شاشات الهواتف الذكية تحمل جراثيم أكثر من مقاعد المراحيض، لدرجة أن مطار ناريتا الياباني قام بتركيب ورق الهواتف الذكية إلى جانب ورق المرحاض، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية.
لكن ما عليك معرفته هو أن هذه الجراثيم والميكروبات لن تؤذيك، كما تفعل المضادات الحيوية التي يتم وصفها للمريض دون الحاجة الفعلية إليها.
توصَّلت دراسة حديثة إلى أن واحداً على الأقل من كل خمسة مضادات حيوية وُصفت على أيدي الأطباء العامين، لم يكن من المفترض أن تُوصف، وهو ما يغذي بدوره مقاومة المضادات الحيوية، وحثَّ مسؤولو الصحة الممارسين العامين على الحد من وصف الأدوية، في خضم تحذيرات من أن العمليات الروتينية في المستشفيات قد تصبح بالغة الخطورة، إن فقدت الأدوية الشائعة فاعليتها.
وقال الأطباء البارزون للصحة العائلية، إن هذه النتائج “مخيبة للآمال”، لكنهم قالوا إنه لا يجب إلقاء اللوم على الممارسين العامين فيما يتعلق بوصف العديد من الأدوية دون الحاجة إليها.
ووجدت الدراسة التي أجرتها حملة الصحة العامة (PHE)، وكلية لندن الإمبراطورية (الكلية الإمبريالية للعلوم والتكنولوجيا والطب)، أن احتمالية وصف الأطباء البريطانيين للأدوية تبلغ حوالي ضعفي نظرائهم في هولندا، ويسفر الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، بحسب صحيفة The Telegraph البريطانية، عن ظهور سلالات مقاومة من الجراثيم والميكروبات الخارقة، التي تتسبب في مقتل حوالي 5 آلاف شخص في المملكة المتحدة سنوياً. بوسع هذه الأدوية مقاومة العدوى البكتيرية فقط، بينما ترجع العديد من حالات السعال والبرد واحتقان الحلق إلى الفيروسات.
وتوصلت الدراسة التي تتبعت ممارسات الأطباء العامين في إنكلترا إلى أن واحداً من كل خمسة مضادات حيوية على الأقل، لم يكن يجدر به أن يُوصف، ووجدت أن حوالي 6 من 10 مرضى باحتقان الحلق، وُصفت لهم المضادات الحيوية، بينما من عانوا منهم من العدوى البكتيرية بلغ 13% فقط. ووُصفت هذه الأدوية لما يزيد على 40% من حالات السعال، بينما كان يجب وصفها لحوالي 10% فقط.
وتلقَّى حوالي 9 من 10 مرضى باحتقان الجيوب الأنفية وصفات بالمضادات الحيوية، بينما لم تكن الحالة تستدعي ذلك، إلا بالنسبة لواحد من العشرة، يصف الأطباء من الممارسين العامين حوالي 38 مليون وصفة علاجية لهذه الأدوية سنوياً، ما يعني وجود حوالي 7.5 مليون إضافية، لم يكن يجب وصفها.
ودعا هانت إلى اتخاذ إجراء عاجل للحد من وصف المضادات الحيوية. وقال “إن العدوى المقاومة للأدوية هي أحد أكبر التهديدات التي تواجه الطب الحديث، ويفاقم الوصف غير المناسب للمضادات الحيوية من هذه الأزمة. إننا نخاطر بإيصال العالم إلى وضع بوسع الميكروبات الخارقة فيه أن تقتل ما يزيد على عدد ضحايا السرطان، وحيث يمكن للعمليات المعتادة أن تصبح بالغة الخطورة”.
نُشرت هذه النتائج في دورية Journal of Antimicrobial Chemotherapy. وقال بول كوسفورد، أحد مديري حملة الصحة العامة بإنكلترا “إن استخدام المضادات الحيوية بينما لا تحتاج إليها يهدد فاعليتها على المدى الطويل، وتقع على عاتق كل منا مسؤولية المشاركة في ضمان استمرار قدرة هذه الأدوية على مساعدتنا ومساعدة عائلاتنا ومجتمعاتنا في المستقبل.
يسلط هذا البحث الضوء على الدور الذي يمكن للممارسين العامين القيام به، ويحث جميع الممارسات على البحث عن طرق لتقليل وصف المضادات الحيوية من أجل المحافظة على قدرتها في مساعدة الناس وإنقاذ الحيوات التي تنقذها اليوم”.
وقالت هيلين ستوكس لامبارد، مديرة الكلية الملكية للممارسين العامين، “إن البيانات الحالية مخيبة للآمال، لكنها لا يجب أن تُستخدم كذريعة لانتقاد الممارسين العامين الذين يبذلون أقصى جهودهم لتقليل وصف المضادات الحيوية، بينما يكافحون لملاحقة أعباء العمل وضغوطه ونقص الممارسين العامين”.
في الأعوام الأخيرة، تصدَّرت المملكة المتحدة في رفع الوعي العالمي بالتهديد الذي تمثله قدرة الميكروبات على مقاومة المضادات الحيوية، يلقى حوالي 700 ألف شخص حتفهم حول العالم، جراء العدوى المقاومة للأدوية، بما في ذلك السل وفيروس نقص المناعة البشرية والملاريا.
وإن لم تُتخذ إجراءات عاجلة، فمن المقدر أن تقضي العدوى المقاومة للأدوية على 10 ملايين شخص سنوياً بحلول عام 2050.
لتجنُّب خطر متوقع، ينبغي إلقاء نظرة على العلاجات التي قدمتها مجلة Mejor con salud الإسبانية، واختيار العلاج الذي يناسبك: 1. هلام الصبار- العسل والليمون 2. مسحوق الخردل الأسود 3. عصير البرتقال- الجزر وخميرة البيرة 4. الأناناس 5. الزعتر- الميرمية والليمون 6. القرفة.
قد تلجأ إلى هذه العلاجات الطبيعية إذا علمت أنه في بعض الحالات يكون فيها تناول هذه المضادات دون جدوى، ولا يفيد في معالجة المشكلات الصحية؛ إذ أثبت العلم مؤخراً أننا لسنا بحاجة لتناول المضادات الحيوية، في معالجة نزلات البرد والإنفلونزا والتهاب اللوزتين، بحسب ما نقلته صحيفة Edinstvennaya الروسية.
المصدر: هافينغتون بوست