سعت السعودية لتوطيد علاقاتها مع كبار مستهلكي النفط في آسيا، خلال جولة الملك السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز الأخيرة، التي شملت خمس دول آسيوية.
وقال خبراء اقتصاديون ان ذلك يأتي في سياق تحول جذري في ستراتيجيتها الاقتصادية التي تمنح أسواقها النفطية أولوية، فيما تبقى الولايات المتحدة الأمريكية في صدارة الأولويات.
وكان الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، قد أنهى الاسبوع الماضي جولة آسيوية شملت زياريات لكل من ماليزيا وإندونيسيا وسلطنة بروناي واليابان والصين.
وأضافوا ان زيارة الملك السعودي للدول الآسيوية، التي ركزت على ملفات اقتصادية، تزامنت مع زيارة ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، للولايات المتحدة، التقى خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وركزت على ملفات سياسية مثل مكافحة الإرهاب وملف إيران.
وقد تضمنت حصيلة الزيارات توقيع عدد من الاتفاقيات الاستثمارية على المستويين الحكومي والخاص. ومن المتوقع أن تشهد صادرات النفط السعودي لدول آسيا نسب نمو ملحوظة بعد توقيع عدد ضخم من اتفاقيات التعاون.
والسعودية هي أكبر مُصدر للنفط الخام في العالم، وفي صدارة موردي النفط للدول الآسيوية وأبرزها الصين واليابان. وتصدر المملكة لكل منهما أكثر من مليون برميل نفط يومياً، فيما تبلغ صادرات النفط السعودية يومياً بين 7 – 8 ملايين برميل.
وقال الخبير في الاقتصاد والنفط السعودي راشد أبانمي ان السعودية بدأت تحولا جذريا في استراتيجيتها الاقتصادية بالتوجه نحو آسيا ومنحها الأولوية، بالتزامن مع نية الحكومة السعودية طرح 5% من أسهم شركة «أرامكو» للبيع والتي طلبت الحكومة اليابانية طرحها في بورصة طوكيو.
وكان رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، طلب من الملك السعودي خلال زيارته الأخيرة دعم إدراج أسهم شركة النفط العملاقة في بورصة بلاده، في وقت تكثف فيه المراكز المالية في آسيا وغيرها الجهود للفوز بالإدراج الذي تقدر قيمته بواقع 100 مليار دولار.
وأضاف أبانميأن أكثر من 70% من صادرات المملكة النفطية تذهب للدول الآسيوية، وخاصة ماليزيا والصين والهند وإندونيسيا. وأشار إلى انخفاض تكلفة نقل النفط إلى الدول الآسيوية، مقارنة بالأسواق الأوروبية نتيجة قرب السعودية والخليج لدول آسيا.
وقال الكاتب الاقتصادي السعودي محمد العنقري ان علاقة الشراكة بين الدول الآسيوية والمملكة قديمة، وتحتاج لتنشيط بين فترة وأخرى بزيارات القادة، التي تتم خلالها الموافقة على توصيات ونتائج التعاون السابق بين البلدين لبدء مرحلة جديدة أقوى.
وأضاف أن زيارات الملك السعودي الأخيرة أتاحت فرصا أكبر وأوسع، من حيث ضخ الأموال وتشكيل التشارك الدولي بين القطاع الخاص في البلدين.
وأكد أن مبادرة «طريق الحرير» الصينية أحد الأفكار العملاقة، التي يعمل عدد من الدول على تأسيسها بالاستفادة من التقدم التقني الحاصل في العصر الحديث. و«طريق الحرير» يأتي ضمن خطة استراتيجية للصين، يطلق عليها «حزام واحد وطريق واحد»، وتهدف إلى إنشاء طريق حديث لتعزيز علاقاتها مع منطقتي أوروبا والشرق الأوسط.
المصدر: وكالة الاناضول