أدى أكثر من 120 ألف مصلٍّ صلاة عيد الفطر المبارك، اليوم الأحد، في باحات المسجد الأقصى، رغم القيود المشددة التي فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على حركة الوصول إلى المسجد.
ووفقًا لتقديرات وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، فقد توافد المصلون من مختلف أنحاء الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، متحدّين القيود الإسرائيلية التي تهدف إلى تقليص أعداد المصلين في المسجد الأقصى.
وشهدت مدينة القدس منذ ساعات الصباح الأولى توافدًا كثيفًا للفلسطينيين الذين سارعوا إلى دخول المسجد الأقصى لأداء صلاة العيد، وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال التي أقامت حواجز عسكرية على مداخل المدينة، وفرضت إجراءات تفتيش صارمة على الوافدين.
وجاءت هذه الصلاة في ظل دعوات فلسطينية متكررة للتوجه نحو الأقصى وإحياء صلاة العيد فيه. فقد دعت حركة “حماس” الفلسطينيين إلى “شد الرحال والرباط في المسجد الأقصى نصرةً لغزة والقدس”، بينما شدد الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، على ضرورة التوجه إلى المسجد المبارك “لإفشال مخططات الاحتلال” التي تسعى إلى تهويده وتقليل التواجد الفلسطيني فيه.
وعلى غير العادة، خلت ساحات الأقصى من المظاهر الاحتفالية التي كانت ترافق العيد في كل عام، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتصاعد الاعتداءات في الضفة الغربية، حيث تحولت الفرحة المعتادة إلى مشاهد صمود وتحدٍّ في وجه الاحتلال.
في أول أيام العيد: قوات الاحتلال تنتشر في طولكرم وتضيّق الخناق على المواطنين
لم تقتصر التضييقات الإسرائيلية على القدس فحسب، بل امتدت إلى مختلف المدن الفلسطينية، حيث شهدت مدينة طولكرم، صباح اليوم، انتشارًا واسعًا لقوات الاحتلال التي شددت من إجراءاتها الأمنية، مضيّقةً الخناق على الأهالي والأطفال في أول أيام العيد.
ووفق مصادر إعلامية، فقد تمركزت قوات الاحتلال، بآلياتها وفرق المشاة، في الحي الجنوبي للمدينة، وتحديدًا في شارع مديرية التربية والتعليم القديمة، بالإضافة إلى محيط ميدان جمال عبد الناصر وسط المدينة، وبالقرب من المخبز الفرنسي في الحي الشرقي، حيث قامت باعتراض حركة مرور المركبات والمواطنين، وفرضت إجراءات تفتيش صارمة.
وأضافت المصادر أن جنود الاحتلال أوقفوا المركبات ومنعوا مرورها في بعض المناطق، كما لاحقوا الأطفال أثناء لهوهم في الشوارع، واستولوا على ألعابهم البلاستيكية، في مشهد يعكس استمرار التضييق الممنهج على أهالي المدينة، التي تعاني من عدوان متواصل منذ 63 يومًا على التوالي.
يأتي هذا التصعيد في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية على مدن الضفة الغربية، حيث تواصل قوات الاحتلال عمليات الاقتحام والاعتقالات والاعتداءات اليومية، مما يجعل العيد موسمًا آخر من المعاناة والصمود للشعب الفلسطيني.
المصدر: المنار