كان يوما لشهيدنا نعظِّم فيه التضحيات، فبات شاهداً على اننا امةٌ تقدم عظماءَها على طريق صنع المعجزات.. كان يوماً لشهيدِ حزبِ الله ، فباتَ يوماً لاحياءِ امة، مع شهادةِ سيدِ شهدائِها الذي زَخَّمَ بدمائِه المسار، وقَصَّرَ على طريقِ القدسِ بُعْدَ المسافات.
هو تشرينُ الذي اذلَّ الصهاينةَ ومقرَّ حاكمِهم العسكريِّ باولِ استشهاديي المقاومةِ الاسلاميةِ احمد قصير عامَ الفٍ وتسعِمئةٍ واثنينِ وثمانين، ويُذِلُّها تشرينُنا باِخوةٍ له، استشهاديِي الروح، كربلائيِي العزيمة، خَيبريِي الاداء، ابناءِ محمدٍ وعليٍّ والحسنِ والحسين، وكلِّ من حملَ لواءَ الحقِّ باسمِ العدلِ والانسانية، بوجهِ الجَورِ وكلِّ معاني التسلطِ والامبريالية.
في يومِ الشهيد، العهدُ لسيدِ شهداءِ الامةِ سماحةِ السيد حسن نصر الله ولِصَفِيِّهِ السيد هاشم صفي الدين، والثلةِ المباركةِ من قادةِ المقاومةِ والجهاد، ولكلِّ الشهداءِ الابرار، ما كانَ عاهَدَه قائدُنا العظيمُ وشهيدُنا الجليلُ في آخرِ اِحياءٍ للذكرى العامَ الماضي، باَنْ نَمضِيَ في هذا الطريقِ كمقاومةٍ وبيئةٍ وشعبٍ وعوائلَ ومُضحِّين، ونحفظُ اهدافَهم، ونراكمَ انجازاتِهم لنصلَ الى النصرِ النهائيِّ الآتي باذنِ الله .
ما علينا أنْ نكونَ في موقعِ المسؤوليةِ وفي موقفِ المسؤوليةِ ونَمضيَ حتى نهايةِ الطريقِ ونلحقَ بالشهداء. قالها الامينُ الذي التحقَ بالركبِ الذي احبّ، فاحدثَ في العقولِ والقلوبِ دوياً لا يُهَدِّئْهُ الا نصرٌ بمستوى الدمِ المسفوكِ على طريقِ القدسِ منذُ سِنينَ طِوال.
والإحياءُ اليومَ كانَ قولاً وعملاً، بسواعدَ وصواريخَ ومُسيّرات، انطلقت من قرى الحافةِ الاماميةِ الى عمقِ المستوطنات، فاصابت العدوَ من انطلاقِها حتى وصولِها..
فانطلاقتُها من منطقةٍ قال العدوُ اِنه اَنهى فيها وجودَ المقاومين، اصابَهُ باِرباك، وفَضَحَ كَذِبَهُ وخيبةَ الادِّعاء.. واَصابتهُ بسقوطِها، حيثُ طالت العديدَ من المقراتِ العسكريةَ في حيفا وعمومِ الشمال..
ومع التعميةِ على الخسائرِ والاصابات، لم يستطع العدوُ اخفاءَ خسائرِه، فتحدثَ اعلامُه عن حادثٍ صعب، اصابَ جنودَهم الذين حاولوا التقدمَ الى بلدةِ كفركلا ..
اما التقدمُ السياسيُ الذي يتحدثونَ عنه على خطِّ وقفِ اطلاقِ النارِ فلم يَصِل منه شيءٌ رسميٌ بعدُ الى لبنانَ كما اكدَ مسؤولُ العلاقاتِ الاعلاميةِ في حزبِ الله محمد عفيف، واذا سمعتُم يوماً ما عن مفاوضاتٍ سياسيةٍ لوقفِ اطلاقِ النار، فاعلموا ان سببَها الوحيدَ هو الميدانُ وصمودُ ابطالِه – كما قال.
المصدر: المنار