استمرت الخطوات التصعيدية من السعودية ومعها بعض دول الخليج تجاه لبنان منذ اعلان وقف ما يسمى الهبة وما اثير حوله من تساؤلات حل خلفيات مريبة على صعيد التوتير والضغط السياسي وربما الامني. ولكن السؤال الى اين يتجه هذا التصعيد السعودي تجاه لبنان وما هو افقه ونتائجه وهل يمكن ان يحقق المرجو منه؟ يتناغم مع هذا التصعيد مواقف سياسية لبنانية تارة تحذر من تداعيات على لبنان او على اللبنانيين في الخليج وتارة تدعو الى الاعتذار من السعودية، وقد شهدنا حفلة “تضامن” مع السعودية في سفارتها في بيروت في هذا الاطار. افق التصعيد مدير مركز دال للإعلام الاستاذ فيصل عبد الساتر وفي حديث لموقع قناة المنار حول هذا التصعيد اشار في البداية الى ان “السعودية من خلال اعلانها المزعوم عن الهبة كانت تريد التمديد لميشال سليمان ولم تحقق هذه الامنية، وارادت السعودية عند اعلانها عن الهبة محاولة تغيير عقيدة الجيش اللبناني بحسب وجهة نظري، وما لم تحصل عليه السعودية من خلال هذا الموضوع تريد الان من خلال اعلان الغاء الهبة استغلاله لتعميق الانقسام واعادة اصطفاف داخلي على خلفية من يريد الدول العربية ومن يريد لبنان ان يكون محورا لايران كما يدّعون، هذا الفرز الجديد ربما يراد ان يساهم في شد العصب السعودي على المستوى الداخلي”. حول افق التصعيد يقول عبد الساتر “اعتقد انه سيتدحرج مثل كرة النار وسيثير الكثير من الغبار على الساحة اللبنانية وهم يريدون كما يزعمون اعتذارا معينا حتى يسجلوا سابقة ان دولة تعتذر على شيء لم تفعله، وكأن هذه الدولة اصبحت ملحقة بالمملكة السعودية بكل ما للكلمة من معنى، وهذا ما اعتقد انه لن يحصل بأي شكل من الاشكال”. لماذا التحذير من زيارة لبنان رغم انه لا يوجد احداث امنية؟ ويشير الاستاذ فيصل هنا الى ان “الاعلان عن “المكرمة” جاء بعده بقليل تصنيف حزب الله من قبل السعودية كمنظمة ارهابية وتساوت في اتهامها وادراجها مع اميركا و”اسرائيل”.. اذاً السعودية ليست بعيدة عن اسرائيل في اتخاذها مثل هذه الخطوات”.. سيصابون بخيبة يخلص الاستاذ عبد الساتر الى ان التصعيد سيصاب بخيبة فيقول ان “من يظن ان الاقدام على هذه الخطوات سيؤثر على الرأي العام في بيئة المقاومة او على المستوى الوطني الشامل، سيصاب بخيبة امل مزدوجة، وسيزداد جمهور المقاومة لانه يحرص على الكرامة والعزة وسترى بيئة المقاومة في ذلك تحديا سافرا يراد منه جعل المقاومة ذليلة وهذا لن يحصل، وسنرى انه في اي احتفال ستكون الاصوات اكثر حماسة وتضامنا حتى لو كان هناك خيارات يقال انها صعبة، لكن في الامتحانات الصعبة تكتشف المعادن الثمينة”. |