تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم السبت 05-08-2017 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها كلمة سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والتي جاءت خلاصتها ، بمناسبة الانتصار على «جبهة النصرة»، أن احتلال «داعش» لأراض لبنانية دخل أيامه الأخيرة.
الأخبار:
السيد نصرالله: نحن بتصرّف الجيش اللبناني… وسنقاتل معه «داعش» من سوريا
السيد نصرالله: الجيش ليس بحاجة إلى مساعدة أميركية في المعركة ضد «داعش»
خلاصة خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس، بمناسبة الانتصار على «جبهة النصرة»، أن احتلال «داعش» لأراض لبنانية دخل أيامه الأخيرة. بهدوء تام، شكر كل من أسهم في إنجاح تحرير الأرض من «النصرة»، واستعادة الأسرى، وأكّد أن الحزب سيكون بتصرّف الجيش اللبناني في معركته ضد «داعش» على الجانب اللبناني من الحدود، وأن الحزب والجيش السوري سيخوضان المعركة من الجانب السوري من الحدود، ما يخفف العبء عن الجيش اللبناني. وأكّد عدم حاجة الجيش إلى أيّ مساعدة أميركية في المعركة على «داعش»
في خطاب النصر بتحرير الجرود من إرهابيي تنظيم النصرة، وجّه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله التهنئة «للذين عادوا الى الحرية والى الوطن». كذلك بارك وعزّى «عوائل الشهداء»، متوجّهاً بالتحية «الى الجرحى المجاهدين». وخصّ بالشكر أهل القاع الذين استقبلوا الأسرى أول من أمس، مؤكداً «متابعة الجهات المعنية في المقاومة ليلاً نهاراً ملف أجساد الشهداء الذين ما زالوا في أيدي المسلّحين، ومقاوم مجهول المصير لدى داعش في معركة البادية، لأنه التزام أخلاقي وديني وجهادي تجاه عائلاتهم».
وقال السيد «إننا اليوم أمام مهام جديدة وظروف جديدة»، فتطرّق إلى عناوين عدّة، تناول في أوّلها ما أنجز وما بقي من المعارك في الجرود. وأشاد «بالجهد المميز الذي قام به اللواء السيد عباس إبراهيم». ولفت الأمين العام إلى أن «المعركة حظيت بتأييد القيادة السورية، حيث كان الجيش السوري يقاتل في جرود فليطة، لكن الإعلام لم ينصف تضحياته»، لذا «وجب علينا أن نقدّر له هذه التضحيات، خصوصاً أنه ساعد على حسم المعركة من الجهتين؛ الجهة السورية في جرود فليطة والجهة اللبنانية في جرود عرسال، ممّا أدى إلى تشتيت قوة العدو وتسريع الحسم». وأكد أن «القيادة السورية تعاطت بإيجابية، مع أننا نقلنا العبء من الجانب اللبناني إلى الجانب السوري، بدحر المسلحين إلى إدلب».
وأشار إلى أن «القيادة في أثناء التفاوض لم تقف عند التفاصيل، فلم تطلب مثلاً التفاوض الرسمي مع الحكومة اللبنانية، ولم تضع شروطاً بشأن أعداد المسلحين والمدنيين، بل وافقت على الاتفاق من دون تعقيد». حتى «عندما ذهبنا إلى التنفيذ ووصلنا إلى نقطة السعن، تمّت العملية بشكل سريع وسهل ومريح، نتيجة التسهيلات التي قدّمتها القيادة». وبناءً عليه «من واجبنا الأخلاقي شكر الرئيس السوري بشار الأسد والقيادة السورية والهلال الأحمر السوري وكل من ساعد في الميدان لاستعادة أسرانا». وتوجّه السيد نصرالله إلى بعض السياسيين اللبنانيين بالقول إن «العبرة التي نأخذها من المفاوضات التي حصلت، أنه يُمكن نقل مئات المسلحين، وآلاف العائلات، من دون جهات دولية، والضامن كان الأمن العام اللبناني من جهة والنظام السوري الذي وفى بكل الالتزامات وقدّم تسهيلات». وطالب «بعدم التعاطي مع ملف النازحين سياسياً أو مالياً أو إنسانياً، أو انتظار الحلّ السياسي في سوريا، فعودة النازحين يُمكن أن تتمّ بسلاسة وبكل الضمانات». كذلك توّجه السيد نصرالله، «من منطلق أخلاقي»، أولاً إلى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي «وافق على إجراء المفاوضات وقدّم التسهيلات لنجاحها»، قائلاً «نحن نعرف تعاطفه ومحبته للشهداء والأسرى والمقاتلين»، مُثنياً على «خطابه في عيد الجيش»، وثانياً إلى رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي «تبنّى المعركة من اليوم الأول وواكبها في الميدان وفي المفاوضات ودافع عنها بقوة وأشاد بها، ووقف في وجه ألسنة السوء وتعاطى عاطفياً وسياسياً وإنسانياً مع المقاتلين على أنهم أولاده وعائلته. وهذا الموقف يقدّر دائماً».
وفيما لفت إلى أن «رئيس الحكومة سعد الحريري وافق منذ البداية على إجراء المفاوضات، وكان حريصاً على نجاحها وقدم كل التسهيلات رغم أنها تحرجه»، رأى أن «قوله إن حزب الله في الجرود أنجز شيئاً، هو خطوة الى الأمام. والدولة تصرّفت بمسؤولية، ممّا أدى إلى اكتمال النصر». والشكر الآخر كان للجمهورية الإسلامية في إيران، إذ «إننا في جرود عرسال وفليطة كنّا نقاتل بسلاح وخبرات حصلنا عليها بدعم الدولة الإيرانية التي لم تتوانَ عن دعمنا في محاربة الجماعات الإرهابية. والانتصار على هذه الجماعات سببه الدعم السخيّ من إيران». وأشار إلى أن «استكمال ما جرى في جرود عرسال ينتظر عملية انتقال سرايا أهل الشام من وادي حميد والملاهي والأهالي الموجودين في الجرود، وقد بدأنا متابعة الملف مع الجهات السورية لإنجاز العملية في أقرب وقت، وسيتمّ نقلهم بأمن وسلام».
وأكد نصرالله أن «جبهة النصرة انتهت في الجرود، ونحن موجودون فيها، ومتى أعلنت قيادة الجيش استعدادها لتسلّم المنطقة فنحن جاهزون لتسليمها»، ناصحاً بأن «يتمّ ذلك بأسرع وقت من أجل أهل عرسال والمنطقة». وإذ أشار السيد الى أننا «أمام نصر عسكري ميداني حقق نتائج مهمة»، تحدث عن «بقية الجرود التي تسيطر عليها داعش»، فقال إنه «بات واضحاً أن عملية تحرير بقية الجرود اللبنانية سيقوم بها الجيش اللبناني»، مرحّباً بوجود قرار سياسي في هذا الشأن، ومذكّراً بما قاله وزير الداخلية نهاد المشنوق عن أن القرار السياسي لم يكن متوافراً لكي يحرر الجيش الأرض التي كانت تحتلها جبهة النصرة.
وفي هذا الإطار، أكّد نصرالله أن المشكلة لم تكن يوماً في المؤسسة العسكرية، بل في المؤسسة السياسية، لافتاً إلى أن الجيش «قادر على القيام بهذه العملية بإمكانياته وعديده، وهو لديه ضباط ورتباء وجنود كفوؤون». وعلّق على ما يتردد عن مساعدة أميركية للجيش اللبناني في المعركة، معتبراً أنه «في حال كان الجيش اللبناني بحاجة إلى مساعدة أميركية ليحرّر 141 كلم مربعاً، فهذه كارثة وإهانة للجيش اللبناني العظيم». ورأى «أننا اليوم نعلق آمالاً كبيرة على وجود العماد عون رئيساً للجمهورية، ونراهن عليه في الحرب الحاسمة على الإرهاب». وحول دور الحزب في المعركة، قال نصرالله إن «الجيش اللبناني سيقاتل في الأرض اللبنانية»، معلناً أن الحزب في الجهة اللبنانية «سيكون بخدمة وتصرف الجيش اللبناني، ونحن جاهزون لكل ما يطلبه الجيش ويحتاج إليه، أما في الجبهة السورية فالجيش السوري وحزب الله سيقاتلان فيها معاً».
ولفت إلى أن قتال داعش على أكثر من جبهة في الوقت عينه، وعلى طول خط التماس، سيؤدي إلى تخفيف العبء عن الجيش اللبناني، مطالباً السياسيين بوضع النكد والكيد السياسيين جانباً، لأن مطالبة حزب الله والجيش السوري بعدم القتال من الجهة السورية ضد داعش سيؤدي إلى سقوط خسائر بشرية إضافية في صفوف الجيش اللبناني، رغم أن النصر سيكون إلى جانب الجيش في النهاية، ولكن بكلفة أكبر في حال قاتل وحده. ولفت في هذا الإطار إلى أن أيّ جهات تقاتل في الساحة نفسها ستضطر إلى التنسيق في ما بينهما حكماً. ووجّه نصرالله كلامه إلى تنظيم داعش قائلاً: «سيأتيكم اللبنانيون والسوريون من كل الجبهات وكل خطوط التماس، ولن تستطيعوا الصمود في هذه المعركة، وأنتم مهزومون حكماً، لذا احسبوها جيداً، لأن هناك باباً للتفاوض يمكن أن يفتح».
«نراهن على حكمة أمير الكويت»
تطرّق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى الاتهامات التي تُساق ضد الحزب في ملف خلية العبدلي في الكويت، فأكد «الحرص على العلاقة بين لبنان والكويت، وبين الدولتين والشعبين، وحاضرون لنناقش أيّ التباس». وأضاف ان «كل ما يقال عن أننا أرسلنا سلاحاً الى الكويت غير صحيح، وأن لدينا سلاحاً في الكويت غير صحيح»، مؤكداً «أننا لا نريد للكويت إلا كل الأمن والسلامة، وما سيق من اتهامات هو اتهامات سياسية». وأضاف: «لا نريد أيّ غبار يسيء الى العلاقة، وحاضرون للمناقشة عبر القنوات الدبلوماسية، بعيداً عن أيّ توظيف نكدي وكيدي. وفي هذه القضية شق يتعلّق بحزب لله لبنان، وشق يتعلّق بالإخوة الكويتيين، بعضهم موقوف وصدرت فيهم أحكام». وعلّق على القول إن «حزب الله حرّض الكويتيين أو تواطأ معهم على قلب النظام: شو هالمسخرة هاي». وأضاف «هذا الكلام لا أساس له. نعم لدى حزب الله محبّون في الكويت كما في كل العالم، لكن لا أحد في الكويت من المتهمين يخطر في باله قلب النظالم أو الإخلال بالأمن». وتمنّى أن يعالج هذا الملف، قائلاً: «نقدّر حكمة أمير الكويت وأبوّته، ونتمنى أن تخرج الكويت من هذه الأزمة التي تعطى أكبر حجمها، بما يعزز أمنها وسلامها وسيادتها». وأكد أن «الرهان كبير على حكمة سموّ أمير الكويت في معالجة هذا الملف».
الجمهورية:
تنسيق لبناني ـ سوري تحضيراً لمعركة «الرأس والقاع»
بعد إسدال الستارة على تحرير جرود عرسال من مسلحي «جبهة النصرة»، يبدأ العدّ العكسي لمعركة تحرير جرود رأس بعلبك والقاع من مسلّحي تنظيم «داعش» والتي يتوقّع البعض حصولها قريباً، خصوصاً أنّ أولى مؤشّراتها بدأت أمس بتكثيف الجيش اللبناني قصفَه مواقعَ «الدواعش» وتحرّكاتهم في تلك الجرود، ما اعتُبر إيذاناً باقتراب موعد المعركة التي سيخوضها من الجهة اللبنانية، فيما سيخوضها الجيش السوري و«حزب الله» من الجهة السورية، على حدّ ما أشار الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله في إطلالته التلفزيونية مساء أمس، داعياً «الدواعش» إلى مراجعة حساباتهم والانسحاب إذا أرادوا تجنُّبَ المعركةِ لأنّها حاصلة حتماً إذا لم يقبلوا بتسوية تُنهي وجودهم في تلك الجرود. وكذلك دعا الجيش اللبناني إلى تسلّمِ جرود عرسال من «حزب الله» في أيّ وقت يَرغب، لكي يعود العراسلة إلى أرضهم وبساتينهم ومقالعهم وأرزاقهم فيها.
علمت «الجمهورية» أنّ تنسيقاً عسكرياً مباشراً حصَل بين قيادتَي الجيشين اللبناني والسوري تحضيراً للمعركة ضدّ «داعش» في جرود القاع ورأس بعلبك، حيث عقِدت اجتماعات مشتركة خلال الايام الماضية وضِعت فيها الخرائط على الطاولة وتمّ تقسيم المنطقة عسكرياً لمعرفة المهمّات التي سيقوم بها كلّ طرف وأين يقتضي الدعم والتنسيق والمساندة.
وفي المعلومات أيضاً أنّ التأخير في انطلاق المعركة سببُه الوقت الذي استغرقه هذا التنسيق المباشر ووضعُ اللمسات الأخيرة على الخطة العسكرية.
وأوضَحت مصادر أمنية لـ«الجمهورية» أنّ كلّ ما يتمّ تداوله عن مشاركة روسيّة ـ اميركية في هذه المعركة عارٍ من الصحّة، وأنّ جلّ ما في الأمر أنّ رأياً سَرى في الأوساط الديبلوماسية ينصح لبنان بتأمين غطاء دولي وتحديداً روسي ـ اميركي لتغطية هذه المعركة، وتدرس الجهات المعنية راهناً هذا الأمر جدّياً.
وكشفَت هذه المصادر أنّ الجيش اللبناني سيستعين بالشعب للمساندة، على غرار سائر جيوش العالم عندما تستعدّ لخوض معارك. خصوصاً أنّ الغطاء السياسي الكامل لتحرير المنطقة الجردية قد أعطِي وبلا مواربة، حتى إنّ قيادة الجيش اللبناني أبلغت إلى المسؤولين أنّ خوض هذه المعركة بالتحديد لا ينتظر أيّ قرار سياسي، فالجيش يدافع عن أرضه ضدّ العدوان والإرهاب، وهذه مهمّته الاساسية، وتبقى الساعة الصفر بيدِ قيادة الجيش.
السيد نصرالله
ولفت الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في كلمة متلفزة إلى أن «عملية تحرير بقية الجرود اللبنانية سيقوم بها الجيش اللبناني وهذا شيء واضح ومقدماته بدأت»، مؤكداً أنّ «الجيش اللبناني جاهز وقادر على خوض هذه المعركة والانتصار بها ولديه ضباط وجنود على استعداد عالٍ وبامتياز».
وأعلن «أن «حزب الله» في خدمة الجيش اللبناني وسننفذ كل ما يطلب ونحن مع الجيش وبتصرفه وإلى جانبه ونريد أن يحقق الجيش انتصاراً سريعاً حاسماً»، ناصحاً بـ«وضع النكد والكيد السياسي بعيداً عن المعركة لتكون الجبهة واحدة وتوقيت الجبهة هو في يد الجيش اللبناني لأننا في الجهة الثانية جاهزون لها».
وأضاف: «على قيادة «داعش» أن تعرف أن هناك قراراً حاسماً بالمعركة وما يفصلنا عن المعركة هو أيام قليلة وبالتالي البقاء في الجرود انتهى وستواجه «داعش» معركة تحظى بإجماع لبناني».
برّي
ومِن طهران التي وصَل إليها أمس للمشاركة في الاحتفال بقسَم الرئيس الايراني حسن روحاني لولاية جديدة، أكّد رئيس مجلس النواب نبيه بري «أنّ الجيش اللبناني يمتلك كلّ المقومات التي تُمكّنه من استكمال معركة تطهير الجرود الشرقية من الإرهاب، لا سيّما الجزء المتبقّي منها، الذي لا زال تحت سيطرة تنظيم «داعش».
وقال: «الحمدلله، جيشُنا من أفضل الجيوش في المنطقة، وأثبتَ كفاية قتالية عالية في حربِه على الإرهاب. أمّا القرار في شأن توقيت المعركة فهو في عهدة قيادة الجيش التي تمتلك تقديرَ الظروف والمناخات والتوقيت للقيام بمهمّاتها».
وحول الانتصار على الإرهاب في جرود عرسال، قال برّي: هذا ليس بجديد على المقاومة فقبله كان الانتصار على العدو الاسرائيلي في تموز 2006، فالاعتداء اعتداءٌ سواء على الجنوب أو على الشرق، ما حصَل الآن هو تحوّلٌ كبير لعلّه من الناحية الوطنية يعادل، لا بل يضيف على موضوع الانتصار الذي حصَل عام 2006».
عون والفساد
في غضون ذلك، اقتصَر حديث رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على الاقتصاد والفساد، من دون أن يلامس في كلامه الشأنَ السياسي والأمني. إذ قال خلال استقباله وفداً موسّعاً من قضاء كسروان الفتوح شكرَه على إطلاق اسمِ الوزير والنائب السابق المرحوم لويس أبو شرف على دار المعلمين والمعلمات في جونيه: «إنّنا وفي كلّ مرّة نُفتش عن الحاجب الذي ارتشى من دون أن ننظر إلى «الكبير» الموجود في أعلى المراكز والذي يحصل على الملايين. فالحاجب يحصل على ما هو زهيد ولا تنطبق عليه صفة الرشوة، بل تنطبق على من يحصل على الملايين، فهنا تكمن مكامن الفساد الذي علينا مكافحته».
أضاف: «علينا في بعض الأحيان أن نتّخذ قرارات حاسمة قد تكون موجعة، لأنه من الضروري أن تَسقط الحصانات عن كلّ من يمارسون الفساد، وهؤلاء ليسوا بقليلين. إلّا أنّ ذلك، يتطلّب الكثير من الترَوّي، لأنّ الارتدادات السياسية التي قد تنتج عن الأمر صعبة، في ظلّ حيازة كلّ طرف لجمهوره».
وقال أحد السياسيين: «نسمع كثيراً عن مكافحة الفساد هذه الأيام، في الوقت الذي لا نرى محاكمة أيِّ فاسد، والمستغرَب أنّ الحديث عن الفساد وكأنّه أمرٌ في العهود الماضية، في وقتٍ لا يزال الفساد قائماً، ويكفي هنا استرجاع ما أُقِرّ في جلسات مجلس الوزراء وأثيرَت ضجّة حياله، وفي طليعة هذه الملفّات ملف صفقة البواخر».
كهرباء سوريّة
في مجال آخر، علمت «الجمهورية» أنّ وزير المال علي حسن خليل وقّع اتفاقية مع الحكومة السورية أرسِلت إلى مكتبه في وزارة المال، لتزويد لبنان بالكهرباء بـ 300 ميغاوات وبكلفة حوالي 400 مليار ليرة لبنانية سيبدأ الاستفادة منها في الساعات المقبلة، علماً أنّ بعض البلدات اللبنانية بدأت تستفيد منها.
اللواء :
عون يدعو الى إسقاط الحصانة عن الفاسدين: العملة اللبنانية لا تدعم بالدين بل عبر الانتاج
اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون «ضرورة أن تسقط الحصانات عن كل من يمارسون الفساد، وهؤلاء ليسوا بقليلين»، معتبراً أن «العملة اللبنانية لا تدعم إلا عبر الانتاج وليس من خلال الدين، لافتا الى إصراره على العمل لتحسين الوضع الاقتصادي والانتقال به الى المسار التصاعدي».
كلام عون جاء خلال استقباله امس في قصر بعبدا، وفدا موسعا من قضاء كسروان الفتوح حضر لشكره على إطلاق اسم الوزير والنائب السابق المرحوم لويس ابو شرف على دار المعلمين والمعلمات في جونيه. وضم الوفد نوابا حاليين وسابقين ووزراء سابقين ورؤساء البلديات والمخاتير وشخصيات قضائية وسياسية وعسكرية من قضاء كسروان، إضافة الى أعضاء مؤسسة ابو شرف الثقافية والتربوية والاجتماعية.
وبعد ان تحدث باسم الوفد رئيس المؤسسة المحامي جوزف ابو شرف، رد عون مرحبا بالوفد، مشيرا الى أنه تقرر إحياء هذه الذكرى وبشكل دائم لتبقى أعماله خالدة في ذاكرة اللبنانيين التي اختير منها مبنى دار المعلمين في القضاء الذي مثله خلال ثلاثة عقود «وهي مبادرة متواضعة تجاه هذ الرجل الكبير الذي كان مربيا ووزيرا للتربية».
وعبّر عون عن الاسف «لعدم وجود من يرغب في المحافظة على القوانين والدستور، إن في مرحلة الرئيس شهاب او في هذه المرحلة»، متسائلا: «باسم اي شريعة نمارس الحكم ونتخذ القرارات؟ فإذا لم نحترم الدستور والقوانين، سنعود طبعا الى قانون الغاب الذي كنا نتخذ القرارات في السابق وفقا لأحكامه، فيما نشهد كل يوم جدالا ومحاولات لخرق الدستور».
وذكر بما يقوله الكاتب الفرنسي بالزاك، عن القوانين «أنها كخيوط العنكبوت، يخرقها الذباب الكبير، ويلتصق بها الذباب الصغير»، لافتا الى أننا وفي كل مرة نفتش عن «الحاجب» الذي ارتشى دون أن ننظر الى «الكبير» الموجود في أعلى المراكز والذي يحصل على الملايين. فـ«الحاجب» يحصل على ما هو زهيد ولا تنطبق عليه صفة الرشوة بل تنطبق على من يحصل على الملايين، فهنا تكمن مكامن الفساد الذي علينا مكافحته. لذلك، علينا في بعض الاحيان، أن نتخذ قرارات حاسمة، قد تكون موجعة، لأنه من الضروري أن تسقط الحصانات عن كل من يمارسون الفساد وهؤلاء ليسوا بقليلين. إلا أن ذلك، يتطلب الكثير من التروي، لأن الارتدادات السياسية التي قد تنتج عن الامر صعبة، في ظل حيازة كل طرف لجمهوره. وإذا ما أجريت دراسة إحصائية قد تخلص الى أن اكثر من نصف الشعب اللبناني أصبح متعلقا بهذه الوسيلة، لما يحققه من مكاسب من خلالها».
وأمل أن ننجح في مهمتنا في مكافحة الفساد، لأن ذلك قد يؤدي الى إصلاح الاوضاع، خصوصا أن لبنان أمام أزمة كبيرة تتطلب عملا اقتصاديا سريعا. مشددا على أن «العملة اللبنانية لا تدعم إلا عبر الانتاج وليس عبر الدين»، ولافتا الى انخفاض قيمتها جراء السياسة التي كانت متبعة في السابق، والى زيادة نسبة الدين العام التي ستواصل ارتفاعها في المستقبل في حال واصلنا هذا النهج، مؤكدا عزمه على متابعة هذا الموضوع وإصراره على العمل لتحسين الوضع الاقتصادي والانتقال به الى المسار التصاعدي.
واستقبل عون، في حضور اللبنانية الاولى ناديا الشامي عون، وفدا من جمعية «سعادة السماء» برئاسة الاب مجدي علاوي الذي عرض للاعمال الخيرية والاجتماعية التي تقوم بها الجمعية ومساعدة المحتاجين.
وأكد عون خلال اللقاء «غياب الوعي الاجتماعي لهذه المآسي في ظل سيادة حب الذات»، مشددا على «ضرورة تضافر الجهود الجماعية للقيام بمشاريع تعود بالفائدة على الفئات المحتاجة، نظرا الى عدم قدرة المعالجات التي تقوم على مستوى الافراد، رغم اهميتها وفعاليتها، في الاستمرار على المدى البعيد».
البناء :
شكر الرؤساء الأسد وعون وبري وخصّ الحريري بتقدير ظرفه واللواء إبراهيم بلفتة خاصة
نصرالله في خطاب النصر: داعش خاسر خاسر فلينسحبْ… والتوقيت للجيش وجاهزون لما يريد
سنكون في المعركة مع الجيش السوري لا تلعبوا لعبة الأميركي نثق بحكمة وأبوّة أمير الكويت
كان يوم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بامتياز، فالكلّ كان بانتظار مرور يوم تحرير الأسرى الطويل بعد تأجيل كلمة السيد نصرالله، ليقرأ بين سطوره الرسائل. وكما في خطاب الحرب الهادئ والمشبع بالترفع والتواضع والوضوح والحسم، جاء خطاب النصر مليئاً بالرسائل الجامعة ولكن الواضحة، والمضامين التي لا لبس حولها وتضع النقاط على حروف السياسة والميدان، لكن برفق الراغب بختم الجراحات لا نكأها للتشفي من الذين تربّصوا وأساؤوا وعاندوا وعادوا.
مع الشكر المتوقّع للرئيس السوري الدكتور بشار الأسد والشعب والجيش في سورية ومثله للرئيس اللبناني العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، خصّص السيد رسالته الأولى في باب الشكر بتفهّم ظروف رئيس الحكومة وتحيته لموقفه المساعد والمتعاون، لتحقيق الإنجاز، فاتحاً الباب لتجاوز الخلاف الذي حكم العلاقة بين الحريري وحزب الله على خلفية الحرب ضد الإرهاب، التي رآها الحريري ثورة، ورأى إرهابيّيها ثواراً، وها هي تصل خواتيمها والعالم كله يشهد على حقيقتها، بمن فيهم الذين ظنّ الحريري ولا يزال يظنّ أعضاء كتلته أنهم يرضونهم بحديث انتهى زمانه، عن موقف عدائي للدولة السورية واضعين لبنان خارج خارطة السياسة التي صارت استعادة العلاقات مع سورية ورئيسها على رأس جدول أعمال حكومات الغرب من واشنطن إلى باريس.
لفتة السيد نصرالله المميّزة نحو المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ليست مجرد تحية لجهود ومشقة وسهر ومخاطرة، بل لموقف وثقة بقدرة وتفويض لدور.
لداعش كانت الرسالة حاسمة، لم تموتوا انظروا لمَن مات، ولم تهزموا بعد فانظروا لمن هُزِم، ولم تختبروا عزيمتنا في التفاوض فاسألوا مَن اختبرها، فالحمقى وحدهم لا يستفيدون إلا من تجاربهم، ويتجاهلون تجارب الآخرين، وإنْ ركبتم رؤوسكم وأردتم اختبار بأسنا فسيقاتلكم اللبنانيون والسوريون جميعاً شعباً وجيشاً ومقاومة ومن الجهات كلّها، وستُهزمون وتخرجون من الحرب أسرى وقتلى وجرحى نقايض بكم شهداءنا وجرحانا وجنودنا الأسرى.
العلاقة مع الجيش اللبناني رسالة لكلّ اللبنانيين تلاقي ضمائرهم ووجدانهم الوطني، المقاومة في خدمة الجيش ولا تنافسه في انتصار ولا تنازعه في سيادة ولا تشاركه في قرار، تحت سقفه نخوض الحرب ووفقاً لخطته، جاهزون لتسليم ما حرّرناه من أرض، وجاهزون للخروج من الحرب على داعش من الجهة اللبنانية، إنْ أراد الجيش ذلك، وجاهزون لخوضها مدافعين إنْ أراد الجيش، وجاهزون لخوضها مهاجمين، إنْ اراد.
لا تلعبوا لعبة الأميركي، رسالة السيد للسياسيين، فالجيش لا يحتاج هذه الإهانة بداعي مقتضيات الحرب. وهو قادر على الفوز بها، وأنتم تقولون لا تريدونه أن يشارك أبناء بلده من المقاومين وهم الأشدّ أهلية لمشاركة ممكنة، مقابل مشاركة مهينة ومستحيلة في آن تنشدونها من الأميركي ليضع شروطه ولا يخوضها، فتهينون الجيش وتمنعون المعركة، وتحمون داعش، فلتتقوا الله في وطنكم وجيشكم، وأنتم تعلمون أنّ الأميركي الذي يعرف منطقة عملياته لن يتحرك في منطقة لا فرصة له للدخول على خطها، وشرطها التنسيق مع الجيش السوري وطيرانه، بقوة الجغرافيا الأقوى من السياسة والرغبات.
رسالة السيد المتعدّدة الأبعاد جاءت بإعلان قرار المقاومة وسورية خوض الحرب من الجهة السورية، ومنح حق التوقيت للجيش اللبناني، وانتظار ساعة الصفر التي يحدّدها، مع التحذير المسبق من محاولات التلاعب السياسي بالحاجة الميدانية والعملياتية للتنسيق بين مثلث الجيشين السوري واللبناني والمقاومة.
في بُعد عربي لافت توقّف السيد أمام ما يُعرَف بـ «خلية العبدلي» في الكويت، والعلاقات الكويتية اللبنانية من بوابة العلاقة بحزب الله. وهي رسالة تصلح لدول الخليج جميعاً للغد أو لما بعد الغد، إنْ أحسن الجميع القراءة، طمأن حزب الله الجميع أن لا فروع له ولا نيات لإقامة فروع، ولا خلايا ولا نية لبناء خلايا، واحترام قوانين البلاد العربية واستقرارها وسلمها وأمنها من ثوابت حزب الله، لمن يهمّه الأمر، أما للكويت خصوصاً فالثقة بحكمة وأبوّة أميرها، وهو ما قد لا يُقال لغيرها.
نصرالله وجّه الإنذار الأخير لـ «داعش»
وجّه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الإنذار الأخير لتنظيم «داعش»، داعياً إياه الى التفكير وحساب المعركة جيداً وفتح باب التفاوض والاتعاظ مما حصل في المعركة مع «جبهة النصرة»، وتوعّد نصرالله «التنظيم» بالهزيمة الحتمية، وقال: «الميدان جاهز ونتيجته حاسمة بهزيمتكم بكل تأكيد ولبنان سيكون أمام نصر جديد قادم وكذلك في سورية»، وأضاف: «اللبنانيون والسوريون سوف يأتون لكم من كل مكان وعلى جميع الجبهات ستُحاصَرون وأنتم أمام قتيل وجريح وأسير وعليكم التفكير جيداً لفتح باب التفاوض».
ووضع السيد نصرالله المعركة مع الإرهابيين في الجرود في نصابها العسكري والسياسي، وحدّد موقف الحزب وقراءته لإحداثيات المواجهة على المستويين العسكري والسياسي، وجزم بأن المعركة مقبلة وتوقيتها اللبناني بيد الجيش اللبناني، لكنه أكد في المقابل بأن قرار المعركة بشقها السوري قد اتخذ لإنهاء الوجود «الداعشي» في الجرود خلال الصيف، بعد أن تمّ تقسيم العملية الى جزءين، لكن تمّ تأجيل الجزء الثاني مع «داعش» لأسباب عسكرية ولوجستية، وكشف بأن الجزء اللبناني من المعركة على الجيش والمقاومة بتصرّفه إن طلب المساعدة والجزء السوري على الجيش السوري وحزب الله.
وقال السيد نصرالله: «نحن مع الجيش وبتصرّفه وإلى جانبه ونريد أن يحقق الجيش انتصاراً سريعاً حاسماً»، ورأى أن «اللبنانيين سيقفون إلى جانب الجيش اللبناني»، وأضاف: «على قيادة داعش أن تعرف أن هناك قراراً حاسماً بالمعركة، وما يفصلنا عن المعركة هو أيام قليلة، وبالتالي البقاء في الجرود انتهى وستواجه «داعش» معركة تحظى بإجماع لبناني».
وحذّر سيد المقاومة من محاولات فتح المعركة من الجهة اللبنانية فقط على قاعدة النكايات والخلافات السياسية، لأن حصرها بالجبهة اللبنانية دونه مخاطر وأثمان بشرية قد يدفعها ضباط وجنود الجيش، لأن خوض المعركة بتوقيت واحد يسرع الإنجاز ويقلل الكلفة، وحمّل الفريق الآخر مسؤولية الحفاظ على أرواح ضباط وجنود الجيش في هذه المعركة، وفي إشارة لافتة الى أهمية التنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري والمقاومة لتصبح المعركة تكاملية عبر توحيد الجهد والانطلاق والإنجاز. وهنا السيد نصرالله يؤشر الى أمرين: الأول المزايدة الداخلية والخلافات السياسية، والثاني الضغط الأميركي على السلطة في لبنان، وحذر في هذا الصدد من محاولات تصوير الجيش القوي والمضحّي والشجاع بأنه عاجز عن تحرير 141 كلم إلا بمساعدة الأميركيين، ما يشكل إهانة للجيش. وفي كلام السيد رسالة سياسية واضحة تلمح الى ما يجري خلف الكواليس منذ أشهر، فهو للمرة الأولى يضيء الى زاوية من زوايا ما يجري من ضغوط على الحكومة ورئيسي الجمهورية والحكومة لجهة تقييد حرية وحركة الجيش وثنيه عن أداء مهامه في مكافحة الإرهاب.
وانتقل الأمين العام لحزب الله للحديث عن ملف النازحين السوريين، مستنداً الى التجربة الناجحة مع «النصرة» و«سراي أهل الشام»، حيث لا أمم متحدة ولا صليب أحمر دولي ولا ضمانات دولية، مشيراً الى أن التعاون مع سورية مصلحة لبنانية قبل أن تكون سورية الأمر الذي يدفع إلى تعميم التجربة الحالية في المرحلة المقبلة لإعادة النازحين الى بلدهم.
وكان السيد نصرالله قد استهلّ كلمته المتلفزة بتهنئة الأسرى بعودتهم الى الوطن بعد انتهاء معركة تحرير جرود عرسال، كما وجّه الشكر للمعنيين على مستوى الرؤساء الثلاثة وكان لافتاً تقديره لموقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وإشارته لانخراط رئيس المجلس النيابي نبيه بري الطبيعي في الدفاع عن المعركة في وجه معارضيها وهو الذي وقف دائماً كتفاً إلى كتف مع حزب الله في تحقيق انتصارات المقاومة، وما استحضار السيد نصرالله انتصار حرب تموز 2006 إلا دليل على ذلك، أما اللافت فتفهّم السيد نصرالله لموقف رئيس الحكومة سعد الحريري الذي أنصفه وميّز كلامه عن موقف كتلته النيابية، حيث يحاول الحريري بحسب مصادر مطلعة أن يحفظ موقعاً مرناً إزاء جميع الخيارات وأن لا يدخل في معارك سياسية مع حزب الله، وقبل ذلك شكر نصرالله المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم وإشارته الى أن على أياديه البيضاء في نجاح التفاوض، سنشهد إنجازات في ملفات جديدة في إشارة الى ملف العسكريين لدى «داعش».
وأوضح السيد نصرالله أن ما تحقق في جرود عرسال وفليطة «لهو نصر ميداني عسكري كبير حقق نتائج مهمّة ومتقدمة»، وقال: «نحن أمام مهمة أُنجزت ومهام ومسؤوليات جديدة»، موضحاً أن «عملية تحرير بقية الجرود اللبنانية سيقوم بها الجيش اللبناني ومقدّماتها بدأت»، ومؤكداً أن «الجيش اللبناني جاهز وقادر على خوض هذه المعركة والانتصار بها ولديه ضباط وجنود على استعداد عالٍ وبامتياز».
وأوضح أنه «منذ البداية كان التعاون ايجابياً مع الدولة السورية، مع العلم أنه تمّ نقل العبء من لبنان إلى سورية والقيادة السورية تعاطت بأخلاقية عالية»، وكشف أن «القيادة السورية لم تضع أي شروط ولم تطلب أن يكون الطلب بشكل رسمي وتركت المفاوضات تأخذ مجالها، ووافقت على الاتفاق بدون أي تعقيد»، كما كشف أن «رئيس الجمهورية وافق على المفاوضات وواكبها وقدّم كل التسهيلات لنجاحها وكان حريصاً جداً على إنجاحها».
وفي الختام قطع السيد نصرالله الطريق على الاستثمار السياسي لقضية خلية «العبدلي» بموقف مترفع وواضح يعبّر عن التقدير والاحترام كلهما للكويت، وأعلن التعاون مع السلطات الكويتية لجلاء الغموض الذي تعمل من خلاله جهات سياسية داخلية في الكويت على التحريض على الحزب في إشارة الى السلفيين الذين قتلوا وذبحوا السوريين.
برّي: تحرير الجرود تحوّل كبير
وأكد الرئيس بري أن ما حصل في الجرود خلال الأيام القليلة الماضية هو «تحوّل كبير لعله من الناحية الوطنية يعادل لا بل يضيف على موضوع الانتصار الذي حصل عام 2006».
وأشار بري خلال زيارته طهران الى أن «الجيش اللبناني يمتلك المقومات كلها التي تمكّنه من استكمال معركة تطهير الجرود الشرقية من الإرهاب لا سيما الجزء المتبقي الذي لا زال تحت سيطرة تنظيم داعش، أما توقيت المعركة فهو بعهدة قيادة الجيش التي تمتلك تقدير الظروف والمناخات والتوقيت للقيام بمهامها».
الجيش يكثّف ضرباته لمواقع «داعش»
في غضون ذلك، كثف الجيش قصفه الصاروخي وغاراته الجوية على مواقع تنظيم «داعش» واستهدفت أمس طائرة من نوع سيسنا تابعة لسلاح الجو في الجيش مراكز التنظيم في جرود رأس بعلبك، وقد نفذت إغارات على أكثر من موقع ومركز.
وفي ما رجّحت مصادر مطلعة لــ «البناء» «أن تنسحب تسوية النصرة على داعش بعد أيام على انطلاق المعركة»، أشار الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور هشام جابر لــ «البناء» الى أن «الجيش هو الذي سيخوض المعركة مع داعش ولديه القدرة الكاملة للسيطرة والتحكم في الميدان. وهو موجود في القطاع الممتد من جرود رأس بعبك والقاع والفاكهة حتى الحدود السورية منذ ثلاث سنوات، ويدرك واقع الأرض جيداً». ولفت الى أن «حزب الله سيكون قوة احتياط ومساندة، كما كان الجيش خلال معركة الحزب مع النصرة، وعندما يطلب الجيش المساندة سيتقدّم حزب الله باتجاه الشمال بموازاة الحدود السورية اللبنانية لقطع الطريق على داعش بمعنى أن الجيش سيتقدّم من ثلاث جهات أما حزب الله فسيتقدم من جهة الشرق».
وإذ أوضح جابر أن «التنسيق واقع حكماً بين الجيش والمقاومة والجيش السوري»، توقع أن «تبدأ المعركة خلال أيام وما يجري من قصف للمواقع هو تمهيد للمعركة»، ورأى بأن «التنظيم سيقاتل بكل إمكاناته المتوفرة ولن يستسلم في بداية المعركة، لكنه في حال وجد أن لا أفق للمعركة، فإنه سيضطر مرغماً لفتح قنوات للتفاوض مع الدولة اللبنانية للانسحاب الى سورية الى اليرموك أو الرقة، كما فعل في الفلوجة والرمادي وجرابلس، مقابل الإفراج عن أسرى الجيش إن كانوا معه».
وحذّر جابر من محاولات «التنظيم» اختراق الأراضي اللبنانية عبر القاع أو الفاكهة ورأس بعلبك، وبالتالي خلط أوراق المعركة لصالحه، لكنه شدّد على تنبه الجيش لهذه الثغرة.
ولفت الى أن «التنظيم لا يملك صواريخ بعيدة المدى لإطلاقها على أهداف مدنية في القرى القريبة من موقع المعركة، لكنه يمتلك صواريخ تاو المضادة للدروع، وبالتالي لديه قدرة على المقاومة لفترة من الزمن، لكن الحصار الذي يتعرّض له من جميع الجهات سيدفعه للاستسلام والتفاوض في نهاية المطاف».
وقد تردّدت أمس معلومات، نقلاً عن مصادر دبلوماسية غربية وعربية أن «ضباطاً كباراً من جهاز الاستخبارات الأميركية سي آي آي يصولون ويجولون بقاعاً بسيارات مدنية لبنانية تحمل لوحات سياحية، وتتركّز جولاتهم بين المناطق القريبة من الحدود الشرقية اللبنانية مع سورية، مزوّدين بكاميرات متطوّرة جداً ثم يعودون الى بيروت، حيث استأجروا شققاً في منطقتي الطيونة والحمرا».
المصدر: صحف محلية