صمم علماء من الجامعة الوطنية الروسية للبحوث التقنية “ميسيس” نوعا جديدا من شرائط الاختبار الغشائية من أجل القيام بتحليل مناعي كمي سريع، بإمكانها القيام بتشخيص مبكر لاحتشاء عضلة القلب وكذلك الكشف عن الانتان، وتحديد عمر الجنين والتفريق بين الالتهابات الفيروسية والبكتيرية، بسرعة وبدقة متناهية من خلال وجود علامات تدل على مرض قلبي في الدم.
تعتبر، اليوم، مسألة تطوير أساليب وأدوات جديدة، تسمح بإجراء تحليل سريع لخليط المركبات البيولوجية النشطة من المسائل الهامة في مجال التكنولوجية الحيوية التحليلية. وينبغي أن تلبي هذه الأساليب والأدوات متطلبات عديدة أهمها سهولة إجراء التحليل والحساسية العالية والتكلفة المنخفضة.
إن الاختبارات المبنية على أساس مبدأ المقايسة المناعية (أشهرها اختبار الحمل) هي سهلة الاستخدام للغاية. وهي تستند على التعرف بمجموعة معينة من المواد في السائل البيولوجي ورؤيتها على شكل شارة ملونة أو ومضان على شريط الاختبار على مبدأ “نعم أو كلا”.
وفي هذا الإطار أشار، ألكسندر أوسيبوف، كبير الباحثين في قسم أنظمة النانو والمواد ذات درجة الحرارة العالية في جامعة “ميسيس” إلى أن الباحثين في جامعة “ميسيس” قاموا بتحسين التقنية المستخدمة في الاختبارات السريعة، وبالتالي تم زيادة عامل النوعية والدقة أثناء الحصول على النتائج. والآن يمكن ليس فقط الكشف عن وجود مواد معينة في الجسم ولكن أيضاً تحديد حجمها الأقصى.
ومن أجل الحصول على نتائج كمية وإجراء التشخيص فإنه لابد من استخدام أدوات خاصة محمولة، على سبيل المثال مقياس شدة الضوء الذي يسمح بالكشف عن شدة تلون منطقة الاختبار. في حين أن سرعة إجراء التشخيص هو أمر بالغ الأهمية لبدء العلاج في حالات احتشاء عضلات القلب الحادة أو حالة الانتان أو الأورام الخبيثة.
وهنا تحدث الباحث ألكسندر أوسيبوف لوكالة “ريا نوفستي” قائلاً: “السائل البيولوجي يتدفق نحو شريط الاختبار، الذي يحتوي على طحالب مترابطة مجففة مطلية بجزيئات من الذهب ونقاط كمومية لأجسام مضادة، يقوم بالتقاطها ويتحرك معها على طول الغشاء التحليلي. المركبات المناعية الناتجة التي تم الإشارة عليها تمر عبر عدة خطوط عرضية، تحتوي على أجسام مضادة ثانية المحاصرة بشكل ثابت ضد الأنتيجين المحدد. وعلى أساس العلاقة المميزة “جسم مضاد- أنتيجين” يتم الاستيلاء على المركبات المناعية التي تم الإشارة عليها على الحامل، وهذا يظهر على شكل خطوط اختبار عرضية ملونة. في الوقت نفسه، كلما ازداد محتوى المادة التي يراد الكشف عنها في العينة، كلما كان عدد الخطوط أكبر في المنطقة التحليلية”.
وبحسب قوله فإن جزيئات الذهب النانوية، وكذلك النقاط الكمومية في الطحالب المترابطة مع الأجسام المضادة تزيد من حساسية الاختبار السريع بشكل كبير وتسمح بالكشف عن تركيزات منخفضة من علامات المرض في السائل البيولوجي.
وأوضح الخبير الروسي بهذا الشأن قائلاً: “يمكن اعتبار البروتين الذي يربط الأحماض الدهنية بمثابة علامة مبكرة لوجود مرض في القلب. فلدى الإصابة باحتشاء عضلة القلب فإن قيمة تركيز البروتين والأحماض الدهنية في الدم تكون بنسب أكبر في الساعات الأولى بعد ظهور أعراض الألم. وبالتالي فإن التحديد المبكر للعلاقة بين البروتين والأحماض الدهنية والمتأخر لعلامات أمراض القلب، مع استخدام النوع الجديد من الاختبار السريع، يزيد من فعالية التشخيص ويسمح بتحديد الأشكال المخفية للجلطات القلبية”.
وأضاف أن استخدام أنواع جديدة من جسيمات الذهب النانوية على شكل ما يسمى بـ “القشرة النانوية”، و”النجوم”، و”البوشار”، و”الزهور”، يسمح بزيادة كبيرة في القدرة على الكشف. وهذا مهم بشكل أساسي لتحديد علامات عدد من الأمراض القاتلة، على سبيل المثال، بروكالسيتونين أثناء تشخيص الإنتان.
طريقة سريعة وسهلة جداً للاستخدام يمكن اللجوء إليها حتى في سيارة الإسعاف أو في المنزل. وهناك مجموعة من عينات الاختبار التجريبي تخضع حالياً للتجارب ما قبل السريرية.
المصدر: سبوتنيك