تمكن باحثون من العثور على الحمض النووي لفيروسات موجودة في هيكل عظمي يعود لآلاف السنين، ونجحوا في إعادة إحياء فيروس التهاب الكبد الوبائي “ب” في مخبر إحدى الجامعات الألمانية.
وأظهر تحليل الحمض النووي لهيكل عظمي عمره 7100 سنة نتائج مثيرة، بحسب ما كشف فريق بحثي متعدد الجنسيات، نشر بحثه في مجلة “Nature”. وتمكن الباحثون من العثور على المادة الجينية لفيروس التهاب الكبد الوبائي “ب”. وتوصلت هذه الدراسة إلى نتيجة مفادها أن الفيروس وصل إلى أوروبا مع فلّاحين قدموا من قارة آسيا، ثم استمر في الانتشار في القارة الأوروبية. وهذا ما خلصت إليه دراسة ثانية نشرت نتائجها قبل فترة قصيرة.
عدة هياكل عظمية تم العثور عليها مؤخراً في ألمانيا، بعضها يعود عمره لألف عام وبعضها لخمسة آلاف وحتى سبعة آلاف عام، واكتشف الباحثون أنها تحمل فيروس التهاب الكبد الوبائي “ب”. لكن اللافت في الأمر هو وجود فوارق عن الفيروس بشكله الحالي، وفقاً لموقع “فوكوس” الألماني.
ويقول الباحثون إن فيروس العصر الحجري يشبه كثيراً فيروساً موجوداً حالياً وينتشر بين نوع من القرود في القارة الإفريقية، وهو يختلف عن فيروس التهاب الكبد الوبائي “ب” المنتشر بين البشر اليوم.
ولم يكتفِ العلماء بإجراء أبحاث على فيروسات قديمة ميتة، وإنما تمكن فريق بحثي في مركز أبحاث فيروسات التهاب الكبد الوبائي في جامعة غيسن الألمانية من إعادة الحياة لفيروس عمره آلاف السنين، كما يقول قائد الفريق البحثي الدكتور ديتر غيلبه. وبهذه الخطوة المتقدمة يريد الباحثون دراسة الفيروس القديم ومقارنته بالفيروس الحالي لمعرفة التغيرات التي حدثت عبر السنين، وكيف يمكن أن يتغير حال الفيروس مستقبلاً.
هذا ويتسبب فيروس التهاب الكبد الوبائي “ب” بوفاة عشرات آلاف الأشخاص سنوياً بشكل مباشر، وبوفاة مئات آلاف آخرين بشكل غير مباشر، مثل تبعات إصابة الكبد لديهم.
الهيكل العظمي، الذي يعود لسبعة آلاف سنة، الذي تم العثور فيه على الحمض النووي للفيروس، يظهر أن ذلك المزارع الميت كان يحمل عدوى ضخمة بالفيروس، كما صرح الباحث الألماني يوهانس كراوزه لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، وربما مات بسبب تلك العدوى.
المصدر: dw.com