رعى العلّامة السيد علي فضل الله، حفل افتتاح مركز المصطفى الصّحّيّ الاجتماعيّ التابع لجمعية المبرّات الخيرية، في بلدة قبريخا في جنوب لبنان، بحضور فعاليات سياسيّة واجتماعيّة وبلديّة وتربويّة ونقابيّة وصحيّة ودينيّة وأهالي البلدة.
بداية مع النّشيد الوطني اللّبنانيّ، ثم كانت كلمة ترحيبيّة ألقاها مدير المركز الإسلامي الثقافي السيد شفيق الموسوي، تلاها كلمة لرئيس بلدية قبريخا الأستاذ حسين فحص، شكر فيها المبرّات “على اللفتة الكريمة لبناء هذا الصرح الطبّي الذي تستفيد منه قرى اتحاد بلديات جبل عامل”.
ثم كلمة لنائب رئيس اتحاد بلديات جبل عامل الدكتور عباس دياب، قال فيها: “إنَّ الاتحاد أخذ على نفسه الاهتمام بالوضع الصّحّيّ والاجتماعيّ في المنطقة، وكان بناء هذا المركز جزءاً من هذا الاهتمام الصحّي، وهو يسدّ جزءاً مهماً من هذه العمليّة الصّحّية”.
بعد ذلك، تحدَّث مدير مركز المصطفى الدكتور علي الزين فقال: “إنّ توجّه المركز هو حل مشاكل لم يتم حتى الآن التعاطي معها في المنطقة، وفي مقدّمتها التأخر المدرسي، وصعوبات التعلّم، والمشاكل السلوكية عند الأطفال”.
ثم ألقى راعي الاحتفال العلّامة فضل الله كلمة جاء فيها: “نلتقي من أجل أن نجعل الواقع الذي نعيش أفضل وأرقى وأكثر قدرةً على مواجهة التحديات، بالمؤسَّسات الَّتي نبنيها لنحقق اكتفاءً ذاتياً، في وقت كنا ننتظر من الدولة أن تقوم بكلّ هذه المسؤوليّات، لأنها من مسؤولياتها الأساسيّة”.
وأضاف: “القيمة الأولى لهذا اللقاء، أننا في قبريخا؛ هذا البلدة الّتي تمثل عنوان العلم والثقافة والأدب والجهاد والشهادة، كما تمثل عنواناً من عناوين العزة التي نعيشها”.
وتابع: “هناك قيمة أخرى نعيشها ونتمثلها في هذا اللقاء، هي قيمة العطاء؛ هذا العطاء الذي لا يعرف حدوداً، لا حدود طائفة، ولا حدود مذهب، ولا حدود موقع سياسيّ أو أي موقع مما اعتدنا أن ينقسم العطاء على أساسه”.
وأشار العلامة فضل الله إلى أنّ هذا المركز “لا يرى نفسه إلا متكاملاً مع المراكز الأخرى، ويعيش الانفتاح ولا يعيش الحواجز، فهو لم يأتِ ليتسلّق موقعاً سياسياً، أو موقعاً بلدياً، أو موقعاً اختيارياً، أو أي موقع آخر”.
وقال: “نحن هنا لنؤكّد قيمة الصحة التي هي العنوان الأساس لهذا المركز، ومن يتابع الناس في حاجاتهم يجد الصحّة في أولى أولوياتهم، ولهذا نحن في موقعنا أخذنا على عاتقنا أن نعزّز وجود مراكز صحية أينما وجدنا لذلك مجالاً، وضمن الإمكانات المتاحة، لأننا من خلال متابعتنا للواقع الاجتماعيّ، رأينا أنّ الجانب الصّحّيّ هو أساس مشاكلنا الاجتماعية، وهذا الواقع نعانيه حتى عند المنتسبين إلى الضمان الاجتماعي، فكثيرون منهم لا يستطيعون أن يكملوا الفاتورة”.
وختم: “إننا نؤكّد قيمة التعاون، وهذا العمل بُني على أساس التعاون، وجمعية المبرّات الخيرية قامت بالأساس على العمل المؤسّسي، ولم تقم على أساس فرد أو هيئة، بل هي عنوان من عناوين المجتمع. وما قامت هذه المؤسَّسات إلا بالتعاون مع المجتمع، والناس كانوا دائماً هم عنوان هذه الجمعية، فبهم قامت وبهم تستمر، ورصيدنا هو محبتهم وثقتهم”.
وفي الختام، قدَّم رئيس بلدية قبريخا درعاً تكريمية للعلامة فضل الله، ثم كانت جولة في أقسام المركز.
المصدر: خاص