في ثالثِ ايامِ التحريرِ الثالث، ما هدأت القلوبُ النابضةُ نحوَ ارضِها التي تتحررُ حياً بعدَ حيّ، وبلدةً بعدَ اخرى.
والتي لم يدخُلْها الجيشُ وشعبُ المقاومةِ اليوم، سيدخلونَها غداً او بعدَه او ما بعدَ بعدَه، ولن يدخلَ يأسٌ ولا شكٌ لدى من جَبَلوا قلوبَهم بحبِّ ارضِهم وسقَوها دماءَ فِلذاتِ اكبادِهم في اَنهم سيدخلونَها فاتحين، وانه لا مكانَ لمحتلٍّ على ترابِها في قاموسِ اهلِها وجيشِها ومقاومتِها..
اليومَ كانت البستانُ ويارون ومروحين وبركةُ ريشا ومناطقُ حدوديةٌ أخرى على موعدٍ معَ الحرية، فدخلَها الجيشُ اللبنانيُ وسكانُها، مُسكِّنينَ وجعَ ارضِها التي آلمَها الاحتلال، وما كانَ يواسيها الا اجسادُ المقاومينَ الذين سقَوها من دمائهم لتَحيا..
وعلى وعدِهم اهلُ المقاومةِ والحميّة، وعلى ثباتِها المعادلاتُ المجبولةُ بالتضحيات، فالارضُ ستَتحررُ لا محالةَ ببأسِ اهلِها وما اُوتوا من خياراتٍ كما اشار بالامسِ الامينُ العامّ لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم ..
وبسماحةِ الفكرِ ونبلِ الكلماتِ كانت تحيةُ رئيسِ المجلسِ السياسي لحزب الله السيد ابراهيم امين السيد للجنوبيينَ وسلاحِ مقاومتِهم التي خَبِرَها العدوُ في الميدانِ وسلاحِ إرادتِهم وعزيمتِهم التي تجلّت بالامس، وسيتهاوى بعزمِ دماءِ شهدائها هياكلُ الاعداء..
اما للاخوةِ في الوطن، فكانت دعوةُ السيد امين السيد لاغتنامِ الفرصةِ التاريخيّةِ وتكريسِ الوحدةِ الوطنية، والتأكيدِ للعالمِ أنّنا لسنا شعباً للاستئجارِ والاستثمار..
في السياسةِ ثمرةُ المشاوراتِ والاتصالاتِ تفاؤلٌ يحيطُ اجواءَ الرئيسينِ جوزاف عون ونواف سلام حولَ مسارِ التشكيلةِ الحكومية، فتفكيك العقبات على قدم وساق، على املِ اتمامِ المُهمةِ بما امكنَ من وقتٍ قريب..
وعلى مقربةٍ من ملحمةِ اللبنانيين التاريخية، يجسدُ الفلسطينيونَ توأمَها في غزةَ بكلِّ اِتقانٍ وحِرْفية، فقوافلُ العائدينَ الى شمالِ القطاعِ وجنوبِ لبنانَ قرَأها المراقبون والمستوطنون الصهاينةُ انها الدليلُ القاطعُ على كذبةِ النصرِ التي طالما حدّثهم عنها بنيامين نتنياهو وحكومتُه وجيشُه..
المصدر: موقع المنار