احيا اللبنانيونَ استقلالَهم في عيدِه الرابعِ والسبعين، اعتصموا بوحدتِهم، ووحدوا رسالتَهم التي تلاها باسمِهم رئيسُ جمهوريتِهم، بأنَ وطنَهم الذي حَرَّرَ ارضَه من العدوينِ الاسرائيلي والتكفيري عصيٌ على الاستباحة..
وبعدَ ايامٍ من الالتباسِ السياسي، جُمعَ شملُ اللبنانيينَ برئيسِ حكومتِهم الذي دخلَ القصرَ الرئاسيَ برفقةِ الرئيس نبيه بري، وخرجَ مِن خَلوةٍ معَ الرئيسِ ميشال عون ببيانٍ صاغَه بملءِ ارادتِهِ، وتلاهُ على مَسمعِ الوطنِ الشاهدِ على وضوحِ عباراتِه: اُعلنَ تريثِي عن تقديمِ الاستقالةِ استجابةً لتمنياتِ رئيسِ الجمهورية، عبارةٌ جَبَّتْ ما قبلَها، وفَتحت الآفاقَ لما بعدَها..
ومن بعبدا الى بيتِ الوسط، لم يَغِب الكلامُ الوسطيُ عن الخطابِ الحريري الذي تمنت آذانٌ لو صُمَّت عن سماعِه، وتلقفتهُ اخرى لما فيه مصلحةُ الوطنِ واهلِه.
مَدَحَ الاوفياء، وتركَ للناسِ ان تَلعَنَ الخَوَنَة، قاربَ الاولوياتِ بعبارة: لبنانْ اولاً وقرَّبَ الفكرةَ عن مكانِه الحقيقي في هذه المرحلة، تخلى عن لغةِ قطعِ الايدي وتقطيعِ الاوصالِ التي فُرضت عليهِ ذاتَ بيان، وعادَ بلغةِ الوصلِ معَ جمهورِه بل كلِّ شركائِه في الوطنِ بحسبِ دقيقِ عباراتِه..
والعبرةُ انَ النسخةَ الجديدةَ من الخطابِ الحريري لا تشبهُ تلك التي سَمِعَها اللبنانيون قبلَ ايامٍ من خارجِ الحدود، والاملُ بان تُترجَمَ الخطاباتُ حقائقَ في السياسةِ والمسؤوليات.. وباتَ على الجميعِ العملُ لوأدِ الفتنِ ونبذِ المحرضينَ والنأيِ بالوطنِ عَمَّن يُضمرُ له الشرَّ والخراب ويُقَلِّبُ اهلَهُ على الفِتَنِ والاقتتال..
فالجميعُ عارفٌ انْ لا مصلحةَ لاحدٍ بتشظي وطنِنا زمنَ تسويةِ الازماتِ في المنطقة، معَ هزيمةِ الارهابِ ومشاريعِه، وانتصارِ العراقِ وسوريا التي باتت ترتبُ اوراقَها السياسيةَ على اساسِ انتصاراتِها الميدانية.
انتصاراتٌ كانت حاضرةً بقوةٍ في سوتشي الروسيةِ خلالَ القمةِ الايرانيةِ الروسيةِ التركية التي اَنتجت اتفاقاً بين القوى الثلاثِ لدعمِ عمليةٍ سياسيةٍ في سوريا تتسمُ بالشفافيةِ يُبعَدُ عنها كلُّ الجهاتِ الارهابيةِ كما اجمعَ الرؤساءُ الثلاثة..
المصدر: قناة المنار