على الرغم من ذكاء ومواهب الطفل المتعددة، فيجب التساؤل عن مدى قدرته على بناء علاقات عميقة وقابلة للاستمرار مع الآخرين، فهذا الأمر قد يمثل مفتاح مستقبل مهني ناجح، وتكوين حياة شخصية متماسكة.
ففي سن الثالثة يمتلك الطفل أسس الصداقة، ويكون مستعدًا لتكوين الصداقات، وفي سنّ الخامسة يتعلم اللعب التعاوني، وهو أمر مهم جدًا لإقامة علاقات ودية، لهذا عندما تلاحظين على طفلك الذي يتراوح عمره بين 6-7 سنوات أنه يعاني صعوبات في تكوين علاقات ودية مع الأطفال في سنه، يجب أن تبحثي عن الأسباب.
لكن لا تقلقي سيدتي، إذ يمكن اتباع خطوات طرحها علماء نفس لمساعدة الطفل على تجاوز هذه المشكلة، وقد نقلتها صحيفة Argumenti Evacti الروسية:
الخطوة الأولى: التحدث مع المعلم، كأقرب شخص بإمكانه مراقبة سلوك الطفل مع المجموعة، إذ إن المعلم هو الشخص الوحيد الذي يمكن أن يلاحظ إن كان الطفل يفتقر لمهارات التواصل على غرار الخجل، والخوف من التقارب مع أترابه، أو يتصرف بطريقة عدوانية.
الخطوة الثانية: التحدث مع الطفل، ولا حاجة أثناء الحوار مع الطفل إلى التسلط، فيمكن سؤاله ببساطة: “لمَ ليس لديك أصدقاء؟”، أي أن أفضل حل لهذه المشكلة هو طرح فكرة الصداقة.
ثم محاولة إقناعه بالفكرة التالية: ما الذي يمنعك من تكوين صداقات؟ ما الصفات التي تراها مهمة في شخصية صديقك، ثم على الأم أن تشرح لطفلها الصفات الإيجابية والسلبية، وتعلمه تفادي الصفات السلبية، مثل: الانغلاق، والعصبية، وقلة الثقة في النفس، وعدم القدرة على التفاعل.
الخطوة الثالثة: تقديم الدعم للطفل، فمن المهم أن تحفز طفلك وتشعره بالثقة في نفسه، ومن الممكن تقديم نصائح حول توسيع العلاقات، على غرار اختيار الأصدقاء الذين تجمعه بهم الاهتمامات والأنشطة نفسها، وتشجيع الطفل على خوض مباريات ومسابقات في المدرسة.
وفي هذه الخطوة تحديدًا، من الممكن استنتاج نوع الصعوبات التي يعاني منها الطفل، ومن السهل مساعدته في التغلب عليها.
الخطوة الرابعة: أن يتعود الطفل على إعلامك بما يحصل معه في الفصل الدراسي وفي المدرسة، ويعلمك بمدى تحسن علاقاته مع زملائه، وفي هذه الخطوة يمكنك تشجيع الطفل على التعبير عن عواطفه، ومساءلته عن نوع المشاعر التي يكنها لزملائه.
لم نطرح هنا أسباب عدم وجود أصدقاء لدى طفلك، أو أسباب شعوره بالارتياح في حال الوحدة والانعزال.
إذ قد يكون السبب هنا هو أن الطفل يكون باستمرار محاطاً بوالديه، لذا يرى أنهما يمثلان لديه كل شيء، مما يجعله لا يشعر بالأنس والراحة إلا في وجودهما، فينغلق على نفسه ويكتفي بعلاقته بوالديه.
إذ إن الإفراط في القلق على الأطفال، وإحاطتهم بصفة مستمرة، وعدم منحهم الفرصة للاطلاع على المجتمع الخارجي، لاعتقاد الأولياء بأن الطفل في سن مبكرة لا يحتاج لتكوين علاقات والاختلاط بالناس، قد يكون سببًا في هذا الانغلاق.
مهارات لمساعدة طفلك على الانضمام للفريق:
1- ترغيب الطفل في تكوين علاقات عاطفية مع الآخرين: حتى يتمكن الطفل من فهم عواطف ومشاعر الآخرين، ويصبح بالتالي قادراً على التعبير عن مشاعره، وتبادل العواطف مع أترابه.
2- ترغيب الطفل في خوض تجارب مشتركة، مثل: اللعب مع الأطفال، وتنفيذ مهام جماعية، والمبادرة ودعم الآخرين.
3- القدرة على التحكم في العواطف، فلا يجب قمع عواطف الطفل، وإنما يجب تعليم الطفل الطرق المناسبة للتعبير عن مشاعره.
أي عدم استعمال كلمات مسيئة للآخرين، والحفاظ على احترام الذات واحترام الآخرين، وفي المقابل يجب أن يكون الطفل قادراً على التعبير عن ردود أفعاله تجاه الإساءة، فلا يجب تعليمه تقبل الإهانة.
4- القدرة على خوض محادثات مع الأطفال، وطرح الأسئلة، وأن تكون لديهم روح الدعابة والقدرة على إضفاء جو من الفكاهة.
5- القدرة على ملاحظة حدود الذات الجسدية والنفسية، على سبيل المثال، أن يكون قادرا على تقبل الرفض والفشل.
المصدر: هافينغتون بوست