شدد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور حسن فضل الله على “أن الهم الطاغي لحزب الله والمقاومة يكمن في كيفية تأمين الحماية لبلدنا في مواجهة العدو الخارجي، لا سيما وأن البعض في لبنان من أصدقائنا يلومنا على أننا لا نلتفت كثيرا للشأن الداخلي، بل نفكر بالقضايا الاستراتيجية الممتدة من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن وكل المنطقة، وعلى أننا لا نصرف هذا الحضور والجهد والدور الكبير في الداخل ما يؤثر على المستوى السياسات الداخلية، ولكننا نقول بكل وضوح وصراحة، إن هذه المقاومة في أدائها ودورها على مستوى لبنان وسوريا والمنطقة لا تبحث عن تحقيق مكاسب سياسية ضيقة داخلية، ولا تريد من وراء تضحياتها أن تزيد لها حصة أو أن تحقق لها نفوذا في الداخل، بل إن هذه المقاومة وجدت من أجل الحماية والتحرير والدفاع عن كل لبنان، وحتى عن أولئك الذين يهاجمونها ويخاصمونها أحيانا”.
وخلال المجلس العاشورائي الذي أقامه الحزب في بلدة شقراء الجنوبية، لفت فضل الله إلى “أن البعض في لبنان يتساءل هل أن هذا الحزب الإقليمي الكبير غير قادر على مواجهة هذا الفساد وعلى تأمين المياه والكهرباء والوظائف، ولكن في الحقيقة أن هذه المقاومة تعمل من أجل شعبها وأهلها، والأدوات التي تستخدمها في الخارج بمواجهة الأعداء ليست هي نفسها التي تستخدمها في الداخل، فهناك أمور أخرى نسير عليها في الداخل، ألا وهي الآليات المعتمدة على المستوى القانوني والدستوري، وبالتالي نحن معنيون بكل القضايا الاجتماعية والمعيشية لشعبنا، ونعبر عنها داخل الحكومة والمجلس النيابي، وما نقوم به هو الكثير الكثير، ولكن من خلال سن القوانين ومواجهة بعض القرارات الخاطئة وتصويب الأداء على المستوى الحكومي والرقابة على أداء الحكومة”.
وختم “إن المقاومة عندما واجهت التكفيريين سلكت الدرب الذي خطه الإمام الحسين الذي قدم روحه وجسده وعياله وأصحابه من أجل أن يبقى هذا الدين، ويواجه الانحراف الذي قام به أولئك الحكام في ذلك الزمن، واليوم أرادت داعش والنصرة وغيرها من المسميات أن تحرف الدين عن مساره الصحيح، وأن تقدم دينا آخر الذي أراد يزيد أن يفرضه على الأمة، ولكن المقاومة واجهت أولئك بالتضحيات والدماء، وقدمت للعالم صورة جديدة عن هذا الإسلام، ألا وهو الإسلام المحمدي الأصيل، ومعركتنا في وجه هؤلاء التكفيريين تماما كما معركة الإمام الحسين في وجه أولئك الأعداء الذين كانوا يريدون أن ينحرفوا بالدين، فاستشهد الإمام الحسين من أجل أن يبقى الدين الصحيح، وأولئك الموجودون في كل أصقاع عالمنا اليوم، أرادوا أن ينحرفوا بالدين، ويقدموا دين السبي والذبح والقتل، وعندما واجههم حزب كحزب الله في لبنان وسوريا على امتداد العالم، رأوا صورة أخرى، لأن أولئك لو كانوا مسلمين حقيقيين لما قاتلناهم، فالذين يقاتلون حزب الله هم أعداء لهذا الدين أيا يكن تكفيريا أو إسرائيليا، وعندما نواجهه، فهذا لأننا نمشي تحت راية الحق، والعالم كله سيكتشف كما اكتشف الكثير منه أن أولئك التكفيريين ليسوا على دين محمد”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام