أكد قائد انصار الله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن شهادة الرئيس الصماد أعطت الشعب طاقة جديدة وعزما متجددا واندفاعا أكثر نحو التضحية كما كانت بداية العدوان.
واعتبر السيد عبدالملك في كلمة متلفزة له عقب انتهاء مراسيم تشييع الرئيس الشهيد صالح الصماد مساء السبت أن فعاليات وتحركات جماهير شعبنا منذ الإعلان عن استشهاد الرئيس الصماد تشهد على الأثر الايجابي لهذه الشهادة، معربا عن تقديره الحشد الجماهيري غير المسبوق الذي حضر مراسيم تشييع الرئيس الشهيد، وقال: نتوجه بالتقدير لشعبنا العزيز في حضوره المهيب في تشييع الشهيد الرئيس صالح الصماد، مضيفا أن الحضور كان كبيراً ومشرفاً بالرغم من محاولات الترهيب منذ مساء أمس ولكن مع ذلك كان الحضور متميزاً ولائقاً بالشعب اليمني العظيم.
ولفت السيد عبدالملك إلى ما حدث أثناء التشييع من تصرفات طائشة وحمقاء تدل على مدى انحطاط ودناءة قوى العدوان التي أسفرت عن شهيد وجريحين، مؤكدا: رغم الغارات صمد الحاضرون وقدموا رسالة الشموخ والإباء والعزة والوفاء.
وتحدث عن الشهيد الرئيس بالقول إنه منذ تعيينه رئيساً للمجلس السياسي الأعلى لم يتحمل هذه المسؤولية من باب الطمع بالمنصب، لافتا إلى أن الشهيد الصماد كان يطلب تغيير اختياره رئيساً للمجلس السياسي الأعلى وهذه حالة يمتاز بها الرجال الصالحون الأوفياء.
وأكد قائد انصار الله أن الرئيس الصماد تحمل مسؤولية الرئاسة بدافع إيماني ومسؤول وأنه انطلق من منطلق إيماني يلتزم بالمبادئ والدوافع الإيمانية إلى جانب أنه تحرك بإخلاص وصدق وتواضع واهتمام كبير. ولفت إلى أن الرئاسة هي أخطر موقع يمكن استغلاله وقد عمل البعض في هذا المنصب على جمع مليارات الدولارات وبناء المؤسسات، مؤكدا أن الرئيس الصماد منذ وصوله للرئاسة لم يسعَ للحصول على أي مكاسب مادية، ولم يمتلك حتى منزلاً عادياً لأسرته.
وذكر السيد عبد الملك: للشهيد الصماد فضل أنه لقي الله سليماً نظيفاً على عكس الآخرين الذين نهبوا الشعب وتشرف بأنه لقي الله نزيهاً ولم يسرق من الشعب فلساً أو قطعة أرض، مشيرا إلى أن الرئيس الصماد كان نموذجاً راقياً قدمته مدرسة علي بن أبي طالب والإسلام المحمدي الأصيل التي لا تجعل للسلطة قيمة إذا لم تكن وسيلة لخدمة الأمة. كما أكد أن الشهيد الصماد سيكون ملهماً لكل أحرار البلد للتحرك في كل الجهات وأن جريمة اغتياله لن تمر دون حساب.
واستحضر السيد الحوثي جانبا من إقدام الرئيس الشهيد وشجاعته واستشعاره للمسؤولية رغم كل المخاطر، وقال: الرئيس الشهيد تحرك في المحافظات وقد تمنيت عليه أن يقلل من تحركه لكن أبدى حرصه الشديد في النزول والتحرك بمسؤولية. وأضاف: الشهيد الصماد أخبرني عن نزوله للحديدة وكان مُصراً على النزول إلى هناك خصوصاً بعد تصريحات السفير الأمريكي، مؤكدا أن الشهيد الرئيس كتب وصيته وأعد نفسه للشهادة في أي لحظة.
كما تحدث السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي عن مناقب وسلوكيات أخرى للشهيد الرئيس الصماد مؤكدا أنه قدوة لكل المسؤولين وعليهم أن يحتذوا حذو الصماد ويكونوا أوفياء مع شعبيهم وأمناء على ما في أيديهم. وعن سرعة ترتيب الأوضاع السياسية عقب استشهاد الرئيس الصماد أوضح بالقول: لا يتصور أحد أننا ضغطنا على أي من المؤسسات وفرضنا عليها إملاءات معينة. وأضاف: أعضاء المجلس السياسي الأعلى والدفاع الوطني وبعض الشخصيات الأخرى اجتمعوا وأُخبروا باستشهاد الرئيس الصماد واستشعروا فوراً مسؤوليتهم في سد الثغرات. وأشار إلى أن المجتمعون من شخصيات سياسية وحكومية اتخذوا قرارهم الواعي والمشرف من روح المسؤولية، مؤكدا أن اللحمة الوطنية الآن هي أقوى من أي وقت مضى وأن الجميع في موقع المسؤولية والصمود سيتجهون في المرحلة القادمة بهذا العزم لأداء أفضل على المستوى الرسمي.
وعن مرحلة ما بعد استشهاد الرئيس الصماد قال السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إنه يجب أن يكون نموذج الرئيس الصماد قدوة للمسؤولين في كل مواقع المسؤولية وأنه من المهم أن يتجه المسؤولون الرسميون على أساس مشروع الشهيد الصماد يد تبني ويد تحمي. وخاطب المسؤولين بالقول: كل مسؤولي الدولة عليهم أن يتقوا الله في النهوض بمسؤولية وحرص وأن يقوموا بخدمة الشعب.
واختتم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي كلمته بالدعوة إلى التركيز على التجنيد والتحشيد للجبهات وشدد على التكافل الاجتماعي، وقال: يجب على المنظمات الخيرية والتجار وأصحاب المال أن يعتنوا بأسر المرابطين وأن يطمئن المجاهد الذي يذهب للجبهات أنه هناك من يهتم بأسرته، كما شدد على ضرورة العمل على مساندة الجانب المادي للحرب وتأمين الأدوية وباقي مستلزمات الحرب. وأضاف: نأمل أن لا يأتي شهر رمضان إلا وقد أنجز البرلمان قانون الزكاة لتعزيز حالة المواساة في الداخل.
المصدر: المسيرة نت