أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة، على ضرورة حفاظ بلاده على حدود ميثاقها الوطني، مشدداً على أن أنقرة لا يمكنها الوقوف موقف المتفرج إزاء ما يحدث على حدودها الجنوبية الشرقية. وقال أردوغان، في كلمة ألقاها خلال حفل أقيم بمناسبة ذكرى وفاة مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في العاصمة أنقرة، “لم نتمكن من الحفاظ على الميثاق الوطني الذي أعلنا عنه حين تم إطلاق حرب الاستقلال التركية”. وأضاف أردوغان “عندما أتطرق إلى التطورات في سوريا والعراق فأنا أتحدث عن أمر مهم ألا وهو ضرورة أن نحافظ على حدود ميثاقنا الوطني مجدداً”، مشددا على أن تركيا “لا يمكنها الوقوف موقف المتفرج أمام تعرضها للاعتداءات والهجمات من ضمن حدود ميثاقها الوطني وهي مضطرة لفعل ما يلزم”. واستطرد قائلا “هذا ما نفعله من خلال عملية درع الفرات وما نفعله في إدلب وعفرين أيضاً ونحن لا نستطيع البقاء متفرجين على ما يحدث ومجبرين على فعل ما يلزم”.
وتابع أردوغان “لا يسعنا أن نؤيد قيام بعض القادمين من مسافة تبعد 12 ألف كيلومتر بتقطيع الأراضي هنا”، لافتاً إلى أن “سكان تلك المناطق هم أقارب الأتراك وليس أقارب من أتوا من مسافة بعيدة وبلاده مجبرة على حماية حقوقهم”. وأكد الرئيس التركي كذلك على أن بلاده اضطرت على الموافقة على الحدود المرسومة في معاهدة لوزان بسبب الظروف (وقتذاك)، معتبراً أن المشكلات التي تعانيها تركيا على حدودها الجنوب الشرقية ناجمة عن التنازل عن الميثاق الوطني. وتابع أردوغان أن “الذين أبقونا وراء حدود الميثاق الوطني دخلوا في حسابات تتجه نحو معاهدة سيفر تاركين معاهدة لوزان جنبا وكان هناك شيء لم يدركونه هو أن تركيا اليوم ليست تركيا الأمس، فالذين أضرموا النيران ونشروا الآلام في منطقتنا ويقومونا بتقسيمها ويريدون ادخال تركيا في هذه الدوامة وسنجعلهم يختنقون في أوهامهم”. جدير بالذكر أن حدود الميثاق الوطني التي يتحدث أردوغان عنها تشمل أجزاء واسعة من العراق “منها كركوك والموصل وإقليم كردستان العراق، علاوة على نحو ثلث مساحة سوريا (المحافظات الشمالية الحسكة والرقة وحلب وإدلب).
المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية