في أجواء الذكرى الخمسين لاحتلال المسجد الأقصى وكامل القدس، وفي ظلّ تراجع الموقف العربيّ والإسلاميّ الداعم لقضية فلسطين، يتفرّد الاحتلال الإسرائيليّ في تهويده للقدس، وتكثيف اقتحامات مستوطنيه للمسجد الأقصى في محاولة لفرض واقع التقسيم الزماني والمكاني على المسجد.
وفي خطوة تعكس تمادي الاحتلال في تزوير الحقائق التاريخية وإبراز نفسه كمرجعية وحيدة متحكمة بمصير القدس، اجتمعت حكومة الاحتلال برئاسة نتنياهو في إحدى القاعات التاريخية أسفل الأرض في محيط الأقصى بتاريخ 28/5/2017 وهي قاعة مملوكية استولت عليها الجمعيات الاستيطانية وحولتها إلى قاعة لتنظيم المناسبات اليهودية.
وكعادته في استغلال الأعياد اليهودية، كثّفت الجماعات اليهودية المتطرفة من اقتحام الأقصى بمناسبة ما يسمى “عيد نزول التوراة/عيد الشفوعوت” بالتوازي مع تشديد قبضة الاحتلال على المصلين والمرابطين في الأقصى لمنعهم من التصدي لموجات الاقتحامات اليهودية للمسجد.
وفي سياق الاعتداءات المتصاعدة على القدس والأقصى اكدت مؤسسة القدس الدولية في بيانها على ان “الاحتلال الإسرائيليّ بخطواته التهويدية المختلفة يسعى إلى تشويه حقائق التاريخ والجغرافيا في القدس، ويعمل على تضليل الرأي العام عبر الإيحاء بأن الأنفاق التي حفرتها أذرعه المختلفة أسفل الأقصى وفي محيطه هي آثار تاريخية يهودية”، معتبراً ان “اجتماع الحكومة الإسرائيلية في أحد تلك الأنفاق التي لا تبعد سوى 20 مترًا عن سور المسجد الأقصى الغربي مقابل باب السلسلة لَهُو تحدٍّ لكلّ عربي ومسلم يؤمن بأحقيته الناصعة في القدس، ولكل حرّ في هذا العالم يرى في تمادي الاحتلال في التمرد على القرارات الدولية مصدر إرهاب وإجرام بحق البشر والحجر في القدس”، داعياً إلى “حملة إعلامية وسياسية وقانونية وشعبية لكشف جرائم الاحتلال وأكاذيبه، وإظهار الحق العربي والإسلامي في القدس”.
ورأى البيان انّ “الطريقة المثلى للتصدي لغطرسة الاحتلال واعتداءاته على الأقصى تتمثل في تعزيز حالة الرباط والتواجد في الأقصى من قبل كل فلسطينيّ من القدس أو الأراضي المحتلة عام 1948″، داعياً إلى “دعم فلسطيني وعربي وإسلامي حقيقي لحالة الرباط في الأقصى”.
واستهجن البيان “الصمت العربي والإسلامي الرسمي على الاستهداف القاسي للمصلين والمرابطين والمعتكفين في الأقصى في الوقت الذي تُبذَل جهود حثيثة لمنعهم من الاعتكاف في الأقصى، ومن مواجهة المقتحمين المتطرفين”، معتبراً ان “الصمت العربيّ والإسلامي الرسمي والشعبي على اجتماع الحكومة الإسرائيلية في الأنفاق القريبة من الأقصى، وعلى الاعتداءات المتصاعدة ضدّ الأقصى يأتي في سياق جوّ عام يشي بنيّات لدى بعض الأطراف الإقليمية والدولية لتطبيع العلاقات العربية والإسلامية مع الاحتلال كمقدمة لتصفية القضية الفلسطينية”.
ودعت مؤسسة القدس الدولية في بيانها الشعوب العربية والإسلامية إلى “التيقظ والانتباه وعدم السماح بتضييع أمانة القدس، وتطبيع العلاقات مع محتل يسرق الأرض، ويشوه التاريخ، ويهجر البشر”، محذرة من أن يكون هذا “الصمت المريب مقدمة للسكوت على اعتداءات أخطر تطال القدس وأهلها ومسجدها الأقصى”.
وطالب البيان الحكومات العربية والإسلامية بـ “تحمّل مسؤولياتها التاريخية ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي ودعم الشعب الفلسطيني في القدس خاصة وفلسطين عامة، ونذكر الحكومات والشعوب العربية والإسلامية بأنّ القدس ستشهد بعد أيامٍ قليلة الذكرى الخمسين لاحتلالها بالكامل وهي ذكرى أليمة تفرض على الجميع بذل كل الجهود للتأكيد أن القدس عربية وإسلامية ولا حق مزعوم للاحتلال فيها”.
وتابع البيان “نضمّ صوتنا إلى صوت الجهات المقدسية التي أعلنت يوم الجمعة القادم في 2/6/2017 يوم غضب ورفض لسياسات الاحتلال بحق القدس والأقصى”، داعياً الشعوب العربية والإسلامية عمومًا، والقوى والحركات الفلسطينية خصوصًا إلى التجاوب مع حراك أهل القدس ودفاعهم عن شرف الأمة.
المصدر: موقع المنار