قالت الشرطة إن 20 ألف متظاهر، وتحت شعار “لجنة استقبال العام الجديد”، شكلوا موكبا طويلا في وسط المدينة باتجاه حي الوزارات، وذلك في أول مظاهرة ضد حكومة اليمين واليمين الشعبوي. بيد أن المنظمين، الذين كانوا يتوقعون عشرة آلاف متظاهر، قالوا إن العدد راوح بين 25 ألفا وأكثر من خمسين ألفا. وتضم الحكومة الجديدة، التي شكلت منتصف كانون الأول/ديسمبر 2017، برئاسة المستشار المحافظ سيباستيان كورتز ( 31 عاما) الفائز في انتخابات منتصف تشرين الأول/أكتوبر، ستة وزراء من اليمين الشعبوي في مواقع أساسية بينهم هاينز كريستيان شتراخه زعيم حزب حرية النمسا في منصب نائب المستشار النمسوي.
والتظاهرة هي الأولى بهذا الحجم منذ تولي الحكومة مهماتها ودعا إليها ائتلاف منظمات يسارية ومناهضة للعنصرية، وقد ضمت فئات من كل الأعمار بينهم كثير من الأسر. ورفعت شعارات تذكر بتاريخ النمسا بعد 80 عاما من ضم ألمانيا النازية للنمسا في 1938. وكتب على لافتة “من فضلكم، ليس مجددا”، وذلك في إشارة إلى النظام النازي. في حين أوردت لافتة أخرى “من يتسامحون مع كورتز وشتراخه، كانوا سيصفقون في 1938”.
وهذا ثاني ائتلاف بين المحافظين واليمين الشعبوي بعد تجربة أولى بداية العام 2000. وكان ائتلاف الحزبين حينها موضع رفض شديد دوليا واستدعى عقوبات أوروبية. وشهدت النمسا العديد من التظاهرات ضم أكبرها 250 ألف متظاهر. وحصلت الغالبية الجديدة على نحو 60 بالمئة من الأصوات في الانتخابات التشريعية في 15 تشرين الأول/أكتوبر 2017 بعد عشر سنوات من حكم الائتلاف الكبير الذي ضم حزبي الاشتراكيين الديموقراطيين واليمين المحافظ وبرئاسة الأول.
المصدر: دوتشيه فيله