“قطاع غزة أصبح مقبرة جماعية للفلسطينيين وللذين يهبون لمساعدتهم، جراء العمليات العسكرية، ومنع “إسرائيل” دخول المساعدات الإنسانية”، هذا ما قالته منسقة الطوارئ في منظمة “أطباء بلا حدود” أماند بازيرول عن بعض ما يجري في القطاع عقب مرور 30 يوماً على استئناف العدوان عليه. وقالت بازيرول “نشهد في الوقت الحقيقي القضاء على سكان غزة وتهجيرهم القسري”، مشيرة إلى أن الاستجابة الإنسانية “تعاني كثيراً من انعدام الأمن وحالات النقص الحادة”.
يأتي ذلك بينما استشهد 25 فلسطينياً وأصيب 89 آخرون خلال الـ24 ساعة الماضية، لترتفع حصيلة الشهداء الإجمالية منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 51,025 شهيداً و116,432 إصابة، وفق آخر حصيلة أعلنت عنها وزارة الصحة في القطاع الأربعاء.
من جهة ثانية، أعلنت كتائب القسام فقدان الاتصال مع المجموعة المسؤولة عن أسر الجندي الأميركي عيدان ألكسندار، وذلك بعد قصف نفذه جيش العدو، بينما أعلنت الإدارة الأميركية أن العثور على الجندي ألكسندار يشكل أولوية قصوى للرئيس دونالد ترامب.
هذا الواقع الذي يشكّل خطراً على جميع الأسرى الصهاينة في القطاع، يسلط لضوء مجدداً على عدم اكتراث رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو بمصيرهم مع إصراره على مواصلة عدوانه ضارباً بعرض الحائط كل الأصوات المتصاعدة داخل المؤسستين الأمنية والعسكرية المطالبة بوقف الحرب وإعادة الأسرى.
نذكر هنا نشر ضباط كبار سابقون في الشرطة الإسرائيلية اليوم عريضة تطالب بإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة حتى بثمن وقف الحرب. ووقع على عرائض أخرى مشابهة 1500 ضابط وجندي مسرح من سلاح المدرعات، وحوالي 150 ضابطا سابقا في سلاح البحرية، وحوالي 170 من خريجي “برنامج تلبيوت” للمجندين الذين أظهروا قدرة أكاديمية متميزة في العلوم وإمكانات القيادة.
هذا وأدّى اتساع هذه العرائض في أجهزة أمن العدو إلى نشر عرائض مشابهة من جانب جهات مدنية أيضاً، بينهم نحو 3000 من العاملين في القطاع الصحي وفائزين بجائزة نوبل، وعريضة وقعها 1700 فنان وعاملين في المجال الثقافي ومئات الأدباء والشعراء.
ودعت عرائض أخرى وقعها حوال 3500 أكاديمي وقرابة 3000 من العاملين في جهاز التعليم و1000 من أهالي طلاب، إلى المطالب نفسها.
واللافت ما أعلنه رئيس أركان جيش الإحتلال إيال زامير، في ردّه على عرائض الاحتجاج بأن استئناف الحرب “لن يشكل خطراً على المخطوفين” وأن “الهدف هو ممارسة ضغط عسكري على حماس ودفعها إلى الموافقة على صفقة تبادل أسرى”، حسب زعمه. في المقابل، نقلت صحيفة “يديعوت احرنوت” الاسرائيلية عن مصادر رفيعة في جيش العدو وأجهزة الاستخبارات ووحدة الأسرى والمفقودين، قولها حيال الحرب، إنها “لا تشمل أهدافاً واضحة وقابلة للتحقيق، وتشكل خطراً شديداً على المخطوفين”.
يتقاطع ذلك مع استمرار المراوغة الاسرائيلية في سياق المسار التفاوضي، مقابل إدراك المقاومة لهذا الواقع ولأهداف العدو وحرصها على تأكيد ثوابتها التفاوضية، إذ صرّح قيادي في حركة حماس بأن المفاوضات التي جرت مؤخراً في القاهرة لم تفض إلى نتائج، مؤكداً أن المقترح الذي طرح خلال الجولة مرفوض تماماً من جميع الفصائل.
وأضاف القيادي أن المقترح تضمن شروطا مرفوضة، أبرزها نزع سلاح المقاومة، دون أي ضمانات حقيقية لإنهاء الحرب أو انسحاب قوات الاحتلال من القطاع. تأتي هذه المواقف للمقاومة في وقت توعّد فيه نتنياهو، خلال زيارته شمال القطاع برفقة وزير الحرب يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير، بمواصلة الضربات ضد حركة حماس، مؤكدًا أن الحملة العسكرية ستتواصل، حسب زعمه.
عدوان متواصل
وفي التفاصيل، شنت طائرات الاحتلال غارة ظهر اليوم بالتزامن مع قصف مدفعي شرقي مدينة غزة. وارتقى شهيد بقصف من مسيرة إسرائيلية صباح اليوم لخيمة خاصة بتكية طعام في منطقة الدعوة شمال شرقي النصيرات وسط القطاع.
كما استشهد مواطن متأثرًا بجراحه التي أصيب بها قبل أسبوع في قصف معاد على بلدة خزاعة شرقي خان يونس. وأفرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن 10 مواطنين من معتقلي الحرب على غزة عبر معبر كرم أبو سالم.
وأصيب مواطنان برصاص طائرة صهيونية مسيرة “كواد كابتر” في خانيونس. كذلك، أصيب صيادان جراء قصف زوارق الاحتلال مراكب الصيادين في عرض البحر غرب مواصي خانيونس. وارتقى 10 شهداء وأصيب 13 آخرون إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلاً في حي التفاح شرقي مدينة غزة.
وأكدت مصادر إعلامية أن بين الشهداء المصورة الصحفية فاطمة حسونة.

وشنت طائرات الاحتلال غارات وأطلقت النار من الطيران المروحي شرقي مدينة غزة. هذا ونسف جيش الاحتلال مباني سكنية في مدينة رفح جنوبي القطاع. وأطلقت زوارق الاحتلال قذائف باتجاه ساحل مدينة غزة. إلى ذلك، شنت طائرات الاحتلال غارة استهدفت منزلاً بحي العمور ببلدة الفخاري شرق خان يونس. واستشهد 3 مواطنين أطفال جراء قصف طائرات الاحتلال منزلا في جباليا النزلة شمال قطاع غزة.
المصدر: مواقع إخبارية