قال حسن عبد الله الذوادي،، أمين عام اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر، ان مقاطعة وحصار دول خليجية لبلاده لم يؤثرا على استمرار مشاريع استضافة قطر لمونديال 2022 لكرة القدم، متعهدًا بالانتهاء من كافة المنشآت في مواعيدها المحددة.
واللجنة العليا للمشاريع والإرث هي المؤسسة القطرية المسؤولة عن تنفيذ مشاريع البنية التحتية اللازمة لاستضافة بطولة كأس العالم التي ستقام في قطر عام 2022.
وقال الذوادي» في تعليقه على وقف شركات خليجية التعامل مع قطر «الدول المحاصرة (لقطر) هي الخاسرة، والحصار يُمثل فرصة ضائعة لتلك الدول في المقام الأول».
وأضاف «ان توجهنا إلى موردين وشركات من الخليج كان نابعًا من التزامنا باستثمار بطولة كأس العالم لتطوير اقتصاد المنطقة، وليس نتيجةً لعدم وجود بدائل أخرى بذات الجودة والتكلفة».
وأردف «بالتالي فإن خيارهم بوقف التعامل معنا لم يُشكل عائقًا كبيرًا، واستطعنا إيجاد مصادر بديلة لتوريد المواد الخام»، لافتًا إلى سير جميع مشاريع المونديال وفق الجدول الزمني المحدد سلفًا.
وفي 5 يونيو/حزيران الماضي، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وفرضت الثلاث الأولى عليها مقاطعة، لاتهامها بـ»دعم الإرهاب»، وهو ما نفته الدوحة بشدة.
وقال أيضا «نحن ما زلنا نسعى للحفاظ على التزامنا تجاه دول المنطقة من خلال توجهنا إلى أسواق بديلة في عُمان وتركيا والكويت وغيرها». وأضاف «بعض الدول الشقيقة أغلقت باب التعاون وكان الضرر الأكبر عليها وليس على قطر»
ومضى قائلا «كان من سياسة قطر دعم الصناعة الخليجية والاقتصاد الخليجي الموحد، فكانت الأولوية لشركات المنطقة رغم وجود بدائل وخيارات أفضل؛ لكن الهدف هو دعم الوحدة الخليجية».
وكشف الذوادي أن الجداول الزمنية لمشاريع كأس العالم تتضمن بالفعل خططًا للطوارئ ومدداً زمنية احترازية. وتابع «بذلك تمكنّا من استيعاب الصدمة الأولى للحصار، والتي أثرت على المدد الاحترازية لتسليم المشاريع، لكن دون التأثير على تاريخ الإنجاز الفعلي». وأضاف أنه «من المحزن صدور مواقف مشحونة بالهجوم والتشويه من دول الحصار ضد قطر بخصوص ملف استضافتها مباريات كأس العالم 2022 رغم أننا أكدنا منذ اليوم الأول أنها استضافة خليجية عربية قطرية».
واتهم دول الحصار بتبني انتقادات مغلوطة لا تمت للحقيقة بصلة، مضيفًا «منذ فترة قريبة قالوا إنهم داعمون لملف الاستضافة، وفجأة ينقلب الموضوع لمحاولات تشويه ووضع أشياء غير حقيقية».
وأكد رئيس اللجنة العليا للمشاريع والإرث، أن «محاولة التشكيك في هذه البطولة واستضافتها من قبل (أي) دولة عربية مسلمة لا تخدم أحدًا في المنطقة حتى أولئك المشككين أنفسهم».
وقال أيضا ان قطر اتخذت «إجراءات لتوفير خطوط شحن بديلة لما تحتاجه من مواد ومعدات بناء عبر عُمان والهند وتركيا وغيرها، ومطار حمد الدولي وميناء حمد قادران على توفير احتياجات الدولة بشكل كامل، أضافة لتفعيل مسارات توريد جديدة كاستغلال ميناء صحار في سلطنة عُمان». وأضاف «كما اتجهنا إلى أسواق أخرى منها ماليزيا وتركيا والهند والصين؛ وفي حالات كثيرة توجهنا لموردين محليين للعمل على تصنيع المواد في دولة قطر».
ودلّل على ذلك بـ «استبدال موردي المواد الخام للواجهة الخارجية لاستاد الريان بموردين من سلطنة عُمان دون أن يؤثر ذلك على جودة المواد أو على الأوقات النهائية لتسليم المشاريع».
وأضاف «أعّلنّا يوم الأحد الماضي تصميم استاد الثمامة سادس الاستادات المرشحة لاستضافة كأس العالم لكرة القدم، والذي يتولى تشييده تحالف قطري تركي يجمع بين شركة هندسة الجابر القطرية وشركة تيكفين للإنشاءات التركية». وأوضح أن «العمل مستمر في الاستادات الستة الأخرى المتبقية والتي ستكون جميعًا جاهزة بإذن الله عام 2022». ولفت إلى أن «كافة المشروعات في دولة قطر، سواء تلك المتعلقة بكأس العالم أو المشاريع الكبرى الأخرى، تسير وفق الجداول الزمنية المخطط لها»
ودلّل على ذلك بإعلان شركة سكك الحديد القطرية مؤخرًا إنجاز 62% من مشروع مترو الدوحة واستقبال أول دفعة من القاطرات التي ستستخدم في المشروع.
وحول تكلفة تجهيزات الاستادات والمنشآت الرياضية للمباريات قال أنها تبلغ نحو 23 مليار ريال قطري (نحو 6.2 مليار دولار) موزعة على مدى 12 عامًا.
وبشأن مصير الاستادات بعد انتهاء منافسات المونديال، أوضح المسؤول القطري أن خطط وتصاميم الاستادات وضعت بشكل يراعي ضمان استفادة المجتمع في قطر منها بعد عام 2022. وأوضح أنه سيتم تقليص الطاقة الاستيعابية للاستادات بعد البطولة، وستستغل المساحة الفائضة في بناء مرافق تخدم سكان المناطق التي تستضيفها.
وأشار الذوادي إلى أن المرافق المحيطة بالاستادات ستشمل ملاعب لمختلف الألعاب الرياضية منها كرة السلة واليد والطائرة وملاعب للتنس ومضامير للجري والدراجات الهوائية وركوب الخيل ومراكز للألعاب المائية، فضلًا عن المرافق التجارية كالفنادق والمحلات وممرات المشاة والحدائق.
وكشف عن تحويل استادات بالكامل للاستخدام التجاري والسكني بعد البطولة، ومنها استاد رأس أبو عبود الواقع على كورنيش الدوحة، الذي سيصبح مركزًا تجاريًا ومقصدًا للأنشطة الترفيهية.
وأضاف أن الاستادات ستتحول إلى مراكز مجتمعية نابضة بالحياة، كما سيخصص بعض الاستادات وملاعب التدريب للأندية المحلية.
وردًا على سؤال حول الاتهامات الموجهة لقطر من جماعات حقوقية وعمالية بشأن إهدار حقوق العمال الذين يعملون على إنشاء وتطوير المنشآت الرياضية، قال الذوادي ان اللجنة العليا رحبت دومًا بكل الجهود، وحتى الانتقادات البناءة، وتعاطت بإيجابية مع منظمات عالمية كمنظمة العفو الدوليّة والاتحادات العمالية.
غير أنه طالب بضرورة التمييز بين الجهود الصادقة، التي كانت تضع نصب أعينها مصلحة العمال والتي تعاطت بإيجابية مع الخطوات التي اتخذتها دولة قطر، وتلك الأصوات التي كانت تحمل «أجندات سياسية» وتستهدف النيل من سمعة البلاد مُنحّيةً مصالح العمال وحقوقهم جانبًا.
وأشار إلى «التعاون الوثيق» بين اللجنة العليا للمشاريع والإرث و»الاتحاد الدولي لعمال البناء والأخشاب»، في خطوة هي الأولى من نوعها على مستوى المنطقة، عبر توقيع مذكرة تفاهم ينظم بموجبها مفتشو الاتحاد جولات تفقدية في مواقع عمل وسكن العمال اللجنة لضمان تنفيذ معايير اللجنة.
ونوّه كذلك بالبرنامج الذي أطلقته اللجنة بالتعاون مع جامعة ويل كورنيل (أمريكية لها فرع بقطر)، لتحسين النظام الغذائي للعمال في قطر.
وقال ان اللجنة تعمل أيضًا على تطوير حلول تساهم في مساعدة العمال على تجنب الإجهاد الحراري في مواقع العمل مثل الخوذ المكيفة والمناشف الرطبة والسترات المبردة.
المصدر: وكالة الاناضول