انطلقت ظهر اليوم في مدينة النبطية تظاهرة من امام المسجد الكبير بدعوة من النادي الحسيني فيها ، تنديدا واستنكارا لقرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لكيان العدو الاسرائيلي، وتقدمها امام مدينة النبطية الشيخ عبدالحسين صادق، ممثل رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، علي قانصو، ممثل النائب هاني قبيسي الدكتور محمد قانصو، ممثل النائب ياسين جابر المحامي جهاد جابر ، المسؤول التنظيمي لحركة امل في الجنوب باسم لمع، رئيس بلدية مدينة النبطية الدكتور احمد كحيل، ، ممثل الحزب السوري القومي الاجتماعي عباس صباح وشخصيات وفاعليات.
وتقدم المسيرة حملة الاعلام اللبنانية والفلسطينية ، ورايات كتب في بعضها ” يا امة العرب القدس تناديكم وتستصرخ ضمائركم”، و” القدس امانة السماء ومهوى الاحرار لا يمحى تاريخا بقرار” و” عندما يتخلى المسلم او المسيحي عن القدس فهو يتنازل عن دينه”.
وجابت المسيرة شوارع النبطية وصولا الى النادي الحسيني حيث ألقى الشيخ محمد بزي كلمة ، تلاه كلمة امام النبطية الشيخ عبد الحسين صادق قال فيها: “إن القرار الذي اتخذه الرئيس الامريكي بنقل سفارة بلادهِ الى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل وما ينطوي عليه هذا القرار من استفزازٍ صارخٍ لمشاعر مئات الملايين من العرب والمسلمين في العالم، واستخفافٍ بل واحتقار للأنظمة العربية، فضلا عن تنكره للقوانين والقرارات الدولية وتطويحه بفرص السلام ـ الوهمية أصلا ـ وما يسمى مشروع الدولتين، هو قرار متهور بالغ الخطورة يضع المنطقة والعالم على حافة مرحلة أمنية متفجرة غير محسوبة العواقب”.
اضاف: “ان وصف الرئيس الامريكي قراره هذا، وبكل اعتداد وعنجهيةٍ وزهوٍ بالقرار التاريخي، يحتم على الأمة العربية والإسلامية في المقابل أن تتخذ حياله قرارا وموقفا تاريخيا يواجهه بادئا بإسراع الفصائل الفلسطينية الى نبذ خلافاتها وتوحيد كلمتها واعتمادها صيغة مشتركة لمقاومة الإحتلال ثم باتخاذ الدول العربية التي ارتبطت، أسفا، مع الكيان الصهيوني بشكل من أشكال الارتباط كتبادل السفارات أو المكاتب السياسية والتجارية العلنية أو الخفية، خطوة جريئة بإنهاء هذا الارتباط. ووقف الصفقات التجارية السخية مع الولايات المتحدة الأمريكية والتلويح بسلاح النفط الذي سبق وشهره بشجاعة أحد الملوك العرب. ثم استنهاض حميةِ وغيرةِ ووطنيةِ الشارع العربي لمواجهة هذا القرار والتحدي السافر بالتظاهرات الحاشدة والاعتصامات والندوات وألوان وأشكال الأنشطة الوطنية المتحمسة والمدروسة وبنفس طويل مستمر واعتبار الأمة كلها في ميدان مواجهة”.
وتابع: “إن الجنوب الأبي الذي سجل انتصارات رائدة على الإحتلال الإسرائيلي ولقنه دروسا لن ينساها والذي كان ولا يزال يعتبر القضية الفلسطينية قضية الأمة المركزية ووقَفَ بثباتٍ واعتزازٍ وفخر الى جانبها، وقدم الكثير من الدماء والتضحيات من أجلها على امتداد تاريخها يعتبر نفسه وسط الميدان وفي صميم المواجهة.والنبطية قلب الجنوب النابض كانت أول مَن استقبل العمل الفدائي في الجنوب واستصدر عالِمها في حينهِ من أحد كبار المراجع في النجف الأشرف فتوى باحتضان العمل الفدائي وتأييدهِ ومساندته. وكان هذا دأب مدينة النبطية أن تقف بوفاء واخلاص واعتزاز الى جانب حركات التحرر العربي على امتداد تاريخها الحديث. وفي أوائل عشرينيات القرن الماضي ترأست النبطية وفد جبل عامل الى دمشق ووقف عالِمها أمام الملك فيصل الذي حمَل راية الثورة العربية في وجه الإستعمار الفرنسي ليقول كلمته المشهورة: ” بإسمي وبإسم جبل عامل أبايعك حتى الموت”.
وختم: “اليوم تقف مدينة النبطية في وجه مشروع التهويد الخطير هذا وإلغاء هوية شعبٍ وقهرهِ بالقتل والحصار والتشريد ومصادرة أرضهِ وحقوقه، وامتهان وإذلال المدينة الرمز مدينة القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الأنبياء والرسل والصالحين، مدينة التعايش التي تتجاور بحبٍ فيها المساجد والكنائس وتتناغم في فضائها الرحب أصوات الأجراس والمآذن.. مدينة الصلاة .. تقف مدينة النبطية مستجيبة لنداء الله عز وجل ونداء الضمير والوجدان وصوت الغيرة والشهامةِ العربية والحس والقيم الإنسانية، تقف ميممة وجهها بشموخ الى القدس تخاطبها بصدقٍ وحبٍ ووفاء: نبايعكِ حتى الموت، نبايعكِ حتى الموت”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام