اهلُ الجنوبِ عندَ ثباتِهم، والعدوُ على عدوانيتِه، ورعاةُ اتفاقِ وقفِ اطلاقِ النارِ يجارونَه بانتهاكِه. أما دعاةُ السيادةِ في لبنانَ فليسوا عندَ صمتِهم فحسب، بل عندَ تحريضِهم على الجنوبيينَ الذين لا يزالونَ يَغسِلونَ بدماءِ ابنائِهم عارَ تلكَ المواقف، ويدفنونَ تحتَ ركامِ منازلِهم التي هدَّمَها الاحتلالُ بشاعةَ المشهدِ السياسيِّ الذي يجسدُه هؤلاء..
وما كانَ العدوُ ليصلَ الى كلِّ هذا التنمرِ والعربدةِ والتجاوزِ لكلِّ القوانين ، الا بغضِّ الطرْفِ الدوليِّ المزمنِ عن تجاوزاتِه، بحسَبِ رئيسِ كتلةِ الوفاءِ للمقاومةِ النائب محمد رعد، ما يعززُ قناعتَنا بالحقِ المقدسِ لشعبِنا بالتصدي للإحتلالِ في التوقيتِ والمكانِ المناسبين. على انَ الطبيعيَ – كما قال – أنْ تتضافرَ عزيمةُ شعبِنا المقاومِ معَ جهودِ الدولةِ ومؤسساتِها المعنيةِ حينَ تتصدى للقيامِ بواجباتِها في حمايةِ الشعبِ والبلاد، وهو ما ندعو إليه بترقبٍ وأملٍ وواقعية ..
على ارضِ الواقع، مواطنون يرابطون عندَ تخومِ قُراهُم، وجيشٌ يواكبُهم ويَستكملُ انتشارَه في منطقةِ جنوبِ الليطاني، وسْطَ تمادي العدوِ الإسرائيلي في اعتداءاتِه، بما فيها إطلاقُ النارِ على الجيشِ والمواطنين أثناءَ الانتشار، كما جاءَ في بيانِ قيادةِ الجيشِ اليوم ..
وفيما اهلُ الجنوبِ وجيشُهم الوطنيُ مزروعينَ اوتاداً في ارضِهم، يعملونَ على استكمالِ التحريرِ حتى آخرِ شبرٍ من ترابِهم المعمّدِ بدماءِ الشهداء، فانَ هجرةَ الصهاينةِ من فلسطينَ المحتلةِ باتت محطَ انظارِ العالم، وهو ما اكدتهُ صحيفةُ “لوموند” الفرنسيةُ التي نشرت مقالاً لمراسلتِها من تل ابيب تتحدثُ عن المغادرةِ النهائيةِ لعشراتِ آلافِ المستوطنينَ من الكيانِ العبري، وتعبيرِ الكثيرينَ عن نيتِهم الهجرةَ بسببِ انعدامِ الامنِ واستفحالِ الازمةِ الاقتصاديةِ والسياسيةِ كما تقولُ الصحيفة..
في السياسةِ اللبنانية، اقوالٌ كثيرة، وتكهناتٌ واُمنيّاتٌ تُشوِّشُ على مساعي تشكيلِ الحكومة، فيما زيارةُ الرئيسِ المكلفِ نواف سلام الى القصرِ الجمهوري اليومَ أوضحت المسار، وأكدَ خلالَها من منبرِ بعبدا على الجديةِ والتمسك بالمعايير التي وضعها، مع الانفتاحِ بأملِ سرعةِ الانجاز..
المصدر: موقع المنار