طالما أثبتت الكلمة أنها سلاح فعال في الحروب، خاصة الحديثةَ منها، حيث أخذت الكلمة موضعها الصحيح عبر وسائل الإعلام بتنوع مصادرها، فأصبح الإعلام أول مصحح لإحداثيات سير المعارك على امتداد الجبهات.
وما الحرب التي تخوضها سورية ضد الإرهاب، إلا نموذجاً حيّا عن أهمية الإعلام الصادق والمقاوم في مقابل اعلام الفتنة والكذب والتهويل الذي تمتهنه بعض القنوات العربية والاجنبية ذات التاثير على الجمهور. فبوجود الاعلام المقاومة المضاد لرشقات معسكر الغرب وقذائفه المحرمة ضميرياً من أكاذيب وتهويل، تجاوزَ المحور أصعب مراحل الحرب، وأصبح بالإمكان تدوين عنوان عريض يخبر صراحة أن “سورية تنتصر”.
فرصة للحديث عن الإعلام وفعاليته في الدفاع عن محورالمقاومة خلال الحرب على سورية، أتت خلال حفل إطلاق عدد خاص من مجلة “مرايا لبنان” في دار الأوبرا بدمشق، بحضور عدد كبير من الإعلاميين والمسؤولين السوريين، على رأسهم سماحة مفتي الجمهورية السورية، الدكتور الشيخ أحمد بدر الدين حسون، وإلى جانبه وزير الإعلام السوري، ونائب وزير الخارجية السوري، وبحضور الحاج محمد عفيف مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله.
وفي نهاية الحفل حصل موقع قناة المنار على تصريحات خاصة عن دور الإعلام وتطوره في مواجهة الإعلام التضليلي خلال معركة سورية ضد الإرهاب وداعميه.
وأكد سماحة مفتي سورية، الدكتور أحد بدر الدين حسون، أن كلمة محور المقاومة في وسائل الإعلام هي كلمة صادقة، ولها فعالية استطاعت التغلب على أكاذيب وتضليل من يدعم الإرهابيين، واستشهد بما لجأ إليه الغرب في مواجهة إعلام المقاومة، وكلمته الصداقة بعد أن عجزوا أمامه، فذهبوا إلى إغلاق الفضاء في محاولات إسكات صوت الحق في قناة المنار وعدد من القوات السورية وغيرها من قنوات محور المقاومة.
وأكد سماحته أن الإعلام السوري، ومن معه من حلفاء في إعلام المقاومة ساهموا إلى حد كبير جداً في الدخول إلى مرحلة الانتصار السوري، من خلال الكلمة الصادقة.
بدوره أكد الحاج محمد عفيف مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله، أنه لا يمكن الفصل بين العمل الميداني على الأرض والعمل السياسي، عن العمل الإعلامي، حيث كلها أشكال متنوعة ومتكاملة من أجل قضية واحدة هي قضية المقاومة، معتبراً أن الإعلام السوري، وإعلام الحلفاء في محور المقاومة، متكامل في هذه الغاية، لأن الانتصار في الميدان، يحتاج إلى استكمال في السياسة والإعلام.
كما دعا عفيف، إلى زيادة التعاون الفعال بين جميع أطراف محور المقاومة على المستوى الإعلامي، وبرأيه يجب أن يكون ذلك موضوع بحث ودراسة داخل سورية التي تتعرض لأكبر مؤامرة بين فكي كماشة الإرهاب الإسرائيلي والإرهاب التكفيري، مشيراً إلى أن ما تم انجازه إعلامياً لدى محور المقاومة كبير جداً، ولا بد من تطويره أكثر في المواجهة.
وزير الإعلام السوري المهندس رامز ترجمان، أكد ان الإعلام الوطني والمقاوم قد تظافرت جهودهم وتطورت إلى أن تم التمكن من إسقاط تضليل وتزييف تلك القنوات التي عملت على قلب الحقائق. واعتبر ترجمان أن الإعلام الوطني كسب معركة الكلمة بدليل أن أغلب العناوين في كثير من وسائل الإعلام العالمي قد اعترفت أن ما يجري في سورية إرهاباً بعد ان كانت تعنونه على انه ثورة كما روجت محطات عربية، وهذه الحقيقة حول الإرهاب إنما كان إعلام المقاومة متكاملاً يعمل على توضيحها وقد توضحت. وبدليل آخر جاء به ايضا، هي انخفاض نسبة المتابعة لدى القنوات المضللة بعد ان أحرزت أعلى نسبها في بداية الحرب على سورية، وانتقلت المتابعة لقنوات المقاومة والإعلام الوطني السوري، وذلك حسب إحصائيات و استبيانات أشار إليها الوزير السوري. وفي ختام حديثه أكد وزير الإعلام ان المرحلة القادمة من المعركة ستكون معقدة وأكثر صعوبة، وستحتاج إلى تطوير، وهذا ما يعمل الإعلام السوري على تطوير أدواته خاصة الفكرية لاستكمال إدارة المواجهة الإعلامية وإتمام مراحل الانتصار.
وعلى المستوى السياسي أكد الدكتور فيصل المقداد، أن سورية تنتصر فعلاً، وما زالت الحرب تحتاج إلى عدد من المعارك ضد إرهاب داعش والنصرة. ومن مقومات انتصار سورية التي ذكرها المقداد، تلاحم الشعب السوري مع أشقائه في محور المقاومة من مقاومة حزب الله إلى باقي الحلفاء، الذين أثبتوا من عناصر وقيادات أنهم على قدر المسؤولية، من خلال وقوف المقاومة إلى جانب سورية في مواجهتها الميدانية الإعلامية، معتبراً أن سورية وحلفائها يسيرون باتجاه الخواتيم في هذه الحرب.
وفي ختام اللقاءات أكد رئيس تحرير مجلة مرايا لبنان الزميل فادي بودية، أن سورية تنتصر فعلاً ، وانه تم انتقاء هذا العنوان لهذا العدد الخاص من خلال معطيات المعركة على كافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية إلى جانب السياسية والميدانية بالتكامل مع الإعلامية.
المصدر: موقع المنار