الحريري من منزل تمام سلام : لن نسمح لأحد باشعال فتنة مذهبية – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الحريري من منزل تمام سلام : لن نسمح لأحد باشعال فتنة مذهبية

أخبار موقع المنار

استقبل الرئيس تمام سلام اليوم، في دارته في المصيطبة، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وتم عرض للاوضاع والتطورات.
بعد اللقاء قال الحريري: “اولا لقد زرت الرئيس تمام سلام وهذا امر عادي. ثانيا، هناك الموضوع الذي يتم تداوله في البلد والذي يتم تسييسه بشكل كبير، وبرأيي فان الطريقة التي يتعامل فيها البعض مع هذا الموضوع تهدف الى احداث شرخ في البلد”.

أضاف: “المرحلة التي حصلت فيها عملية الخطف نعرفها جميعا، واذا عدنا بالتاريخ لما حصل يومها جميعنا نعلم انه كان هناك خلاف سياسي واحتقان في البلد، وكان على الرئيس تمام سلام أن يأخذ قرارات تحمي كل لبنان، وبالنسبة الى هذه المزايدات التي تحصل في ما يخص التحقيق او غيره، جميعنا يريد ان يعرف الحقيقة ولكن المرفوض هو تسييس هذه الحقيقة. وعندما حصلت عملية الخطف، وتم التعدي على الجيش بشكل كبير وحصلت عدة محاولات لانهاء هذا الموضوع، وكانت هناك خلافات سياسية وقتها، ولكن هل كانت بسبب المخطوفين؟ كلا، أو هل كان محورها ان هناك من يريد ان يحمي داعش او لا؟ كلا كلنا ضد داعش، وجميعنا يعرف انه حين تولى الرئيس سلام رئاسة الحكومة، كل الامور والاحداث التي كانت تحصل في طرابلس انتهت، والارهاب في طرابلس انتهى. وجميعنا رأينا كيف تعاملت الدولة في ما يخص منطقة عبرا وكيف تعاملت الدولة مع أي نوع من الارهاب. وفي هذا الموضوع لا يزايدن احد على اسلاميتنا او ما نمثل. كانت هناك مهام صعبة على الجيش ان يقوم بها وكانت هناك قرارات سياسية، والجيش اليوم ذهب الى منطقة القاع وحرر الجرود كلها لانه كان هناك اتفاق سياسي شامل بان ينفذ الجيش هذه المهمة”.

سئل: الرئيس تمام سلام دعاكم الى كشف محاضر جلسات مجلس هل ستقومون بذلك؟

أجاب: “ما يعنيني هو التالي، التحقيق الذي طالب به رئيس الجمهورية ميشال عون، وهو تحقيق يتعلق بكيفية قتل العسكريين ولماذا قتلوا، ولكننا جميعنا ننسى امرا اساسيا وهو ان الذين قتلوا العسكريين هم داعش. نحن نقوم بإتهام بعضنا البعض في مرحلة من المراحل التي نحقق فيها انتصارا، فمن قتل العسكريين هم داعش وهم ارهابيون وبالتأكيد ليسوا لبنانيين. لذلك كفى مزايدات وكلاما في الهواء، واتمنى على الجميع، اكانوا من السياسيين او وسائل الاعلام أن يلعبوا دورا ايجابيا في الانتصار الذي انجزه الجيش اللبناني. فنحن دائما في لبنان نبحث عن الامر السلبي بدل ان نبحث عن الامر الايجابي. فنحن انتصرنا والجيش اللبناني للمرة الاولى يرفع علم لبناني في الجرود وفي منطقة تقع على الحدود وجميعكم يعلم اننا على خلاف مع النظام السوري بخصوص هذه المنطقة الحدودية. ونحن اليوم نتجادل حول موضوع التحقيق وهذا يصب في اطار المزايدات لحشر بعضنا البعض ولكن على ماذا؟ نحن واهالي العسكريين اكثر الناس المصابين والبلد هو المصاب الاكبر، لذلك عندما ينجز الجيش هكذا انجاز حرام ان نضيعه بأمور كهذه”.

سئل: كيف ترون الهجمة على اهالي عرسال وعلى بعض القيادات وهل من ضمانات بان لا تكون هناك كيدية في التحقيق؟

أجاب: “الجيش اللبناني هو لحماية كل اللبنانيين، واهل عرسال ليس لديهم شيء يخافون منه، لانني الى جانبهم والجيش اللبناني هنا ولا احد يتجرأ ان يمد يده على عرسال، هذا الامر لم يحصل في السابق ولن يحصل في المستقبل وهذا الامر لا ينطبق فقط على منطقة عرسال بل على كل المناطق اللبنانية. يجب الخروج من قصة ان اهالي عرسال مستهدفون، فالبعض يحاول ان يصور الارهاب وكانه موجود داخل عرسال. فمن قاوم الارهاب في عرسال هم أهالي عرسال، ومن قاتل ضده ومنع امتداده الى كل لبنان هم اهالي عرسال. كان عدد سكان منطقة عرسال قبل النزوح يبلغ 20 او 25 الف مواطن، ويختلف هذا الرقم بين الصيف والشتاء، واليوم يبلغ عددهم مع اللاجئين السوريين ما بين 150 او 170 الف شخص. اهالي عرسال هم ابطال وتحملوا ما لا قدرة لاحد على تحمله. عرسال مطوقة، واهلها لا يستطيعون الوصول، لا الى ارزاقهم ولا الى الكسارات والدولة لا تهتم بهم”.

واستطرد: “لذلك فلنكف عن المزايدة بهذا الموضوع، والجيش اللبناني الذي هو لكل اللبنانيين حقق انتصارا. هذا الجيش في العام 2014 هوجم وتعامل مع هذا الهجوم بطريقة حالت دون تفجير الوضع في البلد داخليا، والقيادة السياسية وقتها، حتى باختلافها وانقسامها اتخذت القرارات الصحيحة لحماية لبنان. عندما كنا نتكلم عن حوار بيننا وبين حزب الله، ليست الفكرة من ورائه ان نتغاضى او لا نتغاضى عن امور معينة. فهناك خلافات بيننا وبين حزب الله لا يمكن اصلاحها. ولكننا متفقون مع الحزب على عدة أمور، من بينها الحفاظ على الاستقرار والأمن في لبنان. لذلك اتمنى على الجميع عدم المزايدة في هذا الموضوع واذا اردنا تحديد المسؤوليات فكلنا مسؤول. وكل القيادات السياسية التي كانت تجلس على الطاولة مع بعضها، كلها مسؤولة بسبب الخلافات السياسية”.

سئل: هل سترفعون الحصانة عنها والتحقيق معها ايضا؟

أجاب: “نرفع الحصانة عن الجميع، ولكن رفع الحصانة ليس عن السياسيين فقط، فاذا كان بعض السياسيين قد لعب دورا فهناك كذلك بعض الاعلام والكتاب الذين لعبوا دورا خاطئا وعملوا بشكل طائفي وحرضوا على اشعال نار الفتنة. ومهمة الرئيس تمام سلام يومها كانت حماية لبنان وان يعمل لتجنب الخلاف بين الشيعة والسنة وهذا هو الاساس. فلا احد يزايد علينا في هذا الموضوع. نحن اكان تمام سلام او سعد الحريري قمنا بحماية لبنان في هذا الموضوع ولن نسمح لاحد بأن يحاول اشعال الفتنة بين السنة والشيعية. لقد رأينا ما الذي يحصل في الخارج، في سوريا والعراق، ونحن نحمي لبنان من أجل أهل لبنان. داعش قام بهجومه من اجل زرع الفتنة وحرق عرسال ولايجاد ردة فعل من البعض لحرق عرسال. اليس هذا ما كان مطلوبا فتقع حينها الفتنة السنية الشيعية؟ اليس هذا ما كان مطلوبا يومها؟ لقد دارينا الموضوع وعضينا على الجرح والرئيس تمام سلام عض على الجرح ايضا لحماية لبنان”.

سلام

ثم تحدث سلام فقال: “الرئيس سعد الحريري يأتي الى منزله وزيارته دائما عزيزة وكريمة، وانا اؤكد على كل كلمة قالها واضيف انه في الظروف الصعبة التي مررنا بها، كان الرئيس الحريري خلالها يقف مواقف واضحة، على حساب بعض الذين يعتقدون أن المزايدة الطائفية او المذهبية يمكن أن تحقق شعبية. ففي احلك الظروف وأصعبها وقف ضد الراي العام وضد مشاعر الناس لنتمكن من مجابهة الارهاب وتحصين الوطن. ونحن اليوم نقف الى جانبه كما كان هو بجانبنا حينها، ومتضامنون لمواجهة كل أعداء لبنان كائنا من كانوا، من الخارج والداخل، وحذار من الداخل”.

أضاف: “ما قاله الرئيس الحريري سليم وواضح، نعم ان اكثر ما عانيناه في تلك الايام وما زلنا نعاني منه هو نحن، انفسنا، فنحن راكضون نتسابق من منا يريد ان يسجل نقاطا على الاخر ومن يريد ان يقول انا وليس انت. ولكن هناك وطن بين ايدينا يجب ان نحافظ عليه ونحصنه. لقد تم اتخاذ قرارات ومواقف والرئيس الحريري بالذات ذهب الى مواقع وابعاد لم يكن احد ينتظرها او يتصورها. هاجسه كل الوقت كان انقاذ الوطن وليس تسجيل المواقف وهو يعرف انه كان باستطاعته انذاك وان باستطاعته اليوم وانا كذلك، ان نسجل مواقف شعبية ليس لها حدود، ولكن ليس بهذا الشكل نحافظ على الوطن. لم نتعلم هكذا ولم نترب هكذا، لا انا في دارة الرئيس صائب سلام ولا هو في دارة الرئيس رفيق الحريري، لقد تربينا على مبدأ الوطن اولا”.

سئل: هل ستكشفون يوما عن الذي عرقل في مجلس الوزراء؟

أجاب: “لا شيء للكشف عنه ولا لتخبئته. القصة واضحة للجميع، هناك وطن نريد الحفاظ عليه وعرسال يجب ان نحافظ عليها وهذا ما فعلناه ومستمرون بذلك، وهذا ما يسير عليه الرئيس الحريري. وانا اعرف ان هناك ملاحظات وانتقادات، وهنا ايضا انا اتضامن معه. يجب ان نهدئ الامور قليلا والاعلام يجب ان يهدئ الامور ايضا فقد اصبح التنافس الاعلامي لإبراز امور من هنا او من هناك واثارة المشاعر وهذا امر يجب ان لا يحصل. لا يجب اثارة الناس، الناس مجروحة ولا يجب ايضا اثارة آباء الشهداء وامهاتهم واللعب على وتيرة مشاعرهم فهذا اذى وضرر. هذا ما فعله داعش في الماضي وقام بتأليب الناس ضد الدولة والحكومة فاصبح وكأن الدولة هي من خطف، في حين كان داعش يتفرج. اليوم اتمنى ان يكون التضامن شاملا، ونحن مع الحكومة والرئيس الحريري وهناك مواقف واضحة جدا، نريد الحفاظ على الوطن والبلد”.