تراجع عدد القتلى جراء أعمال العنف الارهابية والسياسية والإجرامية في باكستان الى حوالى النصف عام 2016، وفق ما كشف تقرير حذر في المقابل من انه لم تتم تسوية مسببات العنف على المدى البعيد.
وافاد مركز الابحاث والدراسات الامنية في اسلام اباد في تقريره ان 2610 أشخاص قتلوا عام 2016، مقابل 4647 قتيلا في 2015.
ويحصي المركز القتلى جراء الاعتداءات والهجمات الارهابية وعمليات القتل المحددة الهدف وعمليات القتل العشوائية وجرائم السطو فضلا عن الذين يقتلون قيد الاعتقال وخلال عمليات لقوات الامن وكل عملية قتل عنيفة باستثناء تلك الناجمة عن مجرد خلافات شخصية أو قبلية.
وجاء في التقرير “هذا يعكس تراجعا بحوالى 45% في عدد ضحايا اعمال قتل على صلة باعمال العنف في 2016، في استمرار للتراجع الذي بدأ منذ 2014”. ولفت الى أن “عدد القتلى تراجع بحوالى 66% منذ 2014”.
وتراجعت الاعتداءات بصورة خاصة في اعقاب حملة باشرها الجيش الباكستاني في حزيران/يونيو 2014 ضد القواعد الخلفية للمجموعات المسلحة الارهابية التي كانت تنشط بدون اي قيود في المناطق القبلية شمال غرب البلاد على الحدود مع أفغانستان. وتسبب نشاط هذه المجموعات بمقتل الاف المدنيين منذ 2004.
وفي 2016، تراجع عدد القتلى الى ادنى مستوياته منذ ظهور حركة طالبان الباكستانية عام 2007. غير ان بعض المجموعات تبقى ناشطة وتنفذ اعتداءات متفرقة إنما دامية.
والولايتان الوحيدتان اللتان سجلتا ارتفاعا في حصيلة القتلى بحسب التقرير هما البنجاب، الاكبر من حيث التعداد السكاني، وبلوشستان، الأكبر مساحة والتي تشهد أكبر قدر من الاضطرابات.
في بلوشستان، قتل 798 شخصا في 2016 بالمقارنة مع 719 في العام السابق بزيادة 10%. فيما قتل 424 شخصا في البنجاب في أسوأ حصيلة خلال السنوات الأربع الأخيرة.
وشهدت الولايتان عمليات انتحارية دامية، ففي بلوشستان، أدت ثلاث هجمات نفذها انتحاريون إلى سقوط 186 قتيلا بصورة اجمالية. أما في البنجاب، فقتل 75 شخصا في عملية انتحارية في منتزه مكتظ بالرواد يوم أحد الفصح.
وحذر المركز من أن التراجع في حصيلة القتلى قد يكون “عابرا”، مشيرة إلى أنه “لم يتم القيام باي مسعى تقريبا لتسوية المشاكل الكثيرة داخل الشرطة في باكستان، ولا لإصلاح القضاء الجنائي”، فيما تبقى الإدارة المدنية لمكافحة الإرهاب عاجزة حيال الوضع.
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية