لمعرفةِ الاوضاعِ السوريةِ باتَ لِزاماً متابعةُ الاخبارِ العِبرية.. هيَ الحقيقةُ التي فَرَضَها الواقعُ الميداني السوري وتطوراتُهُ على الحكومةِ الصِهيونية وملحقاتِها، ومعَ كلِ انجازٍ للجيشِ السوريِ والحلفاءِ موقفٌ صِهيونيٌ يُعبرُ عن المأزِقِ الاميركي الاسرائيلي وبعضِ العَربي، جديدُهُ اليومَ ما تناقلَهُ اعلامُهُم من قناعةٍ اَنَ الرئيسَ الاسد هَزَمَ كُلَّ اَعدائِه، وبات يمثلُ اِحدى اكبر ِ قِصصِ الصمودِ في التاريخِ المعاصر، فيما رأى اَحدُ اَهَمِّ خُبرائِهِم في شؤونِ الشرقِ الاوسط (عوزي راب) أنَ كِيانَهُم يواجِهُ وضعا غيرَ مسبوق، وعليهِ التعايُشُ معَ واقعٍ جديدٍ نَجَحَت بهِ ايرانُ في بناءِ تواصلٍ جغرافيٍ من الخليجِ حتى البحرِ المتوسط .
ومن القريتينِ حتى الفراتِ وضفتيهِ تتوالى انجازاتُ الجيشِ السوري والحلفاء، لَن تُعَكِّرَها غارةُ استلحاقٍ صِهيونيةٌ ولن تُغيِّرَ في المعادلات، فداعشُ الى نِهايَتِها، ومشغلوها الى خيبتهِم، ومعادلاتُ السماءِ السورية يَرسِمُها واقعُ الميدان..
في لبنانَ واقعٌ خطيرٌ اعلنَ عنهُ وزيرُ الاقتصاد، لا يتحملُ مسؤوليتَهُ النازحونَ السوريونَ بل المسؤولونَ اللبنانيونَ المكابرون، فَرَقْمُ الثمانيةَ عشرَ مِلياراً التي صرفَها لبنانُ على النازحينَ لا يمكنُ المرورُ عنها بلا تحميلِ كلِ مَن يُعيقُ عودةَ هؤلاءِ تحتَ عناوينِ رفضِ الحِوارِ معَ الحكومةِ السورية..
فهل علينا انتظارُ عقودٍ ليتراجَعَ البعضُ عن اَخطائِهِ بل خطاياهُ كما يفعلُ اليومَ ويعترفُ بساعاتِ التخلي ليبررَ جَرائِمَهُ وافعالَه، ام سيتحلَّونَ بالواقعية، ويكُفُّونَ عن انتظارِ انتصاراتٍ وهمية. واِن كانَ هذا البعضُ عاجزاً فليسكُت وليدَع الدولةَ برئيسِها وجُلِّ حكومتِها اَن يَحُلُّوا هذه القضيةَ بالتعاونِ معَ السلطاتِ السورية، فالهدفُ لبنان، ومن قَدَّمَ الدماءَ لاجلهِ لن يبخَلَ عليهِ بجُهدِ تَواصُلٍ من هنا او تسهيلِ مَهَمَّةٍ من هناك..