تخيل لو أنه كان بإمكانك سماع من حولك لكن لا يمكنك التحدث إليهم، يمكنك رؤية ما يحصل لكن لا يمكنك الحركة، أو حتى إقفال عينيك، للإيماء بالموافقة أو الرفض.
هذه حياة من يعيشون بشلل كلي، حيث تعمل وظائفهم الدماغية بصورة طبيعية لكن حركتهم الجسدية معدومة، قد يحصل هذا بعد التعرض إلى سكتة دماغية أو إصابة بالغة بالدماغ أو مرض استهدف الدورة الدموية أو الجهاز العصبي.
في السابق كان يعتقد بأن هؤلاء المرضى لا يمكنهم التواصل مع العالم الخارجي، لكن دراسة جديدة أثبتت العكس، بعد تمكن فريق علماء دولي من التواصل مع مرضى المصاب بالشلل الكامل، إذ تمكنوا من تحليل أفكار المرضى عند التوجّه إليهم بأسئلة يمكن الإجابة عليها بـ “نعم” أو “كلا”، وفقاً للدراسة التي نشرت بمجلة “PLOS Biology”.
وكي يتمكن العلماء من “قراءة أفكار” هؤلاء المرضى استخدموا جهاز تحليل للأطياف القريبة من الأشعة تحت الحمراء، والذي يمكنه قياس تدفق الدم وكمية الأكسجين التي يتزود بها الدماغ، وهنالك أيضاً قبعة مزودة بالتقنية الكهربية “electroencephalography” والتي تساعد في قياس النشاط الكهربائي للدماغ.
وشارك بالدراسة أربعة مرضى: امرأة عمرها 68 عاماً، وامرأة عمرها 76 عاماً ورجل بعمر 61 عاماً وشابة بعمر 24 عاماً، ومن خلال الأكسجين البالغ للدم تمكن العلماء من قياس 70 في المائة من الإجابات بنعم وكلا من ضمن الأسئلة المطروحة عليهم، معظم الإجابات تجاه أسئلة تتعلق بنظرتهم للحياة كانت: نعم، ما يشير إلى أنهم ينظرون إلى الحياة بإيجابية.
المصدر: سي ان ان