اكد الامام السيد علي الخامنئي امام مؤتمر دعم الانتفاضة الذي انطلق في طهران اليوم انه لو لم تكن المقاومة قد شلت الكيان الصهيوني لشهدنا تطاوله مرة اخرى على بلدان المنطقة ابتداء من مصر الى الاردن والعراق والخليج وغيره، مشيرا الى ان موقفنا تجاه المقاومة موقف مبدئي وأي جماعة تصمد في هذا الدرب نحن نواكبها.
وشدد على ان من مكتسبات هذا الملتقى طرح ما يمثل الاولوية الاولى للعالم الاسلامي وطلاب الحرية وهو فلسطين وتحقيق دعم شعب فلسطين وكفاحه، مشيرا الى ان فلسطين لا زالت تمثل عنوانا يجب ان يكون محورا لكل البلدان الاسلامية.
واكد الامام الخامنئي ان الانتفاضة الحالية في فلسطين تسير متألقة ومفعمة بالامل وسترون ان هذه الانتفاضة ستسجل مرحلة مهمة جدا من تاريخ الكفاح وتفرض هزيمة اخرى للكيان الغاصب. واشار الى انه مقابل مشروع الاستسلام هناك مشروع الانتفاضة الذي اتى بمكتسبات مهمة لهذا الشعب.
وشدد على ان الحفاظ على الهوية الفلسطينية وحماية ملامحها امر واجب وجهاد مقدس وطالما بقي عاليا اسم فلسطين والمشعل الوضّاء لمقاومة هذا الشعب فلا يمكن لأركان هذا الكيان المحتل ان تتعزز. ولفت ان الشعب الفلسطيني يفتخر بأن منّ الله عليه برسالة عظيمة تتمثل بالدفاع عن هذه الارض المقدسة والمسجد الاقصى.
واشار سماحته الى انه بعد ظهور علامات أفول الكيان الاسرائيلي وضعف حلفائه الاصليين وخصوصاً الولايات المتحدة الاميركية، يلاحظ ان الاجواء العالمية تتجه شيئاً فشيئاً نحو التصدي لممارسات الكيان الاسرائيلي العدائية واللاقانونية واللاانسانية، ولا شك ان المجتمع العالمي وبلدان المنطقة لم تستطع لحد الآن ان تعمل يمسؤولياتها تجاه هذه القضية الانسانية.
واشار الى انه لا يمكن تجاهل دور المقاومة حتى في الانتصار الذي تحقق عام 1973 ومنذ عام 1982 ألقيت اعباء المقاومة عملياً على عاتق الشعب في داخل فلسطين، الا ان المقاومة الاسلامية في لبنان -حزب الله- ظهرت هي الاخرى لتكون عوناً للفلسطينيين في دربهم الكفاحي. ولو لم تكن المقاومة قد شلت الكيان الاسرائيلي لشهدنا اليوم تطاوله مرة اخرى على اراضي المنطقة ابتداء من مصر الى الاردن والعراق والخليج الفارسي وغير ذلك.
واكد ان تحرير جنوب لبنان وتحرير غزة يعدان هدفين مرحليين مهمين في سياق تحرير فلسطين استطاعا تغيير مسار التوسع الجغرافي للكيان الاسرائيلي الى العكس. وقد كان دور المقاومة فثي الانتفاضة الثانية ايضاً اساسيا وبارزا، تلك الانتفاضة التي اجبرت الكيان الاسرائيلي في نهاية الى الخروج من غزة ، كما ان حرب الثلاثة وثلاثين يوما في لبنان، وحرب الاثنين وعشرين يوما، وحرب الثمانية ايام، وحرب الواحد وخمسين يوما في غزة، كلها صفحات مشرقة في ملف المقاومة تبعث على فخر واعتزاز كل شعوب المنطقة والعالم الاسلامي.
ولفت الامام الخامنئي الى انه في حرب ال 33 يوما تم بالاعتماد على طاقة الشعب اللبناني المقاوم تكبد الكيان الصهيوني وحاميه هزيمة كبيرة بحيث لن يتجرأ بسهولة على التطاول على تلك الديار.
واشار الى ان المقاومات المتتابعة في غزة التي تحولت الان الى حصن منيع للمقاومة، اثبتت عبر عدة حروب متلاحقة ان هذا الكيان أضعب من ان يستطيع الصمود أمام ارادة شعب. البطل الاصلي في حروب غزة هو الشعب الباسل المقاوم الذي لا يزال يدافع عن هذا الحصن بالاعتماد على قوة الايمان على الرغم من تحمله الحصار الاقتصادي لعدة سنين.
واكد ان من الجدير ان يقدر عالياً كل جماعات المقاومة الفلسطينية مثل سرايا القدس من حركة الجهاد الاسلامي، وكتائب عز الدين القسام من حماس، وكتائب شهداء الاقصى من فتح، وكتائب أبي علي مصطفى من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي كان لها جميعاً دور قيم في هذه الحروب.
ولفت الامام الخامنئي الى انه نتيجة الازمات التي تعيشها عدة بلدان اسلامية تجعلنا ندرك من هي القوى التي تربح منها ، واننا نشهد مساعي الخيرين والعقلاء والحكماء في الامة الاسلامية الذين يسعون باخلاص لحل هذه النزاعات. ولكن المؤسف ان مؤامرات الاعداء المعقدة نجحت، من خلال استغلال غفلة بعض الحكومات، في فرض حروب داخلية على الشعوب، وتحريضها ضد بعضها البعض مما يقلل من تأثير مساعي هؤلاء الخيرين للامة الاسلامية.والشي الخطير في هذه الغمرة هو محاولات اضعاف مكانة القضية الفلسطينية والسعي لاخراجها من دائرة الاولوية.
واكد ان من واجب كل الشعوب والحكومات في المنطقة وجميع طلاب الحرية في العالم تأمين الاحتياجات الاساسية لهذا الشعب المقاوم، فالارضية الاساسية للمقاومة هي صمود وثبات الشعب الفلسطيني الذي ربى بنفسه ابناءه الغيارى المقاومين و تأمين احتياجات شعب فلسطين والمقاومة الفلسطينية واجب مهم وحيوي ينبغي على الجميع العمل. واشار الى انه في هذا السياق يجب عدم الغفلة عن الاحتياجات الاساسية للمقاومة في الضفة الغربية التي تتحمل الان العبء الاصلي للانتفاضة المظلومة.
المصدر: موقع المنار