دخل قطاع غزة للعام الثاني على التوالي بلا مدارس، في حين أن عدد طلاب القطاع المحرومين من حقهم في التعلم بلغ (600) ألف. وبعيداً عن مقاعد الدراسة، يرقد معاز وميار في غرف العناية المركزة في مستشفى كمال عدوان الطبي، يصارعون الموت وسط اجهزة طبية، بدلا من انطلاق عامهم الدراسي كأقرانهم من الأطفال في العالم.
وأمام عيون والدهم تتلاشي احلام اطفاله، الذين أصيبو بجراح بالغة وفقدوا امهما واخويهما في غارة صهيونية استهدفت منزلهم في بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
للعام الثاني تواليا، يحرم العدوان الصهيوني أطفال في غزة من حقهم في التعليم.. طوابير الدراسة الصباحية تحولت الى اخرى لتعبئة المياه والحصول على الطعام وجمع الحطب.
وفي تحّد لآلة التجهيل والتدمير الصهيوني للقطاع التربوي تصر المربية الغزية إسراء أبو مصطفى على تعليم الأطفال في خيمة قماشية فوق ركام منزلها في خانيونس، بعدما حرمهم العدو من العودة الى مقاعدهم الدراسية.
ووفق أرقام الأمم المتحدة، فإن نحو ستمئة وخمسة وعشرين ألف طفل في غزة حرموا بالفعل من عام دراسي كامل تقريباً، فيما تغلق جميع المدارس أبوابها في غزة، بسبب تدمير 90% منها في العدوان الصهيوني المستمر على القطاع.
خوف من ضياع جيل كامل
بدأ العام الدراسي الجديد في الأراضي الفلسطينية رسميا اليوم الإثنين (التاسع من سبتمبر / أيلول 2024) لكن جميع المدارس مغلقة في قطاع غزة وسط حرب مستمرة منذ 11 شهرا في غياب أي مؤشر على اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقالت وزارة التعليم الفلسطينية إن جميع المدارس في غزة أغلقت وإن 90 بالمئة إما تهدم أو انهار كليا بسبب حرب غزة. وحولت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، التي تدير ما يقرب من نصف مدارس غزة، أكبر عدد ممكن من هذه المدارس إلى ملاجئ تؤوي آلاف الأسر النازحة.
وقالت جولييت توما مديرة التواصل والإعلام في الأونروا لرويترز: “كلما طالت فترة بقاء الأطفال بعيدا عن المدارس، زادت صعوبة تعويض ما فاتهم من تعليم وصاروا أكثر عرضة لأن يصبحوا جيلا ضائعا”.
وبالإضافة إلى 625 ألف طالب في غزة مسجلين بالفعل ولم يبدأوا العام الدراسي الجديد تقول وزارة التعليم إنه كان من المفترض أن يلتحق 58 ألف طفل في السادسة من العمر بالصف الأول ليبدأوا مشوارهم الدراسي.
وأطلقت الأونروا الشهر الماضي برنامج (العودة إلى التعلم) في 45 من مراكز اللجوء التابعة لها، حيث قام معلمون بإعداد ألعاب وقصص وأنشطة فنية وموسيقية ورياضية للمساعدة في تحسين الصحة النفسية للأطفال.
وتقول وزارة التربية والتعليم الفلسطينية إن 10490 طالبا مدرسيا وجامعيا استشهدوا منذ بداية الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كما قُتل أكثر من 500 معلم في المدارس والجامعات.
يشار إلى أنه أُجبر جميع سكان غزة تقريبا البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على ترك منازلهم مرة واحدة على الأقل واضطر بعضهم إلى النزوح 10 مرات.
المصدر: المنار