العدو وحليفه الأميركي يهاجمان مخرجات “قمة فلسطين”… مخطط التهجير إلى الواجهة مجدداً – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

العدو وحليفه الأميركي يهاجمان مخرجات “قمة فلسطين”… مخطط التهجير إلى الواجهة مجدداً

غزة

يكذب الاسرائيليون والأميركيون. زعم الصهاينة في الأيام الأخيرة ودعمت موقفهم الإدارة الأميركية الجديدة، أنه “للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف اطلاق النار الذي مضى على بدء تنفيذه 46 يوماً، يجب أن يتم نزع كامل للسلاح من قطاع غزة وخروج لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” وحلفائها في الجهاد الإسلامي وعودة رهائننا”، حسب تعبير وزير الخارجية لدى الكيان غدعون ساعر. لكن الحقيقة أبعد من ذلك وأخطر. يريد الصهاينة ما أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقائه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو الشهر الماضي: تهجير أهل غزة، وتنفيذ ما منعهم صمود هؤلاء مع المقاومة من تنفيذه طوال خمسة عشر شهراً من الإبادة.

يهدد الصهاينة مؤخراً بالعودة إلى الحرب بعد أن أعادوا فرض الحصار على سكان القطاع بمنع دخول المساعدات، متحججين برفض “حماس” لما يُسمى “مقترح ويتكوف” (ينص على إطلاق سراح نصف الأسرى الصهاينة، أحياء وأمواتاً، وذلك خلال اليوم الأول من الهدنة المقترحة (طوال شهر رمضان المبارك وعيد الفصح اليهودي) وإذا تم التوصل إلى اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار، فسيتم إطلاق سراح النصف الثاني من الأسرى).

لكن الحقيقة تكمن في أن لا مرحلة ثانية ولا ثالثة بالنسبة للعدو، الذي يريد فعلياً البقاء في القطاع وتهجير أهله، وما أكد ذلك موقفه الرافض لمضمون البيان الختامي للقمة العربية، الذي زعمت خارجيته إنه “لا يعكس الواقع بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ويستند إلى مفاهيم قديمة”، وبالتزامن قال المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي إن “الخطة العربية التي تم اعتمادها في القاهرة أمس الثلاثاء لا تعالج حقيقة أن غزة غير صالحة للسكن”، وذلك بالرغم من أن الخطة “تنص على إعادة إعمار غزة وفق مراحل محددة، وترسم مساراً لسياق أمني وسياسي جديد في القطاع”.

مخططات العدو

وفي سياق التطورات، فقد أعلنت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية أن “المسؤولين الإسرائيليين يأملون أن تؤدي تدابير قيد الدراسة حالياً إلى دفع “حماس” نحو التسوية”، في إشارة إلى ممارسة ضغوطات قد تصل إلى عودة الحرب بهدف “إخضاع المقاومة” ودفعها للقبول بشروط الاحتلال، مع إنكار أن حرباً لأكثر من عام لم تحقق ذلك.

وعن هذه “التدابير”، قال “موقع والا” العبري إن رئيس الأركان في جيش الاحتلال الجديد إيال زامير “سيعتمد نهجاً أكثر عدوانية لزيادة الضغط على حركة حماس وإجبارها على عملية تبادل”، موضحاً نقلاً عن مسؤولين أمنيين صهاينة أنه “سيتم تجنيد قوات احتياط لفترة طويلة في حال تجدد القتال”، وأن زامير “يخطط لمناورة واسعة النطاق في القطاع وزيادة للضغط العسكري على الحركة”، بالرغم من أن “إمكانية استئناف القتال تثير مخاوف كبيرة بشأن مصير المختطفين”. في وقت أعلن زامير اليوم أن “المهمة لم تنته لأن حماس تعرضت لضربات كبيرة لكن لم يتم إخضاعها بعد”، حسب تعبيره، مشيراً إلى أن “هذه حرب وجود ستتواصل حتى إعادة مختطفينا وحتى تحقيق الحسم والنصر”.

وقد قال نتنياهو في تصريحات اليوم إنه “منذ أكثر من عقد عملنا سوياً مع إيال زامير وقد حان عهده الآن رئيساً للأركان”، مضيفاً “مصممون على إحراز الحسم وتحقيق النصر المطلق”، حسب زعمه.

ترامب يريد استكمال مسلسل “اتفاقيات ابراهام”

من جهته، تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستعادة جميع الصهاينة الأسرى في القطاع، في حين وجه مسؤول كبير في إدارته انتقادات لقرارات القمة العربية التي عقدت أمس.

وقال ترامب في خطابه أمام الكونغرس “في الشرق الأوسط، نحن نعيد رهائننا من غزة. في ولايتي الأولى، حققنا واحدة من أكثر اتفاقيات السلام الرائدة منذ أجيال، وهي اتفاقيات أبراهام. والآن سنبني على هذا الأساس لخلق مستقبل أكثر سلاماً وازدهاراً للمنطقة بأكملها. هناك الكثير من الأشياء تحدث في الشرق الأوسط إنها منطقة صعبة”، حسب تعبيره.

من جانبه، رأى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي براين هيوز في بيان نشرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، أن الخطة العربية “لا تعالج حقيقة أنه لا يمكن لسكان غزة العيش بشكل إنساني في منطقة مغطاة بالحطام والذخائر غير المنفجرة”.

وأكد أن الرئيس ترامب متمسك برؤيته لإعادة بناء “غزة خالية من حماس”، ويتطلع إلى مزيد من المحادثات “لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة”.

وكشفت مجلة إيبوك الإسرائيلية عن مصادر أميركية أن “الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان جادا في خطته بشأن غزة وهو عازم على تنفيذها”، مضيفة أن “ترامب يواجه حالياً اختباراً سيحدد موقف العالم العربي منه”. وبحسب المصادر نفسها فإن “ترامب لا يستطيع التراجع بعد تصريحاته بأن مصر والأردن ستنفذان خطته لحاجتهما لمساعدة أميركية”.

بدورها، وصفت وزارة الخارجية الاحتلال، في بيان، الخطة العربية بأنها “مغرقة في وجهات نظر عفا عليها الزمن” ورفضت الاعتماد على السلطة الفلسطينية وبقاء حماس في السلطة، أي أن العدو لا يريد أي إدارة فلسطينية للقطاع ولو كانت بعيدة عن “حماس”.

وأكد فيه البيان الختامي للقمة العربية “رفض مقترحات تهجير الفلسطينيين، واعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار القطاع، وتوافق القادة على إنشاء صندوق ائتماني لتمويل إعادة إعمار قطاع غزة الذي دمرته الحرب”، وحضوا المجتمع الدولي على المشاركة فيه لتسريع هذه العملية.

كما رحب البيان الختامي بقرار تشكيل لجنة إدارة غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، التي تتشكل من كفاءات من أبناء القطاع، لفترة انتقالية، بالتزامن مع العمل على تمكين السلطة الوطنية من العودة إلى غزة.

ودعا البيان مجلس الأمن الدولي لنشر قوات حفظ سلام في قطاع غزة والضفة الغربية، “على أن يكون ذلك في سياق تعزيز الأفق السياسي لتجسيد الدولة الفلسطينية”، وأكد أن “السلام هو خيار العرب الإستراتيجي القائم على رؤية الدولتين”، حسب تعبير البيان.

المصدر: مواقع إخبارية+موقع المنار