دخل رتل عسكري إسرائيلي إلى منطقة تل الأحمر الغربي بريف محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، قادمًا من الجولان المحتل عبر طريق شقّته قوات الاحتلال عند تمركزها على التل بعد سقوط النظام مباشرة.
وجاء هذا التوغّل بالتزامن مع تحليق طائرات استطلاع إسرائيلية فوق مناطق ريف درعا وحوض اليرموك، وسط تحركات عسكرية مكثفة تعكس نية العدو الإسرائيلي توسيع احتلاله لأراضٍ سورية جديدة.
كما توغلت قوة إسرائيلية في الطريق الواصل بين بلدتي “جباتا الخشب” و”أوفانيا” في ريف القنيطرة الشمالي، وتمركزت في نقطة على الطريق، حيث نصبت حاجزًا أمنيًا في المنطقة.
وفي وقت سابق من يوم الخميس، أقامت القوات الإسرائيلية حاجزًا عسكريًا في قرية رويحينة بريف القنيطرة، حيث انتشرت 4 آليات عسكرية برفقة عدد من عناصر المشاة. وقد شهد الحاجز عمليات تفتيش دقيقة للمركبات، إضافة إلى تدقيق في هويات المارة واستجواب بعض المواطنين، ما تسبب في حالة من التوتر في المنطقة.
ويأتي هذا التحرك ضمن سلسلة من التوغلات الإسرائيلية في جنوبي سوريا، حيث يواصل جيش العدو احتلال المزيد من الأراضي السورية. ويوم الأربعاء، توغلت قوة إسرائيلية في بلدة بئر العجم بريف القنيطرة، على الحدود مع الجولان السوري المحتل، مدعومة بآليات عسكرية وأسلحة ثقيلة.
وقالت مصادر محلية، يوم الخميس، إن جيش الاحتلال يقوم بتحركات مكثفة حول المواقع العسكرية السبعة التي احتلها، في إطار سعيه إلى تحويل هذه المواقع إلى مقرات دائمة. وأفادت المصادر بأن قوات الاحتلال أنشأت بنية تحتية لوجستية، ما يشير إلى استعدادها لوجود طويل الأمد.
وأبدى السكان في الجنوب السوري مخاوفهم من نية إسرائيل فرض واقع استيطاني جديد، مستفيدةً من صمت الحكومة السورية الانتقالية، التي اكتفت بمطالبة المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال للانسحاب من الأراضي التي احتلها.
وتقوم قوات الاحتلال بإغراء شبان من محافظة القنيطرة ومن ريف درعا المحاذي لها للعمل داخل الأراضي المحتلة بأجور مغرية. وذكرت مصادر محلية أن العديد من الشبان بدأوا يفكرون فعليًا في دخول الأراضي المحتلة للعمل، نتيجة الظروف المعيشية القاسية، ويأسهم من تحرك السلطات الجديدة في دمشق لإنقاذ الوضع.
ومع تزايد الاعتداءات الإسرائيلية على السيادة السورية واحتلالها مزيدًا من الأراضي، يطالب أهالي القنيطرة الحكومة في دمشق باتخاذ خطوات جدية لوقف الانتهاكات، إضافة إلى إصلاحات محلية عاجلة لتحسين الخدمات الحكومية.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر عسكرية سورية أن العدو الإسرائيلي يُمهِّد لتوغل بري أوسع داخل الأراضي السورية، بهدف إنشاء منطقة نفوذ لا تبعد سوى 15 كيلومترًا عن العاصمة دمشق. وأشارت المصادر إلى أن التحركات الإسرائيلية آخذة في الاتساع داخل الجغرافيا السورية، مرجحةً أن تستمر عمليات الاحتلال في الفترة المقبلة باتجاه تلال الحارة وعنتر وقرين، ما يمنحها إشرافًا وسيطرة عسكرية واسعة على النصف الشمالي لمحافظة درعا وجنوب ريف دمشق.
وفي السياق ذاته، دعا عدد من المواطنين السوريين، عبر مكبرات الصوت، أهالي درعا إلى التصدي للعدو الإسرائيلي، معتبرين أنه من الأولى قتال الاحتلال الإسرائيلي بدلًا من التوجه إلى دمشق أو الساحل السوري.
بالفيديو | أهالي مدينة #درعا السورية يطالبون بالوقوف بوجه قوات الإحتلال الإسرائيلي التي بدأت تتوغل داخل مناطقهم pic.twitter.com/NAHHRkm4fr
— قناة المنار (@TVManar1) March 6, 2025
وبالتزامن مع التوغلات الإسرائيلية، شهدت مناطق في درعا وجنوبي سوريا تجمعات مسلحة بهدف التوجه إلى الساحل السوري، للقتال إلى جانب القوات الأمنية التابعة للإدارة العسكرية الجديدة ضد مقاتلين سوريين.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد سيطرت فعليًا على ما يقدر بـ 664 كيلومترًا مربعًا من الأراضي السورية، متجاوزةً بذلك المنطقة العازلة المنصوص عليها في اتفاق فك الاشتباك لعام 1974. ووفقًا للفهم الإسرائيلي، لم تعد تلك المنطقة العازلة قائمة، بل أصبحت مناطق محتلة.
وتجمع إسرائيل في احتلالها بين الطابعين العسكري، بإقامة مطار لطائرات الهليكوبتر في “قرص النفل”، والاستخباري، عبر السيطرة على “مرصد جبل الشيخ” وإطلاق البالونات الحرارية في جنوبي سوريا.
المصدر: موقع المنار