أصبح الانترنت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولم يعد استخدامه مقتصر على فئة عمرية بعينها، بل يستخدمها الصغير والكبير على حد سواء.
كما أصبح جزء أساسي من حياتنا الاجتماعية وحياة العائلة بأسرها، فالأطفال ينشأون في بيئة الإنترنت المحيطة بهم في كل مكان، ويشغل استخدامها جزءاً كبيراً من حياتهم وأنشطتهم المعتادة، خاصة مع توافر الشبكة في الأجهزة الإلكترونية الصغيرة المحمولة معهم في كل الأحيان.
ويمتلك جيل اليوم من الأطفال مهارات متقدمة في استخدام الإنترنت بدرجة تفوق الآباء والأمهات، ما قد يثير المخاوف حول استخدام هذه التقنية من قبل الأطفال.
وأُجريت عديد من الدراسات لتحديد مدى الضرر المترتب على استخدامها، وفيما يلي أهم الآثار السلبية لاستخدام الأطفال للإنترنت:
يؤثر الإنترنت على علاقات الطفل الاجتماعية والأسرية، حيث يقضي الطفل ساعات طويلة على الإنترنت يومياً، ما يجعله ينفصل عن الآخرين، وعدم مشاركة الأسرة في الحوار الذي هو جزء مهم في حياتنا الأسرية، زيادة احتمالية إدمان الإنترنت نتيجة لقضاء ساعات طويلة في استخدامه، كما يؤثر الإنترنت في سلوك وأخلاقيات الطفل والشباب، وذلك بسبب مشاهدة الصور والأفلام العدوانية والعنيفة، التعرض لعديد من الأفكار والمعتقدات الثقافية الغريبة على المجتمع، فكثير من المواقع الإباحية منتشرة بكثرة في الإنترنت التي تؤثر مشاهدتها في السن المبكرة ليس فقط على فكر الطفل، بل أيضاً على سلوكياته وتصرفاته مع الآخرين.
ولا يمكن واقعياً منع الطفل من استخدام الإنترنت، إلا أننا نسعى بقدر الإمكان لمحاولة استفادتهم من هذه التقنية واستغلالها بصورة جيدة، وإنما يحتاج الأمر إلى تكاتف الجهود واتخاذ بعض الإجراءات لحماية الأطفال من أخطاره.
ومن هذه الإجراءات، مراقبة تصرفات الأطفال وسلوكهم عند استخدام الإنترنت، وضع جهاز الكمبيوتر في مكان مكشوف بالبيت مع ضرورة وجود أحد الأبوين أثناء استخدام الطفل للإنترنت، الحرص على توفير الوعي الديني والتربية السليمة للطفل، بحيث يكون هو الرقيب على نفسه عندما يتصفح مواقع الإنترنت، متابعة ما يصل للطفل من رسائل على البريد الإلكتروني، توعية الأطفال بضرورة عدم الكشف عن المعلومات الشخصية لأي شخص على شبكة الإنترنت مثل: الاسم أو العنوان أو رقم الهاتف.
المصدر: صحيفة القدس العربي