قضية “الجثث الست” تتفاعل… إضراب شامل عمّ الكيان – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

قضية “الجثث الست” تتفاعل… إضراب شامل عمّ الكيان

مظاهرات

عمّ الإضراب الشامل، صباح الإثنين، كافة مناحي الحياة في كيان العدو، وذلك بدعوة من اتحاد نقابة العمال “الهستدروت”، سعياً لدفع الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، إلى إبرام صفقة تبادل أسرى مع المقاومة في قطاع غزة، خصوصاً بعد إعلان جيش الاحتلال العثور على جثث ستة من الأسرى، والذين قتلوا بقصف صهيوني، حسبما أكدت المقاومة أمس.

ومع بدء الإضراب، تم تعطيل الدارسة في معظم أرجاء البلاد ووقف الرحلات الجوية في مطار بن غوريون، وتعطيل العمل في المستشفيات والعيادات والمكاتب الحكومية، والبنوك، وتعطيل الكثير من المصالح الاقتصادية المحورية في البلاد.

وبحسب إعلام العدو، فقد أصدرت محكمة العمل أمراً بإنهاء إضراب نقابة العمال (الهستدروت) الساعة 14:30 بالتوقيت المحلي. وأضافت أن المحكمة قبلت موقف الحكومة لوقف الإضراب باعتبار أنه “إضراب سياسي وليس نزاع عمل”. وفي السياق، ردت عائلات الأسرى الإسرائيليين على القرار وقالت “إن الأمر لا يتعلق بالإضراب ولكن بإنقاذ المختطفين الذين تخلى عنهم نتنياهو”.

وفي وقت سبق أفاد فيه موقع “واللا” الاسرائيلي أن “قيادة الهستدروت تدرس تمديد الإضراب العام إلى يوم الغد الثلاثاء، وتوسيعه ليشمل قطاعات أكبر”، في وقت قدم الادعاء العام الإسرائيلي طلباً للمحكمة لإلغاء الإضراب.

ويأتي هذا الإضراب الذي شمل المرافق التجارية والاقتصادية والصحية والتعليمية والمواصلات العامة والوزارات الحكومية ومطار بن غوريون، في أعقاب المظاهرات الضخمة التي شاركت بها حشود غفيرة من الإسرائيليين، المطالبة بإعادة المختطفين من الأسرى في القطاع.

وقال رئيس الهستدروت أرنون بار ديفيد “علينا أن نوقف هذا التخلي عن الرهائن، توصلت إلى استنتاج مفاده أن تدخلنا فقط هو الذي يمكن أن يحرك أولئك الذين يحتاجون لذلك، وعليه عم الإضراب منذ صباح الإثنين الاقتصاد الإسرائيلي بكامله”.

وأضاف “ستتوقف كل عمليات الإقلاع والهبوط في مطار بن غوريون اعتبارا من الثامنة صباحا”. ودعا زعيم المعارضة يائير لبيد، وعائلات رهائن في غزة إلى المشاركة في الإضراب الشامل.

من جهته، قال وزير المالية في حكومة العدو، بتسلئيل سموتريتش “في اللحظات الصعبة، ومدّ يد العون لتعزيز الاقتصاد الإسرائيلي، ودعم الشركات وجنود الاحتياط، فرئيس الهستدروت في الواقع يحقق حلم السنوار، وبدلا من تمثيل العمال الإسرائيليين فهو يختار أن يمثل مصالح حماس”، على حد تعبيره.

وأضاف “لقد أعطيت تعليمات لقسم الرواتب في وزارة المالية، بأن أي شخص يضرب، لن يحصل على راتبه، ويسعدني أن أرى أن هناك سلطات محلية لا تتفق مع قرار رئيس الهستدروت”.

وفي محاولة لمنع هذا الإضراب، كتب وزير المالية إلى المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، يطلب منها تقديم طلب عاجل إلى محكمة العمل للحصول على أمر قضائي بمنع الإضراب.

وقال سموتريتش إن الإضراب من شأنه أن يضر بالاقتصاد، وإنه لا أساس قانوني له، لأن هدفه الأساسي هو التأثير على قرارات مهمة للحكومة بشأن قضايا تتعلق بأمن الدولة.

وأعلن الإضراب بعد انتشال جيش الاحتلال في وقت سابق جثث ستة مختطفين من نفق في مدينة رفح بجنوب القطاع.

دماء الرهائن على يديه

في هذا الاطار، وجه مسؤول رفيع في حكومة العدو، أمس انتقادات حادة لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، متهماً أياه بأنه يتحمل مسؤولية مقتل الأسرى في قطاع غزة، وقال إن “الدماء على يديه رغم أن مسؤولية حماس عن مقتل الأسرى لا يمكن إنكارها”.

وفي تصريحات نقلتها صحيفة “هآرتس”، قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إن “نتنياهو كان على علم بأن حياة الأسرى تتضاءل يومًا بعد يوم، وأن لديهم (لدى حراسهم من عناصر المقاومة) تعليمات لقتلهم إذا حاولت القوات الإسرائيلية إنقاذهم”، مضيفاً أن “نتنياهو كان يفهم تمامًا معنى قراراته وتصرف ببرود وقسوة”.

وتابع “كان الجميع يعلمون أنه فاسد ونرجسي وجبان، لكن وحشيته لم تنكشف بكل قبحها إلا في الأشهر القليلة الماضية. الدماء على يديه، رغم أن مسؤولية حماس عن مقتل الأسرى لا يمكن إنكارها”.

واتهم “وزراء الكابينيت من حزب الليكود” بتحمل مسؤولية مباشرة عن مقتل الرهائن، وأضاف “أضفوا هؤلاء الوزراء طابع من القدسية على محور فيلادلفيا”، موضحاً أنه “كانوا سيغيرون رأيهم بسرعة ويدعمون صفقة لو كانوا يعلمون أن نتنياهو يؤيدها”، موجهًا انتقادات إلى وزراء مثل يسرائيل كاتس وميري ريغيف وإيلي كوهين، ووصفهم بأنهم “أشخاص بلا عزم ولا ضمير”.

كما انتقد مسؤولون آخرون، بما في ذلك أرييه درعي، الذي وصف بأنه “متسامح” و”عقلاني”، مشدداً على أنه كان بإمكانه “إنقاذ الأسرى والدولة لو كان قائدًا حقيقيًا”. وأكد أن “شاس”، الحزب الذي يقوده درعي، أعلن دعمه لأي اقتراح يهدف إلى تحرير الأسرى، لكنه لم يبذل جهدًا حقيقيًا لتحقيق ذلك.

واعتبرت “هآرتس” أن نتنياهو “كان وحيدًا في الساحة السياسية، وكلما زادت المسافة بينه وبين خطر الإقالة، زادت ثقته بنفسه”. وأفادت بأنه “في الأسابيع الأخيرة، وخاصة بعد اجتماع الكابينيت بشأن محور فيلادلفيا، لم يعد يخاف من رد الفعل، وأنه قام بإصدار قرار بشأن إبقاء القوات الإسرائيلية من المحور بينما كان يعرف أنه بذلك يخاطر بحياة الأسرى”.

وفي حين رفضت معظم عائلات الرهائن الستة الذين تم العثور على جثثهم في قطاع غزة الحديث هاتفيا مع نتنياهو، أصدر نتنياهو بيانا بعد التحدث مع إحدى العائلات وادعى أن “سكرتيره العسكري، رومان غوفمان، عاد صباح اليوم من زيارة إلى موسكو بهدف دفع صفقة تحرير الأسرى قدمًا”، وخصوصاً الرهائن من حاملي الجنسية الروسية.

وخلافا لمزاعم نتنياهو، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن “زيارة السكرتير العسكري، غوفمان، إلى روسيا كانت مخططًا لها منذ أسبوع، وركزت بشكل أساسي على قضية إيران وحزب الله”، وذكرت أن الزيارة تأتي في إطار “ترقب رد إيران على اغتيال إسماعيل هنية في طهران”، وشددت على أن “معظم الزيارة إلى روسيا كانت مكرسة لبحث “الملف الإيراني”.

المصدر: عرب 48