في الساعات الأولى لصباح مثل هذا اليوم قبل عام كامل، انطلق مئات المقاومين الأبطال من قطاع غزة، ونجحوا في فتح ثغرات في الخط الزائل والسيطرة على مواقع الاحتلال والقضاء على فرقة غزة في جيش الاحتلال وقتل وأسر المئات من الصهاينة.
وبالتزامن مع موعد الذكرى (الساعة 06:35 صباحا)، وجهت كتائب القسام، رشقة صاروخية شرق رفح التي تتوغل فيها قوات الاحتلال بالكامل منذ 7 مايو الماضي، لتوجه رسالة لا تقبل الجدل أن مقاومتنا باقية وراسخة مهما كان حجم القتل والتدمير.
واستذكرت الكتائب ملخص يوم العبور، قائلة: في مثل هذا اليوم وهذه الدقائق، تمكن مجاهدو القسام من اختراق الخط الزائل والسيطرة على المواقع العسكرية ومغتصبات الغلاف حول قطاع غزة وأوقعوا جنود العدو وقطعان المغتصبين بين قتيل وجريح وأسير.
خطاب قائد القسام
كما أعادت نشر خطاب القائد العام لكتائب القسام، في مستهل العملية والذي جاء فيه: “فلتتوحّد كُل الرّايات ولتلتئِم كُل الجبهات، ولتُفتح كل الساحات، لهدفٍ واحدٍ وغايةٍ كبيرةٍ نبيلةٍ مُقدّسة، وهي تحرير فلسطين وإعادتها إلى حُضن الإسلام، فموعِدنا وإيّاكم في ساحات المسجد الأقصى مُحرّرًا مُطهّرًا بإذن اللّٰه تعالى وما ذلك على اللّٰهِ بعزيز”.
وما دعا إليه القائد محمد الضيف، قبل عام يبدو حاضرًا اليوم، فالعديد من الساحات اشتعلت جبهتها مع الاحتلال الصهيوني، فها هي ساحة لبنان، تدخل منذ اليوم التالي للمعركة معركة إسناد وسرعان ما تطورت إلى ما يشبه الحرب الشاملة.
كما دخلت ساحات اليمن والعراق وسوريا وإيران على خط المواجهة بمستويات وتأثيرات مختلفة مع آفاق مواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات بعد الضربة النوعية التي وجهتها إيران ضد أهداف عسكرية للاحتلال قبل أيام وأصابت أهدافها بدقة.
وأثبتت عملية طوفان الأقصى هشاشة كيان الاحتلال، وأنه الدعم والإسناد الأمريكي والأوروبي له وإمداده المتواصل بالسلاح والذخائر شك ترياق الحياة بعد أن تهاوى أمام أبطال المقاومة في غزة.
يوم فارق
ويؤكد الكاتب السياسي سمير العركي أنه مع مرور عام على انطلاق العملية العسكرية، يتأكد لنا أن 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بات أحد أهم الأيام الفارقة في الربع الأوّل من القرن الحادي والعشرين، نظرًا للتداعيات الكبيرة التي خلفتها، والتي لم تنتهِ حتى اللحظة.
ومثلت عملية “طوفان الأقصى” تطورًا كبيرًا في الأداء التراكمي للمقاومة الفلسطينية، حيث نجحت كتائب القسام في إحداث طفرة هائلة في الجهد الاستخباراتي والأمني والعسكري.
حيث أنه في كل المواجهات السابقة، اقتصر عمل المقاومة على دفع ومواجهة الهجمات الإسرائيلية، والعمل على تقليل ما تخلفه من خسائر بشرية ومادية، أما في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، فقد خطا المقاوم الفلسطيني خطوة هائلة صوب امتلاك زمام المبادرة، وتحديد ساعة الصفر، والقدرة على تنفيذ عمليات برية وجوية وبحرية متناسقة، في أكبر هجوم تشنه المقاومة الفلسطينية ضد القوات الإسرائيلية على طول خط التماس.
كما أن هجوم طوفان الأقصى، لم يأتِ من فراغ، ولا يمثل بداية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، كما يحاول الإعلام الإسرائيلي والأميركي تصويره، وكأنه برق في سماء صافية، مع تجاهل تام لسبعة عقود من الصراع سبقت السابع من أكتوبر، تخللتها مئات جولات الصراع الدامي.
فالكيان الاسرائيلي كان هو البادئ دوماً، بصفتها قوة احتلال، وكان الطرف الفلسطيني في حالة الدفاع عن النفس، وهذا يعني أن الطوفان مجرد جولة حامية سبقتها جولات عديدة، وستتبعها جولات أخرى، طالما أن الصراع لم ينتهِ، والقضية الفلسطينية لم تُحل.
وينبغي فهم عملية حماس على أنها رد فلسطيني ضد الاحتلال، وهو رد متوقع ومشروع حصل نتيجة الضغط الهائل والظلم الكبير لذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ 75 عاماً، ونتيجة ممارسات احتلالية إجرامية بلغت حداً لا يُحتمل، ونتيجة سياسات إسرائيلية متغطرسة ومتعنتة لا ترى الفلسطينيين، وتتجاهل معاناتهم وآلامهم، وتتعامل معهم وكأنهم مجرد “حيوانات بشرية”.
ودخلت عملية طوفان الأقصى التي نفذتها كتائب القسام قبل عام التاريخ من أوسع ابوابه، ومنذ تلك اللحظة وحتى اليوم والمنطقة تشهد زلزالا لدرجه أن طبول الحرب الإقليمية أصبحت تدق على أبواب المنطقة.
المصدر: المركز الفلسطيني للاعلام