يوم استشهاده الرئيس الصماد وخلال كلمة له في محافظة الحديدة كانت كلماته واضحة المعالم فكشف أن الإدارة الأمريكية هي من تقف بكل ثقلها في معركة الساحل. في آخر خطاب للرئيس الشهيد قال: بلغنا معلومات مؤكدة أن الأمريكيين هم متبنين معركة الساحل، فالسعوديون والمرتزقة عبارة عن خدام لهم” مشيرا إلى اسقاط طائرة أمريكية لم يكشف عن نوعها في الساحل. وللعلم فقد أكدت وكالة “سبأ” اسقاط الدفاعات الجوية اليمنية، الأربعاء 18 أبريل، طائرة إم كيو ريبر الأمريكية متعددة المهام والأكثر تطورا في العالم في سماء محافظة الحديدة.
بعد كلمة الصماد الأخيرة مباشرة فُجع اليمن بالإعلان عن اغتيال الرئيس الصماد، وفي خطاب للسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لم يتجاوز العشر دقائق حمل قوى العدوان وعلى رأسها الإدارة الأمريكية المسؤولية “القانونية” لارتكابها هذه الجرمية وكل الآثار والتبعات المترتبة عليها، مؤكدا أن الجريمة هذه وسائر الجرائم لن تمر دون محاسبة بحق شعبنا.
بضع ساعات فقط كانت كفيلة ببروز الكثير من المواقف بدءاً من وزارة الدفاع التي توعدت دول العدوان على اليمن بالرد القاسي والمزلزل، وهو ذاته ما أكده الرئيس مهدي المشاط في كلمته أمام مجلس النواب قائلا: هذا العدو من قبل ومن بعد اختارها حربا مفتوحة ولذلك سنكون جميعا معنيين كدولة وكجيش ولجان وقوى سياسية واجتماعية وملتزمين بإثبات أن ما فعله العدو كان خطأً فادحا ومكلفا للغاية فوق طاقتهم أيضا.
الرئيس المشاط الحائز على ثقة البرلمان حمل كذلك الإدارة الأمريكية ما أقدم عليه النظام السعودي بإشرافها ورعايتها وحمايتها وسلاحها من اغتيال للرئيس الشهيد صالح الصماد وغيرها من الجرائم في عموم محافظات الجمهورية اليمنية.
لطالما حاولت أمريكا البقاء متخفية في حربها ضد اليمن والظهور بين الحين والآخر كوسيط، لكن طول أمد الحرب وكثرة الفظاعات المرتكبة بحق الشعب اليمني فضح أمرها، حتى أن المشرعين الأمريكيين أكدوا، مطلع مارس الماضي، أن “مشاركة أمريكا في الحرب العسكرية والتسليحية على اليمن غير دستورية وغير مصرح بخوضها.
ونقلت وكالة رويترز عن أحد أعضاء الكونغرس ساندرز قوله في مؤتمر صحفي : إن الكونجرس هو صاحب سلطة إعلان الحرب الأمريكية وليس رئيس البلاد، وأن الكونجرس لم يعلن الحرب على اليمن لم يفوض باستخدام القوة العسكرية ولا ببيع الاسلحة التي تستخدم في الحرب على اليمن. وسعى أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي لاستخدام قانون بايقاف مشاركة أمريكا ووقف مبيعات السلاح الامريكي الذي يستخدم في الحرب على اليمن، لكن المجلس رفض مقترح القرار وصوت المجلس بأغلبية 55 مقابل 44 ضد القرار، في 21 مارس الماضي، لتأتي جريمة اغتيال الرئيس الصماد خلال أقل من شهر على ذاك التاريخ.
البصمة الأمريكية في جريمة اغتيال الرئيس الصماد، وتوقيت تنفيذها يفتح الباب على مصراعيه أمام خيارات مفتوحة، واختيار الحديدة ساحة لهذه المنازلة مؤشر على تسارع هذه الأحداث كتعاقب أمواج هذا البحر.
المصدر: المسيرة نت