ولا الأميركي قادرون حاليا على وضع قواعد اشتباك أساسية، أو إيقاف قواعد اشتباك أساسية للإقليم، لن يكون هناك مواجهة مفتوحة بين الجيش السوري والإسرائيلي على الرغم من أن محور المقاومة يشتهى مثل هذه المواجهة إلا أن الإسرائيلي لن يعطي محور المقاومة هذه الذريعة؛ لأنه يدرك أن حلف المقاومة سيكون على بوابات المدن الفلسطينية”.
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية