أطلقت القوات الموالية لبرلمان الشرق الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر هجوما لاستعادة موقعين نفطيين كبيرين في شمال شرق البلاد كانت سيطرت عليهما مجموعات مسلحة منافسة في مطلع آذار/مارس.
وأعلن مدير مكتب إعلام القيادة العامة خليفة العبيدي “إن القوات البرية والبحرية والجوية تشن هجمات مشتركة لتطهير ميناء رأس لانوف من الجماعات الإرهابية”. وأوضح ان “القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية” المشير حفتر “أصدر تعليماته” صباح الثلاثاء لبدء الهجوم الذي يستهدف أيضا موقع السدرة.
وكانت “سرايا الدفاع عن بنغازي” سيطرت في 3 آذار/مارس على موقع راس لانوف النفطي الذي يضم بشكل خاص مرفأ ومطارا. كما سيطرت ايضا على ميناء السدرة القريب.
وكان اعلام الجانبين ينشر الثلاثاء معلومات متناقضة. فقد اعلنت قناة “ليبيا الحدث” الموالية لحفتر استعادة راس لانوف وفرار “العصابات الارهابية”. لكن وكالة بشرى الاخبارية اكدت صد الهجوم. ولم يتسن التحقق على الفور من هذه المعلومات من مصدر مستقل.
وتشهد ليبيا فوضى وانقسامات منذ اطاحة نظام معمر القذافي في 2011 . وتتنافس فيها سلطتان هما حكومة وفاق وطني في طرابلس تحظى بدعم المجتمع الدولي وأخرى في الشرق لا تعترف بها وتتبع لها قوات مسلحة يقودها المشير خليفة حفتر.
وكانت حكومة الوفاق الوطني أعلنت ان “لا علاقة لها بالتصعيد العسكري الذي وقع في منطقة الهلال النفطي ولم تصدر عنها اي تعليمات او اوامر لاي قوة كانت بالتحرك نحو المنطقة” منددة “بالتصعيد الخطير الذي يحبط آمال الليبيين في حقن الدماء”. لكنها كانت أعلنت الاسبوع الماضي انها أعطت تعليماتها لقائد قوة حرس المنشآت النفطية بتولي مهامه في المواقع التي سيطر عليها المشير حفتر.
اوضاع معقدة
وتشكلت “سرايا الدفاع عن بنغازي” في 2016. وهي تضم في صفوفها مقاتلين بينهم اسلاميون طردوا خلال العامين الماضيين من مدينة بنغازي (شرق) على ايدي “الجيش الوطني الليبي” الذي اعلنه المشير حفتر.
وتؤكد ان هدفها ليس الاستيلاء على المنشآت النفطية بل العودة الى بنغازي حيث لا يزال “الجيش الوطني الليبي” يواجه جيوب مقاومة من مجموعات اسلامية. وكان “الجيش الوطني الليبي” سيطر في أيلول/سبتمبر الماضي على موانئ النفط الاربعة في شمال شرق ليبيا (الزويتينة والبريقة وراس لانوف والسدرة) التي تؤمن معظم صادرات النفط الليبي وكانت حتى أيلول/سبتمبر تحت سيطرة قوة حرس المنشآت النفطية الموالية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.
وخسارة موقعي راس لانوف والسدرة النفطيين اثارت شكوكا حول القدرات العسكرية “للجيش الوطني الليبي” الذي يضمن تفوقه بفضل قواته الجوية والدعم الذي يتلقاه من دول مثل مصر ودولة الامارات العربية المتحدة.
ومنذ نجاح اخر هجوم ل”سرايا الدفاع عن بنغازي” على منطقة الهلال النفطي بعد محاولات عديدة فاشلة. تم تعزيزها بانضمام مجموعات مسلحة معارضة لحفتر الى صفوفها. اتت من غرب البلاد وجنوبها. ويتهم المشير حفتر خصومه بانهم “ارهابيون” يتلقون الدعم من تركيا وقطر والسودان. واعربت الامم المتحدة الثلاثاء عن “قلقها العميق” للمعارك الدائرة في منطقة الهلال النفطي حيث نفذ الجانبان اعدامات تعسفية واعمال تعذيب وانتهاكات اخرى.
ومنذ بدأت عملها في آذار/مارس 2016. لم تتمكن حكومة الوفاق الوطني من بسط سلطتها في كل انحاء البلاد. وفي طرابلس. تمكنت من الحصول على تأييد بعض المجموعات المسلحة لكن هناك عدة أحياء لا تزال خاضعة لسيطرة مجموعات اخرى معادية لها.
ومنذ مساء الاثنين سمع اطلاق نار ودوي انفجارات وافاد شهود الى ان “حرب شوارع” دائرة غرب العاصمة. وأقفل عدد كبير من محاور الطرق. ولم يتمكن معظم السكان من التوجه الى مراكز عملهم او الى مدارسهم بسبب أعمال العنف.
واعلنت مديرية أمن طرابلس التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني انها “تقوم والقوة المساندة لها بتطهير منطقة حي الاندلس الكبرى من الخارجين عن القانون ولن تتوقف حتى يتم طرد العابثين والمعرقلين لعمل مراكز الشرطة والنجدة والمرور وبسط الامن بالمنطقة. وعلى سكان المنطقة ضرورة أخذ الحيطة والحذر”.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية