في الذكرى الرابعة لاستشهاده، يستذكر الكثير من اللبنانيين الشهيد حسام خوش نويس أو المهندس “حسن شاطري”، رئيس الهيئة الايرانية لاعادة إعمار لبنان، نظرا للعطاءات الكبيرة التي قدمها للبنان على مستوى تقديم المساعدات والخدمات، وإعادة إعمار ما هدمته الحرب بعد تموز 2006.
قصة الشهيد حسام بدأت مع لبنان في آب من العام 2006، كرس سنوات طويلة من حياته لخدمة لبنان الذي أحبّه كثيراً بعد أن عاش فيه، وجاء بعائلته اليه. ونقل نجله في إحدى اللقاءات الصحفية أن والده كان عاشقا للبنان وشعبه، وكان يقول له ” أحس في لبنان دفئا وحبا وحنانا في شماله وجنوبه وبقاعه وجبله”. ويقول إبنه الذي تزوج من لبنانية، ان والده كان سعيدا جدا بقرار نجله، وكان يعبر بالقول “الآن أصبح لدينا علاقة وثيقة مع هذه الأرض”.
تنقل خوش نويس في كل المناطق اللبنانية “بقاعاً – جنوبا وشمالا”، واضعاً الخطط ومراقباً للمشاريع الإنمائية ومشاريع إعادة إعمار ما خلّفه العدوان الصهيوني من دمار. وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة لوس انجلوس تايمز سنة 2007، أعادت نشرها صحف لبنانية، بوصفه الموفد الخاص لإيران من اجل اعادة اعمار لبنان قال خوش نويس أنه “بعكس الدول الأخرى لم تضع الجمهورية الإسلامية ميزانية محددة لاعادة اعمار لبنان، وهي مستعدة لانفاق كل ما يتطلبه الامر”. لم تقتصر مهمة نويس على إعادة إعمار ما هدمته الحرب فقط، بل كان صاحب مشروع متكامل، حيث عمل على إعادة تأهيل مختلف الطرق في لبنان والتي يستفيد منها جميع اللبنانيين في مختلف المناطق.
لم يوفر خوش نويس طيلة الفترة التي قضاها في لبنان “حوالي 9 سنوات متواصلة” جهداً أو وقتاً أو أموالاً في سبيل تحسين كل ما دمرته الحرب، واعادته أفضل مما كان، فهو أحب لبنان كثيراً، وتعلق به مع الوقت لأن فيه مقاومة هزمت “إسرائيل” ورفعت رأس الأمة كما كان يقول دائما. حرص الشهيد صاحب الأيادي البيضاء دائما على زيارة عوائل الشهداء، ونقل مقربون منه أنه كان يطلب زيارة عائلة شهيد على الاقل أسبوعياً، ليقف الى جانبهم ويستمد منهم القوّة والإرادة، ويعاود العمل بنشاط أكبر، وكان كل عائلة يزورها يحتفظ بصورة تذكارية معهم يعلقها في مكتبه.
إنجازات خوش نويس وأداؤه في إعادة إحياء ما دمرته الحرب جعله هدفا للعدو الصهيوني والجماعات الارهابية المسلحة القريبة من الصهاينة، الذي استهدفته في الداخل السوري وهو في طريقه الى لبنان، ما ادى الى استشهاده في مثل هذه الايام من العام 2013، وذكرت تقارير حينها أن نويس كان في طريقه عائدا من حلب، التي كان قد بدأ بوضع الخرائط لإعادة إعمارها فور ان تتحرر من الارهاب التكفيري وداعميه.
إذاً هي بصمات شهيد قدّم كل ما يملك لمشروع المقاومة في المنطقة، والأكيد أن هذه ستبقى حاضرة في المقاومة والإعمار، وإحياء مشروع المقاومة بمختلف اشكاله في لبنان وفلسطين، ومنه يستلهم الكثيرون للإستمرار بالعمل رغم كل الظروف بهدف تحرير الإنسان من الظلم والعبودية والاحتلال.
المصدر: موقع المنار + صحف + مواقع