قبل ثلاثين عاما هوت بورصة “وول ستريت” مسجلة أكبر انخفاض يومي، حيث تراجعت بنسبة 22%، ومنذ ذلك الوقت ارتفع مؤشر “داو جونز” من 7381 نقطة إلى 23000 نقطة، بلغها الشهر الجاري.
ويثير ذلك برأي الخبراء مخاوف من حدوث انهيار مماثل، لاسيما أن مستوى الـ23 ألف نقطة يعد أعلى مستوى لـ”داو جونز”، الذي يقيس أداء أكبر 30 شركة صناعية أمريكية في بورصة نيويورك.
وحاولت RT خلال حديثها مع الإعلامي ماكس كيزر، وهو مضارب سابق في البورصة والآن مقدم برنامج “Keiser Report” الذي يبث على قناة RT الناطقة باللغة الإنكليزية، الاستفسار عن الأسباب الحقيقية لانهيار بورصة “وول ستريت” في عام 1987 وعن احتمالات حدوث انهيار مماثل مرة آخرى.
ويرى كيزر أن الوضع اليوم في سوق الأسهم مشابه للعام 1987، إذ أن أسعار الأسهم بلغت ذروتها التاريخية. ويترافق ذلك مع ضخ الفيدرالي الأمريكي للأموال والسوق آخذة منحى صعوديا.
وتتطابق تحليلات كيزر مع تحذيرات الخبراء، إذ يعتقدون أن المجريات الحالية في سوق الأسهم مشابهة بشكل غريب إلى ما حدث في العام 1987، والذي عرف فيما بعد بـ”الاثنين الأسود”.
ففي 19 أكتوبر/تشرين الأول 1987، هوت أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم، وتكبدت أسواق المال يومها خسائر ضخمة، وانطلقت موجة الهبوط من هونغ كونغ وباقي الأسواق الآسيوية وانتقلت إلى أوروبا ومن ثم الولايات المتحدة، وخسر مؤشر “داو جونز” 508 نقاط وفقد أكثر من 22% من قيمته.
ويرجع انهيار السوق إلى المضاربات وبرامج الاتجار، التي كانت متبعة لشراء وبيع الأوراق المالية، إذ بدأت صناديق المعاشات وصناديق الاستثمار وصناديق التحوط تستعمل تقنيات الحاسوب في تنفيذ عمليات شراء وبيع كميات هائلة من الأسهم، عندما تسود أوضاع معينة بالسوق، وقد أدى هذا الأسلوب إلى تسريع انهيار الأسواق، فالانخفاض السريع في أسعار الأسهم يترتب عليه عمليات بيع أوتوماتيكية ضخمة عبر الحاسوب.
ويقول كيزر إنه لفهم ما حدث حينها مع السوق، يجب علينا أن نتذكر الأزمة المالية العالمية لعام 2008، وأوضح أن “أموالا ضخمة طبعت، أكثر من 20 تريليون دولار طبعت، ومنحت للمقرضين في وول ستريت لتحسين قوائمهم المالية المتعثرة”، ويرى “أنه من المستحيل التكهن بموعد انهيار السوق، لكنه سيحدث بنسبة 100 في المئة وستكون أكبر خسارة فى الثروات تسجل على الإطلاق”.
المصدر: روسيا اليوم