الجيش الاسرائيلي يواصل عداونه على الجنوب السوري ويوسع احتلاله – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الجيش الاسرائيلي يواصل عداونه على الجنوب السوري ويوسع احتلاله

الجولان - الجيش الاسرائيلي

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها داخل الأراضي السورية، حيث توغلت في تل المال بريف درعا الشمالي، وقامت بتدمير وتجريف سرية عسكرية على الطريق الواصل بين مسحرة والطيحة، يُرجَّح أنها كانت إحدى نقاط المراقبة الروسية في جنوبي سوريا قبل سقوط النظام. فيما شنّ طيران الاحتلال، أمس، غارة جوية استهدفت محيط مدينة طرطوس قرب الميناء، زاعماً أنها استهدفت وسائل قتالية.

وبالتزامن مع الاعتداء على طرطوس، تداولت صفحات التواصل الاجتماعي في الساحل السوري خبراً مفاده تلقي أهالي مدن الساحل رسائل “إسرائيلية” على هواتفهم من رقم يحمل نداء دولة بلجيكا ورمز IDF، جاء فيها: “ابتعدوا عن مراكز التخريبيين” قبل القصف، ثم تجددت الرسائل بعد انتهائه، وجاء فيها: “نجدد مطالبتكم بالابتعاد عن مراكز التخريبيين”.

رسالة

وتُعدّ هذه المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذا النوع من الأساليب منذ سقوط النظام. وفي هذا الصدد، يقول مصدر محلي إن هذه الرسائل أقرب ما تكون إلى رسائل سياسية خبيثة، تتزامن مع نشاط إسرائيلي يبدو شبه اعتيادي، وسط صمت من الإدارة السورية الجديدة.

وفي سياق متصل، بدأت القوات الإسرائيلية بإزالة الألغام غير المنفجرة المدفونة قرب الشريط الحدودي مع الجولان السوري المحتل، تزامن ذلك مع دخول دورية عسكرية إلى بلدة رويحنية بريف القنيطرة الأوسط، حيث عملت على تنفيذ هذه الإجراءات.

وقالت مصادر أهلية في درعا إن قوات الاحتلال نفّذت إنزالاً جوياً على منطقة تل المال في شمال غرب المحافظة، رافقه تقدم لآليات ثقيلة قامت بتدمير وتجريف الثكنات والتحصينات العسكرية، ما يعني عملياً إنهاء أي إمكانية لنشر قوات في جنوبي سوريا، وسط إصرار إسرائيلي واضح على تحقيق ذلك. ويأتي هذا بعد مطالبة نتنياهو الحكومة السورية بالخروج من الجنوب ومنع أي مظهر مسلح فيه، وهو ما يتوافق مع الواقع على الأرض، إذ لم تواجه القوات الإسرائيلية أي اشتباكات خلال تحركاتها، ما يشير إلى عدم وجود قوات تابعة للإدارة السورية الجديدة في تلك المنطقة.

وفي ظل غياب أي تصور يحدُّ من التصعيد الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، تكتفي بعض وسائل الإعلام السورية بنشر أخبار مقتضبة عن النشاط الإسرائيلي، دون التطرق إلى طبيعة التغيّرات الحاصلة أو توثيق الانتهاكات بحق أهالي الجنوب. وفي هذا السياق، يطالب الأهالي بدعم الصحفيين والناشطين في القنيطرة، بعد الغياب الواضح للإعلام المحلي والدولي عن نقل الصورة الكاملة، وسط مخاوف من اعتقالهم من قبل الاحتلال، مما يستدعي تعزيز دورهم في توثيق الواقع كما هو.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن عدد الوسائل الإعلامية المسموح لها بالدخول إلى جنوبي سوريا محدود للغاية. وكانت وزارة الإعلام السورية قد عمّمت سابقاً ضرورة الحصول على ترخيص قبل دخول تلك المنطقة.

وفي السياق ذاته، قام مجهولون، ليل الاثنين/الثلاثاء، برفع علم الكيان الصهيوني على دوّار العنقود عند مدخل السويداء الشمالي، ما أثار استياء أهالي السويداء، ودفعهم إلى التظاهر عند الدوار وإنزال العلم وإحراقه.

يأتي ذلك وسط محاولات تصاعد أصوات تدعو إلى تقسيم سوريا، في ظل سعي الكيان الإسرائيلي لاستغلال ورقة الأقليات في البلاد، بهدف شق الصف السوري وترسيخ حالة التقسيم وإضعاف وحدة البلاد. إلا أن أهالي جنوبي سوريا، وخصوصاً في السويداء، عبّروا عن رفضهم القاطع لأي تدخل أو حماية خارجية، واصفين السلوك الإسرائيلي بمحاولة لاستثمار التوترات الداخلية لتمرير مخططات الانقسام، في إطار تمدد المشروع الصهيوني.

من جهة أخرى، ذكرت مصادر عسكرية سورية أن العدو الإسرائيلي يُمهِّد لتوغل بري أوسع داخل الأراضي السورية، بهدف إنشاء منطقة نفوذ لا تبعد سوى 15 كيلومتراً عن العاصمة دمشق. وأشارت المصادر إلى أن التحركات الإسرائيلية آخذة في الاتساع داخل الجغرافيا السورية، مرجحة أن تستمر عمليات الاحتلال في الفترة المقبلة باتجاه تلال الحارة وعنتر وقرين، ما يمنحها إشرافاً وسيطرة عسكرية واسعة على النصف الشمالي لمحافظة درعا وجنوب ريف دمشق.

المصدر: موقع المنار