تتزامن الذكرى السنوية الأولى لمجزرة “الصالة الكبرى” في صنعاء، مع إدراج التحالف العربي الذي قصف صالة عزاء في ذلك اليوم، على القائمة السوداء للأطراف التي ترتكب انتهاكات بحق الأطفال في اليمن، وهو ما أثار سخطاً سعودياً سبقه ضغط لم يؤدِّ إلى رفع اسم تحالف العدوان على غرار ما حصل في تقرير العام الماضي 2016.
وبعد مرور عام لا تزال صور الشهداء معلقة على لوحات إعلانية في شوارع متفرقة في صنعاء، شاهدة على إحدى أبرز المجازر البشعة التي شهدتها البلاد، وذهب ضحيتها المئات بين شهيد وجريح، بينهم شخصيات بارزة، فيما اعترفت قوى العدوان بارتكابها وحاولت إلقاء اللوم على قيادات يمنية موالية لـها.
وفي الذكرى الأولى لمجزرة “الصالة الكبرى” يتذكر اليمنيون إحدى الحوادث التي كانت كفيلة، في نظر محللين ومهتمين، بأن تخلق مساراً جديداً للعدوان يؤدي إلى نهايته.
مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، “سارة ليا ويتسن” : “بعد الغارات غير القانونية على المدارس والأسواق والمستشفيات وحفلات الزفاف والمنازل على مدى 19 شهرا الماضية، أضاف التحالف بقيادة السعودية مراسم عزاء إلى قائمة انتهاكاته المتزايدة. يجب إجراء تحقيق دولي مستقل في هذه الجريمة البشعة، بما أن التحالف أبدى عدم رغبته في الالتزام بواجباته القانونية المتمثلة في إجراء تحقيق موثوق”.
وكانت هيومن رايتس ووتش استمعت عبر الهاتف إلى 14 شاهداً على الهجوم ورجلين وصلا إلى مكان الحادث مباشرة بعد الغارة الجوية للمساعدة في جهود الإنقاذ، بالإضافة إلى مصادر آخرين وراجعت أيضا مقاطع فيديو وصور لموقع الغارة وبقايا الذخيرة، التي كانت عبارة عن القنبلة الموجهة بالليزر جي بي يو-12 بايفواي2 أميركية الصنع .
في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2016 كانت “الصالة الكبرى” عنواناً لتجمع آلاف اليمنيين، بينهم قيادات ومسؤولون وشيوخ قبائل ومدنيون وعسكريون، حضروا لتقديم العزاء بوفاة والد وزير الداخلية المُعين من قبل أنصارالله في صنعاء، جلال الرويشان (كان معيناً قبل ذلك من قبل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي). وباعتبارها مناسبة إنسانية واجتماعية، فلم يكن هناك توقع باستهدافها من قبل التحالف، إذ كان العزاء معلناً ووجهت إليه دعوة على مواقع التواصل الاجتماعي. ويعتبر الوقت بين الثالثة والرابعة عصراً بتوقيت صنعاء، بمثابة “وقت الذروة”، كما هو معتاد في مجالس العزاء والمناسبات الاجتماعية المختلفة. وبينما كانت “الصالة الكبرى” تكتظ بالمئات إلى الآلاف من المُعزين، فوجئ الحاضرون ومعهم سكان المناطق القريبة، بسقوط صاروخ أطلقته مقاتلة حربية تابعة للعدوان، في حدود الثالثة وعشرين دقيقة، استشهد من استشهد وجرح من جرح ونجا من نجا. وبعد نحو سبع دقائق جاء الصاروخ الآخر، مستهدفاً المسعفين والجرحى والعالقين بين الركام، مخلفاً مشهداً دامياً من الشهداء والأشلاء والجرحى والحرائق.
عام على المجزرة، يستعيده اليمنيون في وقت أُدرج فيه التحالف السعودي على القائمة السوداء، القائمة التي لم تستطع إلى اليوم أن تغيّر شيئاً في المشهد اليمني، ولم تطل حتى الدور الأميركي الواضح والصريح في المجازر التي راكمها العدوان.