قد تغسل التفاحة تحت الماء قبل تناولها، أو تكتفي بتنظيفها بقطعة من القماش، أو تتناولها بدون أن تنظفها أبداّ، لكن، هناك فرصة كبيرة بأن التفاح الذي تتناوله قد غطته المبيدات الحشرية، لحمايته من الحشرات، والفطريات.
ورغم أن المبيدات الحشرية تؤدي دورها في حماية المحاصيل الزراعية، إلا أنها قد تتسبب بحالات من التسمم إذا دخلت إلى الجسم بكميات عالية، بحسب منظمة الصحة العالمية. وتُغسل الخضار والفاكهة بمحلول فيه مادة مبيّضة، قبل بيعها في المتاجر. لكن، يتساءل بعض الباحثين عما إذا كان هذا كفيلاً بالتخلص من خطر المبيدات.
ونشرت عالمة الطعام في جامعة ماساتشوستس، ليلي هي، دراسة تقارن ما بين المبيّض، ومياه الصنبور، وبيكربونات الصودا في إزالة بقايا نوعين من المبيدات الحشرية، هما “فوسميت” و”تيابيندازولي.” وأظهرت الدراسة أن بيكربونات الصودا هي الأفضل في إزالة آثار المبيدات الحشرية، لأن المبيدات تتحلل بشكل أسرع في بيكربونات الصودا لدى غسلها يدوياً. ويمكن التوصل إلى التركيز الأمثل عن طريق مزج ملعقة صغيرة من بيكربونات الصودا في كوبين من المياه.
وبحسب دراسة هي، لم تتمكن أي طريقة من تنظيف الفاكهة المستخدمة في الدراسة من المبيدات الحشرية بنسبة 100 في المائة، وقد يكون السبب هو أن مبيد “تيابيندازولي” يتغلغل في الفاكهة. وقدّر فريق البحث أن نسبة مبيد “تيابيندازولي” التي أزيلت باستخدام بيكربونات الصودا بلغت 85 في المائة، مقابل 95 في المائة من مبيد “فوسميت.” وكلّما زاد تغلغل المبيدات الحشرية، أصبحت إزالتها أصعب، بحسب هي. ولم تختبر الدراسة سبل التنظيف المنزلية الأخرى، مثل الخل. وتختلف قدرة بيكربونات الصودا في تحليل مختلف أنواع المبيدات، بحسب تركيباتها الكيماوية.
وبحسب الطبيب موتوكو موكاي، أخصائي السموم في جامعة “كورنيل،” تساهم طرق معالجة الطعام الأخرى في تقليل رواسب المبيدات العالقة في الفاكهة، مثل عصر الفاكهة مثلاً. وأشار موكاي إلى أن شراء الفاكهة العضوية لا يعني خلوّها من المبيدات الحشرية تماماً. ويقترح موكاي تقشير الفاكهة قبل تناولها لتجنّب مضار المبيدات. لكن، سيتسبب هذا بالتضحية بالألياف التي توجد بكثرة في القشور.
ويقترح بعض الخبراء أن مستويات المبيدات التي تبقى في الفاكهة بسيطةٌ جداً، لكن يحذّر آخرون من الآثار المدمرة للتعرض للمبيدات، حتى بكميات صغيرة.
ويعتبر “فومسيت” مبيداً حشرياً، بينما يصنّف “تيابيندازولي” مضاداً للفطريات يقي من مختلف أنواع التعفن، كما أنه يعالج الطفيليات التي قد تصيب البشر، مثل الديدان الأسطوانية. لكن، يزيد تركيز “تيابيندازولي” كثيراً في التفاح، بحسب وكالة حماية البيئة الأمريكية.
وتنصح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بغسل كل الخضار والفاكهة، حتى وإن كانت ستُقشّر. وتنصح الوكالة بتنظيف الفاكهة والخيار بفرشاة مخصصة للخضار، قبل تنشيفها بفوطة نظيفة جافة.
المصدر: سي ان ان